سجين المستشفى الأسود #قصة|| بقلم: هاني القادري|| موقع مقال

سجين المستشفى الأسود #قصة

قصة برجلية فرفر 

كان برجلية فرفر يتجول في مدينة قبة عبد العزيز مع الساعة الثالثة صباحا، وهو يستعد لشراء جريدة من الأكشاك المعدة لببع السجائر والنزول للبوليفار الكورنيش حيث نسيم البحر والنخيل الباسق المتألق في السماء في انتظار عودة الحياة مع الخامسة صباحا بنزول الأذان وفتح المقاهي الشعبية المعدة لاحتساء القهوة والكابوسان والديركت والشاء والكرواسون. مقال يتحدث عن قصة برجلية فرفر ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن قصة من هنا.

قصة برجلية فرفر مع رجال الأمن

اقتنى جريدة وبقي يترقب عندما وقفت بجانيه سيارة أمنية أطل منها الضابط المعروف عبد الحق، والتفت لفرفر برجلية، اصعد معنا نريد أن نتحدث معك في موضوع هناك أنباء مهمة وصلتنا تخصك أنت. وصلت السيارة إلى المقر الرسمين. ثم التفت أحدهم إلى برجلية فرفر قائلا, لقد وصلتنا أنباء بعد الذي حدث في كلية الحقوق أنك أصبحت من المفروزين أمنيا وستبقى مدة طويلة إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.
-ماذا يعني بالضبط هذا..
-يعني ممنوع من الانتداب والتشغيل إلى أجل غير مسمى ونحن أيضا لدينا تعليمات من فوق باستهدافك شخصيا
-يعني ابقى مكتوف الأيدي.. ماذا نفعل يبارك في ترابك يا تونس..
ستذهب معنا أيضا إلى حين أن يستقر الوضع من يعرف لعل الأمور تتغير وتتفرهد أمورك
-الله غالب.. إلى كاتب كاتب .. ويوجد أولويات في الحياة على كل حال.
-دخلت السيارة الامنية إلى مكان مهجور تحيط به الأشجار من كل جانب وسط حديقة كئيبة وكيف الأمان بهذا الزمان ظلام رهيب وليل كئيب يذيب القلوب، كانت المينوت مشدودة في أيدي فرفر بينما الامني الجالس إلى الوراء يطالع جريدة الأخبار الأسبوعية مشيرا الى مقال كتبه برجلية فرفر يمس من هيبة السلطة السياسية والفاهم يفهم.

قصة برجلية فرفر في مستشفى الاضطرابات العقلية

دخل برجلية فرفر إلى مستشفى الاضطرابات العقلية وهناك استقبله الممرض والمصابين بالذهان الصبياني والأمراض المزمنة، وفي الصباح التقى الجميع حول فطور الصباح كالعادة القهوة وكسكروت الزبدة والمعجون. والكل يحكي كيف قضى ليلته. وهمس أحد المرضى: كل يوم تظهر لي إحداهن تلك الطبيبات الجميلات
-أنا أيضا كل ليلة أرى مؤخرة جديدة وأشياء تبدو غريبة أجلس في العياد ة مع إحداهن فتأتيني زميلتها في الأحلام يالها من أحلام لذيذة ومنعشة هناك أشياء جميلة لا يمكن أن ننكر ذلك اتشاطرني الرأي؟
-أشاطرك ونصف، ميسي يا معذبهم، عاش فريق الشعب النادي الافريقي
-أمعك سجائر؟
-انتهت جميعها الليلة الفارطة سيأتيني أخي بكميات جديدة انتظر معي حتى القيلولة ليظهر في أوقات الزيارة

من بعض مظاهر التعامل مع المرضى في مستشفى الاضطرابات العقلية

وخرج برجلية فرفر في الساعة العاشرة صباحا فشاهد طوابير وصفوف في العيادة الخارجية واقفة أمام صيدلية المستشفى مثل تلك التي تقف أمام شبابيك ملعب كرة القدم لاقتطاع التذاكر، وفجأة جرت مشادة كلامية بين الممرضة وأحدهم:
-ارجع وقل له يضع لك الكاشي؟
-أي كاشي سيدتي هذه حكاية تحكي فيها؟ لقد نفذ صبري منذ ساعات اعطني الدواء وإلا
-وإلا ماذا..
-وإلا سأمزق الأوراق كلها ..اعلمي جاء من بعد مائة وخمسة كلم تقريبا من مدينة سليانة وامضي يوم كامل لقضاء شؤوني وتقول ارجع وكاشي وأشياء لا أفهم معناها..

معاناة برجلية فرفر في مستشفى الاضطرابات العقلية

كانت أيام صعبة قضاها برجلية فرفر في مستشفى الاضطرابات العقلية وخز بالابر من نوع التي تعطى للخيول والكبيرة الحجم والتي تحتوي على مواد صاعقة للجسد والفكر ومعنويات منهارة وحكايات تحوم كلها حول التحرش الجنسي والبلادة الفكرية المملة والرتيبة والتي تدور في دائرة مفرغة ويطول الحديث، تخللتها زيارات عائلية لوالدته اواو كعيكة وأخوه ياسين مختار وأخوه البكر التيمومي القابسي يحاولون تهدئته وتصبيره على الأيام الصعبة والليالي المظلمة في المستشفى الأسود لقد تحول بالتاكيد إلى سجين في مستشفى أسود.. ينتظر بفارغ الصبر قرار من أعلى هرم السلطة لإطلاق سراحه وإعفائه من هذه الغرف التي تتكدس فيها المئات من الجنايات والحماقات الاجتماعية المتنوعة، والأحاديث المقلقة والتي تبعث على القلق ولا تبشر بخير كبير في قادم الأيام.

فيديو مقال سجين المستشفى الأسود

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي