لا يكفي

ونستمر في البحث عن المزيد لأننا لا نكتفي بما عندنا وما وصلنا إليه وما جنيناه ودومًا نحن في استمرار في طلب المزيد الذي لا يكون إلا بالجهد والاجتهاد والتحدي والعمل لنتمكن من الوصول إلى أكثر من ذلك بكثير.

النجاح ليس ذروة الغاية

لا يكفي الناجح أن يكون ناجح وفقط وإنما لا بد من الاستمرار في الحفاظ على نجاحه وتكبيره والجعل منه الشيء الذي لا ينتهي ..فالنجاح عطاء من الناجح الذي لا يتوقف عن إعطاء كل ما عنده لينجح وينجح وينجح والنجاح لا يقتصر على نجاح واحد وانما النجاح الواحد هو بداية لنجاحات أخرى كثيرة وعديدة فلا يكفي النجاح الواحد وما وصلنا اليه وعند الوصول النجاح يطلب منا المزيد والكثير للحفاظ على المستوى والدرجة والمكانة التي وصل اليها النجاح وللحفاظ على النجاح لا بد من إعطاء المزيد وبذل المزيد من الاجتهاد والعمل وكل ما يحتاجه النجاح ليبقى في نفس المرتبة عاليا شامخا عظيما .

ماذا يلزم نا كي نصل للذروة؟

لا يكفي أنك تجهتد وفقط فالاجتهاد من اجتهاد يختلف ويتفاوت… لا يكفي أنك تحلم وفقط وإنما لا بد لهذا الحلم أن يصبح حقيقة تعاش… لا يكفي أنك تتمنى وفقط وإنما لا بد من هذه الأمنية أن يتم العمل اليها لتكون ظاهرة وحقيقة كثيرًا ما نسعى إليها بلا توقف ولا استسلام.

لا يكفي القول فلا بد من العمل والفعل وترجمة تلك الأقوال الى أفعال فالكلام والتكلم لا يكفي في حل المشكلات والأزمات وتجاوز الصعوبات والمصائب… لا يكفي الدعاء بلا عمل ..لا يكفي أنك موجود فالموجودون وهم غائبون كثيرون فلا بد للوجود أن يكون فعلي وفعال… لا يكفي الوعد دون تنفيذه والوفاء به… لا يكفي الادعاء بلا تبيان ولا برهان… لا يكفي أنك تجرب فالتجربة لا بد أن نخرج منها بنتيجة وعبرة وفائدة ونصيحة تفيدنا وتفيد غيرنا.

بعض المشاعر تحتاج لشيء يدعِّمها

لا يكفي الحب الذي يسكن القلب… فالحب بلا اعتراف وبلا تضحية وعمل ومثابرة ومقاومة واستمرار لا داعي له بأن يسكن ويكون مالكا للقلب وواحد منه وفيه… لا يكفي اتخاذ القرار دون الالتزام به والحذر من الوقوع في الندم…لا يكفي ما نقوم به وما نقوله وما نفكر به فكله ناقص… لا يكفي ما تعيشه فالإنسان حلمه وتمنيه ورغبته في المزيد والأكثر لا تنتهي… فلا يكفينا ما حققناه فمادام العمر لم ينقضي والروح ساكنة بالجسد فنحن بحاجة لتغطية الغير كافي.

لا يكفي بكاؤنا وحزننا في إصلاح أخطائنا وذنوبنا… لا يكفي الاعتراف دون قول الحقيقة… لا يكفي الندم دون التغلب عليه بالتعويض… لا يكفي الرضا دون العمل والاكتفاء بالموجود… إننا ندعي الاكتفاء وعدم الاكتفاء بالقول الكثير والشكوى المتواصلة إننا نحاول تخطي الغير كافي بالكلام الذي لن يرفعنا إلى أعالي القمم والجبال وإلى أعلى المستويات والمراتب.

كلنا ينقص بدون الآخر

إن الغير كافي والذي لا يكفي فيه قلوبنا وعقولنا وضمن شخصيتنا… لا يكفي الإيمان لوحده ولا المقاومة لوحدها ولا التحمل والصبر لوحده ولا اليقين والإقناع والاقتناع ولا القناعة ولا الرضا لوحدها… فكلنا في صبر… وجميعنا نتحمل ونعمل ونقاوم ومجبرين ولكن ليكتفي النقص لا بد أن يكون الصبر والمقاومة والرضا والتحمل يسير بالطريق الصحيح ووفق القواعد والقوانين التي تجعل من الذي لا يكفي يكفي، لا يكفي تفكيرنا الناقص وعقولنا الضيقة وقلوبنا الغير واسعة وعملنا الغير مكتمل وأحلامنا المحبوسة.

فيديو مقال لا يكفي

أضف تعليقك هنا