فاقد الشيء يعطيه

لماذا يقوم بعض الأشخاص بالبكاء عند مشاهدتهم مشاهد مؤثرة من فيلم ما؟ هل راود ذهنك هذا السؤال ذات يوم؟ كثير من الأشخاص سرعان ما يبكون عندما تمر لحظة مؤثرة في إحدى الأفلام التي يشاهدونها على الرغم بعلمهم أنها مشاهد تمثيلية وغير حقيقة، أين يكمن السر؟

ما السر الكامن وراء بكاء البعض لمحض مشاهدتهم مشاهد تمثيلية؟

هؤلاء الأشخاص يتصفون بطيبة القلب بحيث أنهم يتعاطفون مع شخصيات ذاك المشهد المؤثر ويضعون أنفسهم مكان تلك الشخصيات، هؤلاء الأشخاص صادقين في مشاعرهم وأحاسيسهم ويقدسون العلاقات، وهم فئة نادرة بحيث سرعان ما تجدهم أشخاص مستمعين يفضلون الاستماع لمشاكل الآخرين ومواساتهم والتخفيف عنهم، ولكن ربما هؤلاء الأشخاص هم بحد ذاتهم لا يملكون شخصاً في حياتهم كي يستمع إليهم.

لماذا نرى البعض يتعاطف بشكل كبير مع مشاكل الآخرين؟

هل لاحظت عزيزي القارئ شخصاً ما يهتم بك بشكل مبالغ فيه؟ هل لاحظت شخصاً ما يفضل الاستماع للآخرين ومشاكلهم بهدف مواساتهم؟ ذاك الشخص ذاته يفقد الاهتمام بحيث لا يهتم به أحد لذلك تراه يهتم بك أملاً بأن تبادله الاهتمام، هو ذاته خُذل كثيراً ولكنه لم يقدر على رؤية الحزن في عيون الآخرين لأنه وضع نفسه مكانهم وتعاطف معهم لأنه ربما مرَّ بنفس تلك التجربة، هو ذاته يواسي الآخرين ولكن لا يجد من يواسي قلبه ويتعاطف معه.

كيف ينفع البكاء لتفريغ الشحنات الحزينة؟

هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على تجاوز أي طاقة سلبية عن طريق البكاء أكثر من غيرهم ولديهم القدرة على التحكم بمشاعرهم أكثر من غيرهم، هم الفئة الأكثر ذكاءً، لذلك عندما يفقد أحد منهم شيء يعطيه للآخرين أملاً بأن يقوم الشخص الآخر بمبادلته نفس ذاك الشعور، لذلك عندما ترى شخصاً يريد الاستماع لك فاعلم أنه هو ذاته يريد أحداً أن يستمع إليه، إن كان يهتم بك كثيراً فلا تخذله وبادله نفس الشعور فهو يفقد ذاك الاهتمام، لذلك تراهم من أكثر الأشخاص الذين لديهم ولاءً وصوْناً للعلاقات أكثر من غيرهم، وإن كنت تمتلك شخصاً كذلك في حياته فلا تخسره لأن هؤلاء الأشخاص نادرون ويملكون طيبة في قلوبهم لا يمتلكها أحد ولكن لا تستغل طيبتهم حتى لا تكسر قلوبهم، فإن كُسر قلب أحدهم تألم وإذا تألم تغير وإذا تغير فمن المستحيل أن يرجع كما كان.

فيديو مقال فاقد الشيء يعطيه

أضف تعليقك هنا