لا أشتاق رغم الحب

من الغريب جدا ومن المستبعد تصديقه أن المحب لا يحتاج لحبيبه فكيف للحب أن يكون بلا اشتياق والاشتياق يأتي بلا حب ؟ وكيف لمحب يحب ورغم الحب هو لا يشتاق فهل هذا حب ؟ وهل الحب لا ينجب الاشتياق ..وما مدى صحة ومصداقية هذا الحب الذي لا اشتياق فيه؟ كل هذه الأسئلة تطرح ومنها المزيد والمزيد عندما نسمع تصريح واعتراف المحب الذي يعترف بالحب بكل جرأة وشموخ وفي نفس الوقت يعترف بشيء لا يتطابق وغير متناسق مع حبه وهو أنه لا يشتاق الى من يحب فهل يعقل هذا؟. (الاشتياق). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم مشاعر).

الذي نحب نرغب ونفضل دوما أن يكون بجانبنا وقريب منا جدا ولا يفارقنا لأي سبب كان فهكذا هو الحب والمحب أناني ويفضل ما تشتهيه نفسه على الدوام..وكلما كان الحبيب قريب منا كنا في منتهى السعادة وان كنا تعساء فسعادتنا تكون وتكتمل بوجود وبقرب من نحب وهذا جميعنا نعلمه وواثقين منه ومتى رحل وغاب المحب تعبنا وكنا أكثر حزنا وتعاسة ونفتقد تلك الفرحة والسعادة والانتعاس والراحة والطمأنينة والأمان الذي كنا ننعب به.

الاشتياق والحب

فالحب نعمة وقرب من نحب نعمة كذلك وعند غياب النعمة الثانية نشعر بذلك النقص الكبير والشتات الذي لا جمع له ناهيك عن الاشتياق الذي يكاد يحرقنا ويقتلنا ونحن احياء ..فالاشتياق له نار تلهبنا ولا نقوى على تحملنا كثيرا وان تحملنا وصبرنا الا أننا نستسلم في لحظة من اللحظات ويكون هذا الاستسلام بالسقوط الذي لا نهوض له أو باللحاق بمن رحل وتركننا لأسباب لا نود الالتفات اليها ولا النظر الى دفاترها .

ان الاشتياق يكبر بكبر الحب المتواجد بالقلب ..فكل محب قد انتقل حبيبه الى غير عالمه هو يعاني من ألم الاشتياق والفراق معا ولا يمكن الشفاء من الأول لنتخلص من الثاني ..الا أنه تكون بعض الوسائل والطرق التي من خلالها يتم تقديم مسكن للقلب وللمحب وتهدأ عنده نار الاشتياق وألم الفراق عن طريق الرسائل والاتصالات التي اليوم متوفرة بجميع أنواعها وأشكالها فيتم الاطمئنان على الحبيب ورؤيته فنشعر بالقليل من القرب الذي فعلا يريحنا ويخفف عنا الا اننا نبقى مشتهين للأكثر الذي اما يكون له موعد أو لم نعلم بموعده بعد.

ما هي أسباب وصول المحب لدرجة اللا اشتياق؟

عندما يصل المحب لدرجة اللا اشتياق ..لا يشتاق وهو يحب فهنا نتوقف ونتسائل ونحتار ونبحث عن الأسباب وما معنى هذه الجملة وهذا العنوان وهذا التصريح الغير مفهوم المتناقض الذي يدل في الأول على عناد من المشتاق وعدم فهمه لما بداخله وما يمر به الا أن المحب يستمر في قول أنه غير مشتاق ونتأكد من صحة هذا القول بأنه بالفعل غير مشتاق فتصرفاته وأفعاله واهماله وتقصيره وبعده وعدم بحثه عن المزيد من الطرق والوسائل التي تقرب المسافات.

هنا ندرك ونتأكد أنه غير مشتاق فنتمهل ونقول قد يكون متجنبا في اظهار الحقيقة ومكتفي بالكتم والصمت والبعد عن التفات النظر وجلب انتباه الغير الا أننا مع القليل من التدقيق والملاحظة نتوصل الى أن هذا المحب غير مشتاق ولكن ليس أي محب وانما المحب الذي وصل الى درجة الاستياء والملل من البعد والفراق وطول المسافات التي لم ترد التقلص وقطع طول الحبل وتحويله الى قصر قد يخفف من الكثير من الألام والتذبذبات التي قد تكون جراء كل هذا.

هل الجفاء والبرودة تقتل المشاعر؟

الذي لا يشتاق وهو محب فهو لم يصبح كارها لمحبوبه بعد وانما هو محافظ على هذا الحب بعد الفراق والانفصال والبعد ..فالجفاء والبرودة في المشاعر لا تقتل الحب القتل الكلي فقد تميت بعص المشاعر والأحاسيس وتبقي القليل والبعض ومن الذي مات كان الاشتياق الذي رغم الحب الباقي الا انه غير متوفر وغير موجود ..فقد تكون المحب ولا تكون المشتاق رغم الحب فهذا وارد وكثيرا يحدث مع الأحبة.

فيديو مقال لا أشتاق رغم الحب

أضف تعليقك هنا