الغرباء يسكنون القلب

ليس بالضرورة الذي هو قريب منا يكون ملك القلب وسيده ويسكن القلب وهو الحبيب الاول والأخير ..ليس بالضرورة الذين يعبشون معنا وحولنا وفقط هم من يحظون بحبنا الكبير ويمتلكون قلبنا ويستحوذون عليه ..ليس بالضرورة من نعرف هو من نحبه فكم من حبيب هو بالنسبة إلينا غريب ورغم أنه غريب هو يسكن القلب بقوة وكأنه القريب الذي لا قبله ولا مثله القريب الحقيقي.(اختيار القلب). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم مشاعر).

اختيار القلب

ان الحب والقلب عندما يحب لا يختار من يحب ومن يكون شريكه ومن يسكنه فالحب كالصدفة التي تأتي دون أن نعلم بها ولا نعلم متى موعد قدومها وتواجدها بيننا هكذا هو الحب الصدفة الجميلة التي تكون اجمل شيء يحدث لنا في الحياة .من يقول أن الغرباء لا مكان لهم بالقلب ولا بالجوار فهو مخطأ جدا.

فالحبيب في بادئ الأمر لا نكون نعرفه فيكون الغريب الذي لأول مرة نراه حتى أننا نتجنبه ولا نتقرب ولكن الحب لا يعرف لا الدين ولا الجنسية ولا لون ولا عرق ولا انتماء ولا مسافات ولا دول ومتى دق القلب استسلم وحارب وضحى.بالفعل الغرباء يسكنون القلب دون طلب أو الحاح منهم وبدون شك أو تردد يسكنون متى أثبتو وكانو الضيف الخفيف الذي يستقبله القلب عند الطرقة الأولى وعند القدوم الأول وعند الزيارة الأولى.

هل الحب يُميّز بين الغريب والقريب؟

ان الحب لا يميز بين الغريب والقريب فهو يهتم لجملة المشاعر والاحاسيس التي جعلت من ذلك الغريب ليس بالغريب ومن ذلك القريب غريب وليس قريب..القلب متى فتح بابه استقبل ورحب وقدم مفتاح الاقامة لمن رأه يستحق ذلك وان كان لا يستحق مع مرور الوقت الا أنه بمجرد الارتياح والشعور بالطمأنينة لا يتردد القلب في استقبال الحبيب الذي لا يهم ان كان غريب وانما المعروف بشدة أن الغرباء هم من يسكنون القلب عن جدارة واستحقاق فيصبحون تلك الأقرباء المقربين جدا ..فالغريب اليوم غدا قريب عند القلب والغريب بالأمس هو اليوم قريب فهذا هو الحب لا يهتم ولا يدقق وانما قد يميل في الكثير من الاحيان الى الغرباء الذين نجد فيهم الذي بحثنا عنه طويلا والذي نريده ونحلم به.

لماذا يفضّل القلب الشخص الغريب (اختيار القلب)

متى سكن الغريب القلب فأنت لم تظلم قلبك لأنه هو من اختار وانك تختار الغريب عنك أمر لم يأتي هكذا وفقط وانما كانت هناك المبشرات والدوافع التي من خلالها ارتاح القلب واطمئن ..كما أن الغريب كثيرا هو من يكون ذلك الشخص الجيد معنا الذي يريد لنا الخير وسوى يطلب قربنا ..فكم من غريب وقف وساند وساعد وقاوم وتحدى وحارب وضحى من اجلنا ونحن بالغرباء عنه كما هو غريب عنا ورغم عدم القرب الا أن القلوب قد اقتربت والأرواح تلاقت بالفعل ولولا هذا لما كانت قلوبنا تعيش تلك السعادة والراحة التي لم تجدها مع القريب الذي قدم كل الأحزان والأوجاع والالام.

الغريب في ثانية بامكانه أن يكون قريب من موقف صغير ومن تصرف رائع ومن معاملة حسنة وكلمة طيبة وابتسامة صادقة وهذا ما يحدث معنا في بعض الأحيان وان حدث وكان فنحن من المحظوظين الذين وجدنا المفقود عند الغريب المتحول الى قريب بعد عدة دقائق أو ساعات ..مسألة القرب والبعد مسألة شعورية احساسية كأول شيء ومتى شعرنا بالقرب مع الغريب فهو لم يعد بالغريب وانما الشعور قد قربه وقربه القرب المحتاجين له.. كما أن الغريب هو القريب من القلب.

فيديو مقال الغرباء يسكنون القلب

أضف تعليقك هنا