الهروب من الحقيقة

قد أرهقت الحياة الجميع وحوّلت الكثير إلى رماد كامل بهيئته وإنما قد احترق من الداخل فظهر ذلك في الخارج ..إننا لا نتوقف عن التفكير في الهروب وإننا نهرب من الحياة ومن فيها ومن عديد الحقائق التي بالفعل لا نود الاقتراب منها لكي لا نحترق أكثر فأكثر فنفضل الهروب على التواجد بمسرح المعرفة والاعتراف والحقيقية الذي قد نكون سعينا طويلا في البحث عن العنوان وعن أصحابه وعند حدوث ذلك والوصول إلى من يوصلنا إلى المكان وإلى صندوق الأسرار نختار عدم التواجد حاليا أو بشكل كلي بقرار لا نعرف كيف قررناه واتخذناه ووصلنا إلى سطره النهائي.(الهروب من الحقيقة). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم مهارات شخصية).

ان الهروب من الحقيقة من أكثر الأشياء التي تريحنا وأردناها وحاولنا ونحاول عديد المرات في الاستمرار في الهروب لكي لا نقع الوقعة الأخيرة النهائية التي لا نود الوصول اليها وعيشها فوق كل الأزمات والصعاب والصعوبات والألام والذي تواجدنا بقلبه طويلا.

متى نهرب من الحقيقة؟

بكل سرور ورغبة شديدة وبكل ارتياح نحن نهرب من الحقيقة التي قد لا تكون لصالحنا ونكون على دراية ببعض تفاصيلها.. ورغم تمزق حافة القدم في المشي والجري اليها الا أننا نصل ونتوصل في بعض الأحيان أن الهروب أنسب حل ولا بد من الهروب في الحين ودون أدنى تأخير ونهرب والحقيقة للأسف ورائنا تلحق بنا رغم اختبائنا في زوايا وثغرات لا نور فيها سوى الظلام الداكن ورغم ذلك الحقيقة لصيقة بنا فهي منا ونحن منها ومهما هربنا تصل الينا وهي بأتم الاستعداد والتهيأ ودون تردد أو تراجع أو شفقة علينا تصدمنا الصدمة وراء الصدمة ظنا منها أننا نزداد راحة وتغيب تلك الكتلة التي نود التخلص منها وقد وجنا في الهروب العلاج ودواء تلك الكتلة وذوبانها بالهروب من الحقيقة.

نريد معرفة الكثير فالحقيقة عندما كانت تهرب منا كنا كالمجانين المتسولين المتشردين التائهين المتوسلين نطرق بابها ونراقبها ونحقق وراء أثارها وبصماتها وهروبها قد يكون كان لصالحنا وهي أرادت وفضلت الهروب من أجلنا ونحن لم نكن نفهم وكنا في قمة الاصرار على الوصول والمواجهة وعندما ترينا الحقيقة وتترك ورائها بعد الأدلة والاثباتات نكتشف أنها الدمار والضربة القاضية فنبدأ في التراجع وعند التراجع تعود الحقيقة بأدراجها نحو الوراء باتجاهنا مباشرة دون ضياع.

هل الهروب من الحقيقة لصالحنا؟

لن نعيش سعداء والحقيقة حقيقتنا والحقيقة التي تعنينا ونحن طرفا فيها ..مهما هربنا سنجد أننا نعود وقد رجعنا الى الحقيقة طالبين منها المزيد من الأدلة والاعترافات فلن يرتاح القلب المعلق بالحقيقة.هروبنا تجربة جيدة تفيدنا وتزيد من قوتنا وطاقتنا وعند العودة نكون بكامل الجاهزية والعتاد الذي به نتحمل الصدمة والمفاجئات التي قد تسقطنا فنحافظ على وقفتنا لأننا قد أعطينا لأنفسنا القوة الكافية عند الهروب لتواجه وتستقبل كل شيء مهما كان ..فمن هرب من الحقيقة اليوم لن يهرب منها غدا فالهروب علاج يساعدك في مواجهة وتلقي المرض ومحاربته بكل ارادة وثقة وايمان.

ماذا عليك أن تفعل إذا هربت من الحقيقة؟

لك أن تهرب من الحقيقة متى شئت وأردت فلك ذلك ومن حقك هذا الهروب لأن ما بعد الهروب المواجهة والعودة القوية التي تجعلك تنتصر وتقوى على كل صعب قد يكون ..فاهرب من الحقيقة الهروب الذي به تجمع نفسك وجيشك وعتادك وقوتك وقدرتك لتكون بساحتها كالمقاتل الذي لا يخشى الضربات والموت .ان الهروب من الحقيقة رغبة من عقل سليم يبحث عن عالمه السري الخاص ليأتي بالحلول للمشكلة والكارثة قبل حلولها.

فيديو مقال الهروب من الحقيقة

أضف تعليقك هنا