المسائلة والمحاسبة الذاتية

إننا ننسى بأن نجلس مع أنفسنا بآخر النهار أو آخر الأسبوع أو آخر الشهر أو آخر السنة جلسة هادئة إلا أنت وهي لا غيركم في تلك الغرفة الخاصة أو على الشرفة التي يطل عليها نور القمر أو على حافة الرصيف المهجور… أو على شاطئ البحر الغائب فيه الزحمة والازدحام… أو على طاولة المكتب… أو عند السفر مع نفسك إلى العالم السري الخاص جدًا…

أهمية المراقبة الذاتية

إننا ننسى أن نقول لأنفسنا في اللحظة المتاحة المناسبة ماذا فعلت وماذا فكرت… ولماذا أخطط ؟ أسئلها فتجيب دون إخفاء أو كذب فهي مني وأنا منها وكل شيء سيكون واضح وصريح والاعتراف دقيق وبالتفصيل الكامل المجزأ المفصل المقسم لا يهم ولا إشكال في ذلك.

إننا ننسى أن نواجه أنفسنا ونريها ما قامت به طوال اليوم أو طوال الأسبوع أو طوال الشهر أو طوال السنة أو طوال السنين أو منذ الوعي إلى الآن… إننا ننسى أن نصدر أحكام وعقابات على أنفسنا التي كثيرًا ما تحتاج إلى محاسبة ومساءلة يتم بناءً عليها ومن خلالها قول الكلمة الفاصلة والحكم النهائي الذي لا بد أن يطبق في الحال ودون تأخير…

ضبط النفس والاستحواذ عليها

كثيرًا ما ننسى أن نضبط أنفسنا ونعدل عقاربها ونوجهها نحو الوجهة الصحيحة ونمشي بها بالطريق السليم… إننا ننسى وننسى وننسى ونحن نتذكر وإنما نمثل النسيان لنتهرب من ضميرنا وعقولنا التي لا تتسامح ولا تقبل بما نقوم به وقمنا به وما نحن مقدمين ونفكر فيه وقد خططنا له، نخاف حتى من مواجهة أنفسنا لأننا ندري أنها لن تتساهل معنا عند جلسة المحاسبة المسائلة الذاتية التي لا نعتمدها الا قليلا وان اعتمدناها كانت بالشكل الخاطئ الذي فيه نخدع ونتهرب ونكذب من أنفسنا وأمام ضمائرنا.

ما هو أثر المساءلة الذاتية على السلوك؟

إن المسائلة والمحاسبة الذاتية خطوة جيدة جدًا ولو لجأنا إليها كان كل شيء في حياتنا جيد ومختلف وكانت تصرفاتنا وخطواتنا جد دقيقة وسليمة وصائبة… ومن يحاسب نفسه صاحب ضمير حي لا يقبل بتأجيل المحاسبة ولا بالسماح للغير أن يسبقك ويحاسبك الحساب الذي لا تريده ولا تحبذه وإن كنت مخطأ ومذنب وارتكبت الذي يلزم المحاسبة والعقاب… فكلما حاسبت نفغسك وعاقبتها كلما امتنعت  ومنعت الغير عن محاسبة ومعاقبة وان كان القانون أو القضاء أو القاضي أو الأشخاص العادية وأولهم الله، حاسب نفسك لتكون ذلك الشخص النقي الصافي الخالي من الشوائب والسواد الذي إن لونت نفسك به ودخلت وحله صعب عليك الاغتسال وتغيير مظهرك وثيابك.

إيجابيات المساءلة الذاتية

المحاسة والمسائلة الذاتية لصالح الشخص فهو القاضي على نفسك وهو المعاقب وهو المجرم والمتهم وهو البريء وهو كل شيء في شيء واحد… فلا تنسى أن تجلس مع نفسك الجلسة التي تناسبك وتريحك ومن خلالها تنهي الخلافات والحسابات وتزيل الغموض وتصفي النفس والقلب والعقل من كل ما يضرها ويؤذيها ويعرضها للخطر والعقاب الشديد.

لا تتهرب من نفسك وإنما صاحبها وتقرب منها وحاسبها وكن صارمًا معها وجديًا متى تطلب ذلك فهي بحاجة إليك وأنت بحاجة إليها دومًا فلا تنسى الانفراد معها والتواجد لوحدكما والقيام باللازم.

فيديو مقال المسائلة والمحاسبة الذاتية

أضف تعليقك هنا