الواقعية

بقلم: فيصل عبدالرحمن الكعشي

الواقعية من أين تأتي هذه الكملة بإختصار من الواقع أي ما يحدث من حقائق لا يمكن أن يختلف على حدوثها اثنين ولكن ما أريد التحدث عنه هنا هو أن كثير من من يستعمل هذه الكلمة يستغل الواقعية في محاربة أي محاولة لتغيير واقع سيء أو ركود دائم.

الواقعية والتغيير

إن الواقعية ترتبط في الوقت الحال أو ماحدث من فعل ماض أما المستقبل فلا علاقة له بالواقعية ككل فهو يتحمل الواقعية بناء على ماتراه من أحداث وقعت أو حدثت وبناء على ذلك تقراء شيء من المستقبل ولكن ذلك لا يعني أن المستقبل مرتبط بالواقع الحالي فما نريده في المستقبل أو ما نسعى إليه في المستقبل يحتمل احتمالين إما تغيير الواقع الحالي إلى مستقبل أفضل لكي يصبح واقع أفضل أو لكي نحافظ على مانملك من واقع نريد المحافظة عليه ونسعى إلى عدم زعزعته أو نهيء بيئة قوية لتعزيزه ولتطوره لواقع أفضل.

الواقعية والخوف من المجهول 

بمجرد أن تذكر الواقعية أو يرد إلى مسامعك هذه الكلمة ستشعر بأن هذه الكلمة تحمل في طياتها شيء من العقلانية وقد يكون ذلك صحيحا في كثير من الأحيان، ولكن هل تعلم أن واقعك الحالي كان حلم في زمن سابق بل كان مرفوض أو كان لا يصدق، فلو أن الواقعية أخذت بالمعنى الحرفي لها لما وصلت البشرية لما وصلت عليه الآن من علم وتطور في كافة المجالات الفكرية والاجتماعية والدينية والعلمية.

فالإيمان المطلق بالواقعية يوجب المعارضة على كل شيء جديد أو الخوف من المجهول ذلك الشيء الخفي الذي يجعلك تهاب الدخول  في عامله المجهول بالنسبة لك فالإنسان بطبيعته يخاف من كل ماهو مجهول بالنسبة له، علينا أن نتعامل من الواقعية بواقعية إذ أن الواقعية تحتم علينا من خلالها أن نقف عند كل ماهو جديد وعند كل حلم للمستقبل بكل حياد وندرسه  بكل تمعن وروية من دون نظرة سباقة وتقييم يبنى غالباً على أحكام مسبقة تكون ظالمة في كثير من الأمور.

الواقعية المفرطة تعيق التقدم

لو أمن الإنسان بالواقعية لما أصبحت الإنسانية في تقدمها الذي وصلت إليه فالواقعبة أن تؤمن بأن ما أنت عليه اليوم ليس ما ستكون عليه غداً، فالاختراعات التي غيرت حياة الإنسان والأفكار التي جعلت حياة الإنسان للأفضل لو أصحابها يؤمنون إيمان يجعلهم لا يقبلون التغييرلما فعلو مافعلوه من إنجازات عظيمة خدمة البشرية.

كل العلوم الطبيعية  والإنسانية في حاجة إلى مبتكرين وأشخاص مؤمنين بفكرة التغيير للأفضل فلولا الأفكار الرائعة والجديدة لما تطور العلم ولما وصل إلى ماوصل إليه من تقدم وازدهار وأيضاً هذه التغيرات تحتاج إلى من يؤمن بها غير أصحابها فلا يكفي في كثير من الأحيان أن يؤمن بالفكرة الجديدة أو بالاختراع الجديد من أتى بها بل تحتاج إلى من يرعاها إلى من يجعلها أمر واقع.

كيف نتعامل مع الواقعية بالشكل الصحيح؟

ما أعنيه هو كيفية التعامل مع الواقعية فالواقعية هي ماتوجب عدم التقيد بها بشكل عام بل إن الواقعية يجب أن تكون في أِشياء محددة وليست في كل شيء الواقعة هي من يشجعنا على التغير من واقعنا السيء لأنها لم تكن واقع لنا في وقت كنا لا نتصور ولا نؤمن بأنها ستكون يوماً ما واقع لنا.

بقلم: فيصل عبدالرحمن الكعشي

 

أضف تعليقك هنا