“تأثير الغضب”

بقلم: ضحى أبوالفتوح شعبان

يمكن أن نصف الغضب على أنه كالريح، يأتي فجأة بدون أي حسابات لقدومه، فعندما تهب ريح الغصب تقوم على الفور بإطفاء سراج العقل، فكثير من الناس يقعون في فخ هذه الريح التي تأتي بدون سابق إنذار، وليس هذا فحسب وإنما تأتي محمله بالكثير والكثير من السلبيات والإيذاءت المتعددة التي يكون وقعها على النفس البشرية مهلكًا.

ماهو مفهوم الغضب؟

من الجدير ذكره أن الغضب هو إحساس وعاطفة بشرية وهو شعور طبيعي من المشاعر التي يمر بها الإنسان، ويكون صحيا وفقا لمعايير وضوابط معينة ولكن الإفراط وعدم التحكم فيه يصبح مدمرًا ويترك أثراً عميقا في النفوس، فإن الندبه التي تحدث في الروح بسبب عضبك سيكون شاقاص عليك ان تداويها وأن قمت بعلاجها سبقي أثرها حتي مع مرور الوقت لذا:

“احذر أن تفرغ نوبات غضبك في روح ونفس تتكون من (لحم ودم وأفكار ومشاعر وإحساس) واحترس فإن الندبة التي تذهب الي الروح حتي وان تمت مداواتها سيبقي أثرها محفورًا وعميقًا ”

مثال من واقع الحياة

كان يوجد صبي صغير، وكان هذا الصبي سريع الغضب والانفعال وبينزعج منه كل من يتعامل معه، لم يكن الطفل يشعر بالراحة ولكن ما كان عنده القدرة لعمل التغيير المطلوب، وفي يوم من الأيام قرر والد الطفل ان يساعده لتعديل سلوكه ,فقام الاب بجلب كيس من المساميروطلب من الطفل أن في كل مرة يشغر بالغضب فيها يأخد مسمار ويقوم فإدخاله في اللوح الخشبي الموجود بحديقة المنزل، وبالفعل اخذ الطفل الكيس وفي يومه الأول من الاتفاق أدخل الطفل باللوح حوالي 30 مسمار، ولكن في نهاية اليوم وجد أنه كان كثير الغضب، فقرر أن يتحكم في انفعالاته

فبدأ الطفل يسيطر على نفسه وعلى نوبات غضبه وفعلاً في الأسبوع الأول من هذه التجربة، استطاع الصبي أن يقلل عدد نوبات غضبه لتقريبًا  25 مرة في اليوم , وفي الاسبوع التالي استطاع أن يقلل أكثر وأكثر ومع مرور الأيام  قدر الطفل أن يتخلص من نوبات الغضب بشكل ملحوظ والذي ساعده في ذلك أن اللوح الخشبي كان موجود بحديقة المنزل وكان يخرج عدد مرات كثيرة في اليوم والجو بارد وفي النهاية أخيرًا أتى اليوم الذي لم يدخل فيه الطفل أي مسمار في اللوح، فذهب إلى والده وكان ينتابه الشعور بالسعادة العارمه، وقص على أبيه أنه لم يغضب اليوم ولا مرة ولكن الدرس عند الأب لم ينته بعد..

طلب الأب طلب ثاني من الابن فقال له في كل يوم لم تغضب فيه قم بإخراج مسمار من الذين أدخلتهم وبالفعل كان الطفل قد بدا بالتحكم في انفعالاته وكان كل يوم يذهب ليقوم بإخراج مسمارن ومع مرور الوقت أخرج الابن جميع المسامير من اللوح الخشبي وذهب مسرعًا إلى والده، وحكي له أنه استطاع أن يخرج جميع المسامير فرح الأب كثيرًا وحضن ابنه ومدحه، لكن قال له هلم بنا نذهب الي الحديقة حيث يوجد اللوح الخشبي؛ فعندما وصلوا إلى اللوح أشار الأب إليه وقال لابنه هل ترى هذه الندوب الموجودة علي اللوح إثر المسامير التي قمت بإخراجها؟

قال الطفل : نعم، قال الأب: هذه الندوب كانت تذهب إلى روح الشخص الذي كنت تفرغ فيه شحنات غضبك، وكنت بغضبك تجرحه ويظل أثره حتى لو اعتذرت… طلب الأب من الابن أن يستمر بالتحكم في نفسه حتى لا يجرح أشخاص آخرين ويتأثروا منه وينجرحوا حتى بعد أن يعتذر منهم وبذلك أدرك الصبي الدرس.

الاستنتاج من القصة

إن للتحكم في الانفعالات وضع خطة والاستمرار عليها واتباع خطوات محددة وصغيرة والمداومه عليها , لم نسعي للتغيير فجأه ومرة واحده وبهذه الطريقة تصل لغايتك.

الهدف الوحيد من كتابتي لهذا المقال

هو التخفيف من حدة الأحاسيس والتأثير النفسي الذي يكون سببه الغضب، وبالطبع لا يستطيع الإنسان تجنب كافة الأشخاص والأشياء التي تثير غضبه ولكن بدلًا من ذلك عليه أن يتعلم كيف يتحكم بردود أفعاله وتصرفاته الاندفاعية التي تنتج عند الغضب، أو كما استفدنا من القصة السابقة أن يضع خطة ويستمر عليها لكي تساعده في إدارة غضبه.

بقلم: ضحى أبو الفتوح شعبان

أضف تعليقك هنا