الهموم المتراكمة

من منا ليس له هم قد أرهقه وهموم قد أسقطته أرضًا كثيرًا وعديد المرات… فالذي ليس له هم ليس بالإنسان ولا هو على هذه الأرض ولم يزور الدنيا ولو لمرة بعد… لأن الهموم موجودة بالدنيا وعند الإنسان بالكثرة ومع الزيادة ولهذا جميعنا قد مر علينا هموم وتحاربنا هموم.

هل قد يكون الهم امتحان من الله

الهم اختبار من الاختبارات التي تكون لفائدة المهموم ولصالحه فهي تمرره على طريق وطرق وعلى أماكن قد هرب منها كثيرًا وتجنبها إلا أن وقع فيها كالأسير الذي عليه أن يغادر سريعاً ليس بالقول وانما بالإرادة والإيمان وأن يكون أقوى من الهم ليتمكن من التغلب عليه والانتصار عليه ليس بالسهولة التامة وإنما بصعوبة ممزوجة ببعض السهولة التي لا تكون إلا عند كل مؤمن واثق بالله

قد نكون نحن سببًا مباشرًا أو غير مباشر في تواجد تلك الهموم عندنا فهي قد قدمت بدعوة غير مباشرة منا وإنما عن طريق أساليب وأعمال تساهم في دعوة الهم أينما كان وهذا ما يحدث معنا كثيرًا فعدم حرصنا وانتباهنا وتهورنا الكثير الغير مبرر من أقوى الأسباب التي تجعلنا جد مهمومين وليس كل مهموم هو بالقادر على المواجهة والتغلب والوقوف في وجه همه بكل شجاعة وايمان وقوة فهذا لا يحدث مع الجميع إطلاقا ولذلك الهم في الغالب المسيطر لضعف إيمان الكثير… في الغالب الهم السيد والمهموم عند الهم خادم وتابع للسيد وهذا ما زاد من حجم كبر الهم لدى صاحبه.

كيف تتراكم الهموم؟

الهموم المتراكمة تكون نتيجة ترك الهم على حاله دون الالتفات اليه الالتفاتة الصحيحة الصارمة الجدية التي تجعلنا جد قاسيين وغير متسامحين مع همومنا وهذا ما يضعف الهم عندنا لأن قد رأى فينا الجرأة الكبيرة التي لن تجعله يطول طويلا ويرحل في أقرب وقت وبسرعة ..ولكن السكوت والاستسلام للهم ينجب هموم أخرى كثيرة جاءت من تضرر جوانب وزوايا أخرى لدينا من الهم الغير معالج فعوض هم تصبح هناك هموم أخرى كثيرة متراكمة وهنا تصعب مهمة التخلص من الهم بالوقت القياسي الذي لن يكون في خدمتنا كما في الأول وعند الهم الواحد.

نعم نحن من أعطينا للهم فرصة الإنجاب وتحوله من هم الى هموم لا ترهق وفقط وإنما تنهينا ونحن أحياء… فالذي يتحمل الهم وعبئه إلا كل ذي قوة وإيمان قوي ومع زيادة عدد الهموم لا بد أن يكون الإيمان في تزايد ويكبر وليس بالحجم الأولى وإنما بالعكس تمامًا وغير ذلك لن يساعد في القضاء على الهموم.

ماهي كيفية الخلاص من الهموم؟

إن الهموم لا يتم التخلص منها بالبنادق والصواريخ ولا بالسكاكين والعصي وإنما بأبسط من ذلك بكثير… بالإيمان واليقين وبالمقاومة والإصرار والتحدي أنت في ساعة المعركة مع الهم وأنت المنتصر لا محالة بهذا العتاد والإمكانية القدرة التي لا يمتلكها الهم الذي هو ضعيف جدًا أمام القوي وقوي جدًا أمام الضعيف ونحن كذلك من أعطينا للهم تلك القوة والعظمة التي لا تليق به ولكن هذا ما حدث ويحدث ويقوم به الكثير فهو سريعون في رفع الراية البيضاء للهم والاستسلام الذي لا داعي له سوى إعطاء ورقة رابحة بها يهاجمك الهم من جميع النواحي والزوايا دون تحرك خفيف منك.

إن تراكم الهموم والهموم المتراكمة ستعقد عملية التعامل مع الهم الواحد وتصعب عملية اختيار بأي هم يتم البدأ والمحاسبة فالهموم المتراكمة تدخلنا في حالة يأس وتشائم وحتى خوف وضعف ليس وقته ولا بد أن لا نصل إليه بتاتا عند تواجد عدد من الهموم ..إلا أن هذا ما يحدث فاستهتارنا وتساهلنا مع الهم الواحد في البداية جعل الوضع يسوء ويصل إلى وضع ليس من اختصاصنا ولا من قدرتنا.

فيديو مقال الهموم المتراكمة

أضف تعليقك هنا