الأشخاص ذوو الوجهين

أول ما يتبادر إلي الذهن عند سماع هذا التشبيه هم المنافقون، فهم يتلونون كالثعابين حسب المصلحة الخاصة والرؤي الشخصية وما تقتضيه الظروف.

من هم الأشخاص ذوو الوجهين؟

هم من أمامك أحبائك وأصحابك وأصدقائك وممن يخافون عليك وعلى حالك ويساندونك مساندة مطلقة ويضحكون في وجهك ويسارعون في مشاركتك أحزانك وأفراحك ويتبوؤا الصفوف الأولى، رافعين رايات التحرير ظاهريًا وهم أساس الاختراق مقدمة ومؤخرة ويمينًا وشمالًا ويتحدون معك فتظنهم إخوانا ولكن هم في الأساس من خلفك يضمرون لك الشر والأذي والحقد الدفين، ويحبذون الممنوع لك ويرغبونك فيه بشتي الوسائل والطرق

ويحاولون سقوطك وكسرك بشتي الطرق والأساليب المنحرفة، فهم لا يتأخرون في إبرام النيران في جسدك وأنت لا تشعر، وكان المنافقون عند بداية انتشار الإسلام قليلون ونزلت فيهم الآيات القرآنية من رب العزة تحذر النبي محمد صل الله عليه وسلم والأمة من شرورهم ومكرهم وهوانهم على الناس، وتحريضهم على الدين الإسلامي وتفريق المؤمنين ونصب المؤامرات والمكايد التي تعصف بأمن وعصب الأمة وتفتيت شملها والحد من اتحادها وتعاونها لكي يسهل هزيمتها، وهو ما يجعلها تفقد شدتها وبأسها على القوم الكافرين

كيف صور القرآن هذه الفئة؟

كانوا هؤلاء المنافقون في القرآن من المنبوذين ورأينا الجزاء والعذاب الذي ينتظرهم في الدنيا والآخرة، وعلى طول الدهر زادت أعداد المنافقون وأصبحوا يتصدورن المشهد وكأنهم الناصحين الأمينين ويبينوا غيرتهم على الدين والوطن والعباد، ويدسون السم في العسل للعامة وخصوصًا البسطاء والمحتاجين والمهمشين الذين لا حول لهم ولا قوة ويسهل وقوعهم كفريسة مستأنسة تنتظر الشباك بكل ترحاب، وتفرح ألسنتهم بالكذب وتمتد يديهم بالخيانة، ويتأمروا علي الأغلبية في سبيل رفعة شأنهم هم لا رفعة شأن الدين والوطن، وللأسف الشديد يسمع لهم الآن إجباريًا ويجرون قطيعًا لا بأس ورائهم بلا قيود بل هم وقود النار ومشعلوها عن غير قصد، فبدلًًا من فضحهم جميعا ظهروا في ثوب العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين والأئمة والوعاظ وأصحاب الفتاوي الآثمة وهم في نظرنا مجرد خدام لأسيادهم وأماكنهم محفوظة عند أبواب القصور.

كيف نحبط خطط المنافقين؟

ينفذون ما يخطط لهم بلا تفكير، طاعة عمياء قابعة على القلوب، وغيبوبة محتلة العقول، لا ينطق أحدهم بالحق وإنما بالإثم والعدوان ومحاباة الأعداء ومساعدتهم في النيل من ديننا الحنيف الذي سوف يبقى رغمًا عن أنفهم جميعًا، وسوف تهزم أفكارهم الهدامة عاجلًا أو آجلًا وسيولون أدبارهم، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وستظل الحرب على الإسلام والعقيدة هي جوهر المشكلة الحقيقية إلى أن تقوم الساعة، وسيظلوا يبذلون الغالي والنفيس في سبيل هدمها مع أشكالهم الدنيئة من الغرب اللعين، ولكن الله خير حافظًا وسلطانه سبحانه وتعالي فوق سلطانهم ولا ينفع المافقون بهتانهم العظيم وهوانهم على المؤمنين مهما أتوا طالما تمسكنا بالقرآن الكريم وسنة نبي الرحمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.

فيديو مقال الأشخاص ذوو الوجهين

أضف تعليقك هنا