بائع الياسمين

كان برجلية فرفر يعمل بائع ياسمين في مدينة الورد، بعدما انتهى الموسم الدراسي السابق، بقفزة إلى السنة الخامسة ثانوي بصعوبة نوع ما بحكم أن برجلية فرفر يقضي أغلب أوقاته في رياضة كرة اليد مع فريق الجهة ذو الألوان السوداء والبيضاء.

كيف حول برجليه فرفر مسار عمله؟

رغم حرارة الطقس في الصيف فإن برجلية فرفر حبذ هذه الأنواع من الأنشطة الموسمية التي تقضي النهار في الأعمال مع التجار والباعة والزبائن المختلف الشرائح الاجتماعية، وبعد تجربة فاشلة مع حربوش صاحب الباتيسيري والمرطبات، حيث لم يعجبه طريقة صنع الستروناد التي كانت تسوق بطريقة تقليدية، فهم يعجنونها تحت سيقانهم بطريقة غسل الملابس فانصرف إلى بيع الياسمين والتعامل مع فكرونة بائع القرنفل والياسمين والذي يتعامل مع المزودين من جامعي الياسمين والصانعين الصغار فكان يجمع في اليوم مائتين مشموم من مختلف الصناع الصغار بمعدل أربعين مشموم للمزود، لكن برجلية فرفر قرر أن يدخل في مشروع ثنائي مع أحد باعة الخبر المختصين في هذه الصناعة، فكان يستلم خمسين مشموم في حدود الواحدة بعد الزوال لينصرف لبيعها في المساء إلى غاية نزول الليل، في السوق القديم والمنطقة الجديدة وبرج الوزير وحي النزهة.

مفاجأة 

في يوم من الأيام الحارة حيث الطقس جميل لكن الحرارة مرتفعة جدًا من شهر أوت، كان برجلية فرفر يتجول في وسط المدينة عندما اعترضه العربي شنوة، الذي حكمت عليه المحكمة بعشرين سنة سجن بعد أن قتل نفس بشرية، قضى منها هذا الأخير ستة عشر فقط وخرج بعفو من “المهدي الدكتاتور”، وكانت مفاجئة في المنطقة حيث أن رواد السجون لم تعجبهم هذه المبادرة بحكم أن شعبيتهم ستقل بخروج العربي شنوة، بينما هذ الأخير أصبح يتلمس الطريق من جديد ليقتات، فأصبح عون حراسة على مطعم لبيع الخمور والوقوف في وجه من تسول له نفسه العبث بممتلكات المقهى. بينما كان المعتوه حمد زاوية يبيع الفسدق واللوز لكي من يريد أن يتلذذ بكأسه أثناء أوقات المغرب ومجيء الليل. بينما الصبية يعبثون بهيئتة التي توحي بالنكات والهزل الخفيف.

حدثٌ يتبعه حوار

لقد بدأت المناوشات بين العربي شنوة وبرجلية فرفر منذ باتيسيري “حربوش “عندما تسلم هذا الأخير “مثلجات دون أن يدفع الأجر وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير ليغادر برجلية فرفر المحل بعد أن توعد حربوش أحد الصناع الذي فلق له شقاقة كانت تجمع فيها ثمن المكالمات الهاتفية التي يجريها الزبائن في الباتيسير، وفجأة اقترب العربي شنوة متوعد برجلية فرفر الذي هنتله في إحدى المناسبات، بقطع الحرية عليه وعلى ظهوره في الشارع الشعبي بمدينة الورد قائلًا له:

حوار

-خذ مائة مليم مقابل المشموم؟ وألقي في وجهه مائة مليم
-المشموم بمائتين سيدي؟
-قلت لك بمائة مليم يكفي.
-وأنا قلت بمائتين مائة مليم غير كافية..
-سترى..

وخطف العربي شنوة مشاميم برجلية فرفر وغرسها في روتي آلة الدجاج لبائع الكفتاجي المنتصب في الزاوية اليمنى للشارع، قائلًا:

ماذا ستفعل الآن؟
-اسمع لقد أصبحت بيننا الحرب .. ولقد تسببت للمرة الثانية في إيذائي.. وبيننا الله وسنعرف ماذا سيصير غدًا.. ولمن الكلمة الأخيرة…

فيديو مقال بائع الياسمين

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي