المأساة الحقيقية

ما دمنا متواجدين بالحياة فأكيد نحن نعاني ونمر بالعديد من الصعوبات والمصائب والمشاكل والهموم التي غير مخفية ولا غائبة بالحياة وعلى الأرض فهي بالكثرة والكثرة وسنمر عليها بكل مراحل وفترات العمر لا محالة وقد خلق الإنسان في كبد.

هل قد نكون نحن السبب في معاناتنا؟

قد نكون نحن سببًا في مأساتنا ومعاناتنا وقد تكون ضمن القدر وقد يكون الغير ومن حولنا قد ألحقنا بها دون رضا منا أكيد فالمأساة منا ومن القدر ومنهم والثلاثة متقنين في إسقاطنا السقطة التي لولا الإيمان بالله وبالنفس والثقة بالله وبالنفس لن نعود ولن نستيقظ من جديد.

المأساة الحقيقة ليست في الجوع أو الفقر أو العجز أو التواجد وسط النار والجحيم… أو العيش بلا رضا فليس منا من هو راضي بحياته كل الرضا لأننا لن نصل الى كل ما نريده ونتمناه وان حاولنا فهناك ما هو من نصيبنا وهناك ما هو من مكتوبنا وهو ما هو ليس لنا هو لغيرنا وما هو لغيرنا لن نصل إليه وإن وصلنا وأخذنا فهو عائد وراجع إلى صاحبه الأصلي مالكه الأول.

ماهي المأساة الحقيقية؟

المأساة الحقيقة ليست في شقاء النهار وتعب الليل ولا في سعي السنوات وخيبات الأمل ولا في  غيرنا والقريبة منه ..المأساة الحقيقة فينا نحن… في عقولنا المتحجرة وقلوبنا المتحجرة… في عقولنا المضر بنا أولا وقلوبنا القاسية الظالمة المظلمة…المأساة الحقيقية في النوايا الخبيثة المخططة والمجهزة للكوارث والحيل الشيطانية الجهنمية… المأساة الحقيقة ما تأتي من تهورنا وكفرنا وإهمالنا وتقصيرنا… من حقدنا وحسدنا وغدرنا… من خيانتنا وخداعنا… من بخلنا وكسلنا… من الكثير فالمأساة ساكنة بباطننا الذي لو التفتنا إليه الالتفاتة السريعة جدًا لرؤينا ووجدنا الحل لمأساتنا التي لم ترد الانتهاء ولا الإعلان عن النهاية فهي مستمرة باستمرار الظلام والسواد المسيطرة الساكن فينا.

من المسؤول الحقيقي عن معاناتنا؟

ما تفعله بنفسك وما هي عليه بفعلتنا وعملنا وبفعلتهم وعملهم وما فعلوه وعملوه معنا قد ساهمنا فيه بالتساهل بالتهاون بالاستسلام بالقبول بالصمت والسكوت…مأساتنا ليست في النوم الغائب والنهار الذي ليس له نور والحياة التي ليس لها طعم ولا ذوق…مأساتنا في نفسيتنا التي لا تريد التحسن وفي جلبنا للذي يوجعنا ويؤلمنا ..مأساتنا بيدنا أنجبناها وبيدهم أنجبوها مأساتنا عقابنا الغير شرعي لأنفسنا.

متى تسبب في معاناتك عدوك الغير وعدوك نفسك قلبك عقلك نواياك أفكارك..ومن تسبب في مأساتك القدر الذي أراد لك الخير واختبرك ليعطي الكثير ولكن غبائك وجهلك جعلك في قلب المأساة بشكل دائم ومستمر بلا انقطاع… ما نحن فيه وما نمر به وما نعيش لنا يدا فيه بكل تأكيد وبالدلائل والبراهين القاطعة التي لا تحمل أيها شك.

هل يقف عدم الرضا وراء مأساتنا؟

المأساة الحقيقة هي عدم رضانا وعدم قناعتنا وعدم إيماننا وحمدنا وشكرنا لما نحن عليه..مأساتنا الحقيقية من شرنا ويأسنا واستسلامنا وضعفنا وخوفنا..مأساتنا الحقيقية لم تخرج من كياننا الخاص جدا… مأساتنا الحقيقية نحن قبل هو وهم… مأساتك الحقيقية في تلك النظرة السلبية التشائمية ..في التفكير السيء والعمل الأسوأ في التغافل والطيش ..في النظر الى ما عند غيرك والانشغال به ونسيان النعم التي عندك ومعك كل هذا سبب مأساتنا الحقيقية التي لا نراها ولا نود رؤيتها فنعاني أكثر من اللزوم، المأساة الحقيقية في العمق الذي بداخلنا وما يخرج منه لا في المحيط والسطح الذي حولنا وأمامنا وما نظهر عليه …ولك أن تتخلص من مأساتك بالغيجابية والتفاؤل والإصرار والإرادة والحماس نحو الانتقال إلى الأفضل والأجمل.

فيديو مقال المأساة الحقيقية

 

أضف تعليقك هنا