موكّلتي حوّاء

بقلم: راشد مصاروة

المحامي راشد المصاروة، أنا المحامي راشد المصاروة محامي  المجني عليها (حواء) ولقد اعتدت دفاعي عنها فأنا أعرفها بحدسي , لذا فإنني أطلب من موكلتي أن تلتزم الصمت ولا تُقسم أو تبكي كي لا تضع نفسها في موقف المتهم. (ظلم حوّاء). (اقرأ المزيد من مالمقالات من قسم قانون).

كيف قام المدعو آدم بإغواء و ظلم حوّاء ؟

سيدي صاحب الشرف وبعد اطلاعكم على اوراق القضية فان المتهم المدعو (ادم )او ان شئتم اسموه الرجل قد قام بإغواء موكلتي على مدى الايام والسنين فقد قال فيها شعرا ونثراً وادب بعدما استحوذ على كل قصائد الشعراء واعاد صياغتها ونسبها لنفسه كي يثبت فحولته في الحب مُعرفا عن نفسه بأنه عاشقها حد الجنون , أخاله حينها كان يقرأ قصة قيس وليلى وقد ألبس نفسه الدور وقد أطعمَّ موكلتي سمّ او تعويذة ادمانه وبعدما اعتاد جسدها على هذه الجرعات كان قد ألف سيناريو الفراق ليفتك بها بامرأة اخرى. اما هي فغدت كالمجنونة الى الصيدلية لكي تبحث عن جرعة صوته او اقراص كلماته لتُهدأ نار الشوق داخلها او ان تغدو منتحرة كناية بالحب الذي ذرفته علية طيلة السنين واوهمها به.

ماذا حدث بعد أن تعلّقت حواء بآدم؟

سيدي صاحب الشرف ان المتهم قد القى موكلتي جثة هامدة بعدما غرقت بالدموع ومنذ ذلك الحين لم يفارق الاسود جسدها الشاحب وقد اقسمت بأن لا تسقط عنه ديون انتظارها وذاك الوقت الكاذب الذي امضاه معها وان تقادم الزمن عليه فهذه ديون لا تقادم فيها .سيدي صاحب الشرف ان الجرائم التي ارتكبها المتهم بحق موكلتي لا تغتفر ابدا حتى ان قانونكم لن ينصفها بالقدر الذي يخفف عنها حمى الألم والدموع والتنهيدات التي تعزفها كل حين فهي بحاجة الى عام كامل لتقوى على النسيان. سيدي استحلفكم بالله ان تنطقوا بالحق كهيئة حاكمة وليس كرجال يجمعهم مع المتهم هرمون واحد يفتك بأنوثة المرأة فيجعل من الرجل حاكما عربيا ومن المرأة شعبا مستعبد.

هل يدرك آدم معنى الخيانة وما هو جزاء ظلم حوّاء ؟

سيدي صاحب الشرف اود ان اسال المتهم ان سمحتم لي ان كان يعي معنى الخيانة ام ان معجمه لا يدرك معناه الا بمصطلح (خيانة الوطن ) وان المرأة بالنسبة له كحذاء يستطيع تغييرة متى شاء واستبداله بأخر اعجبه مظهره دونما ان يكون على مقاسه تماما . أيعلم ماذا اصاب موكلتي جراء جريمته؟ سنين من الضياع وصبرا لا يقوى على النسيان وصمت مطبق وحنين لا يشفى منه وشوق اصاب عينا صاحبه فابيضت وقهرا دونما صراخ وانين دون بكاء.

أيعلم ما ترك خلفه ؟ ام انه لا يبالي ومستمعٌ الأن بذكوريته وقد انصفه التستوستيرون واوهمه بالرجولة واعاد اليه مراهقة العشرين. أيعلم بأن الشيب اثلج راسها والتجاعيد تبسمت في وجهها . لِما تركها بين خيارين اما ان تقوى على نسيانه او تدخل مصحة لعلاج الإدمان وفي كِلا الحالتين لن يعود ذلك ان السوسة التي أجبرته على الفراق لن تسمح له بالأشتياق فمنذ ذاك الوقت قد همّ بقطع حبل العودة وبأ حياته دون ان يلتفت خلفة ليرى الخسائر التي أخلفها.

من هم الشهود الذين يقفون في صف آدم؟

سيدي صاحب الشرف ان الشهود الذين يفون في صف المتهم هم رجالاً من ذات الصنف والتركيبة حتى ان احدهم قد خرج من سجن الذكريات قبل مدة بتهمة انه مدينٌ لامرأة بشيكات وفاء واخلاص اما الأخر فقد حرض امرأة على الانتحار من اعلى شرفة الحب والولع بعدما غرر بها واوهمها بالزواج . لذلك سيدي فان اللعبة الاجرامية التي اصطنعها المتهم وغيره وامثاله من الرجال اصبحت مكشوفه ودون ادنى شك على حقيقتها ذلك انهم دائما ما يعتقدون بأن هذه اللعبة هي من تجعل منهم رجالا عظماء او ان غريزتهم العاطفية لا تكفّ على تحريكهم في كل مرة يرون فيها امرأة.

رسالة إلى النساء المناضلات 

سيدي صاحب الشرف وقبل ان انهي مرافعتي أود ان اوجه رسالة الى النساء المناضلات الطاهرات واللاتي قطعن عهدا على انفسهن بأن يدخلن الحب من اوسع ابوابه وان يلتزمن بكافة بنودة حتى ان معظمهن وقَعنَ في اسفل الصفحة دون قراءة البنود , أعلمن ايتها النساء بأن الرجال ليسوا فيلة او نسور فقاعدة الاكتفاء بواحدة لا تدخل ضمن قاموس ذاكرتهم.

سيدي صاحب الشرف ان الجرائم التي ارتكبها المتهم بحق موكلتي من احتيال وانتحال وسرقة واعطاء مواد مخدرة تستوجب اقصى العقوبات لذا فأنني اطلب من عدالة محكمتكم الموقرة بأن تواروه الى مقبرة الذاكرة وتصدروا قرارا بنسيانه وامثاله ليكن عبرة لمن تسول له نفسه بأن يفتك بأنوثة امرأة ويخرجها عن قداستها بحجة الهيام والغرام والشغف …وللمحكمة الموقرة فائق الاحترام. وكيل المجني عليها المحامي راشد المصاروة. (شاهد المزيد من مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: راشد مصاروة

 

أضف تعليقك هنا