تحيد الشعور وطوق السلبية

“لو أن الناس كلما استصعبوا أمراً تركوه، ما قام للناس دنيا ولا دين ” الخليفة عمر بن عبد العزيز.

خليط المشاعر وحسن الظن

من المصطلح الإغريقي (emovere) اشتقت الكلمة بالإنجليزية (Emotion) وهي تعني شعور أو مشاعر و إصطلاحًا هي مزيج من الطاقة والحركة تتشابك فيه العاطفة مع الحالة النفسية، والمزاج، والشخصية، والتوجه، والدافعية موحية أن الحياة حركة دائمة و دائبة من المشاعر التي نستشعرها باستمرار.

أغلب الأمور الجديدة التي نبادر إليها يأتي معها خليط من المشاعر من أبرزها شعور قوي أنها سوف لا يحلفها النجاح حيث المشاعر بالإضافة لما ذكرنا هي جزء من طبيعتنا البيولوجية وذات تأثير كبير على أجسامنا وعقولنا، فهي ما يثير الأفكار والتي تنتج الأفعال والسلوكيات وهنا يتجلى قوله تعالى في الحديث القدسي: ” أنا عند ظن عبدي بي. ”

وحسن الظن بالله أساسي بشرط أن يكون أيضًا مقرونا بحسن العمل فلا يفيد حسن الظن إلا مع حسن العمل ولا يجدي حسن العمل من غير حسن الظن بالله سبحانه تعالى.

الناجحون والتحييد

والناجحون لا ينكرون هذا الشعور وهو طبيعي بل يحيدونه بحسن الظن بالله أولا ثم التقليل من أهميته ومن أثر عواقبه بتحليل بسيط لها ومن ثم محاولة تجاهل هذه المشاعر إعطاء النفس فسحة من الزمن لتهدئة، يقول الإمام الغزالي: ” وأما الخوف، فليس بضد الرجاء، بل رفيق له، بل هو باعث آخر بطريق الرهبة كما أن الرجاء باعث بطريق الرغبة”.

الطوق السلبي

كثير من الأمور التي قد تكون مفيدة للإنسان لو بادر بها لكن أحياناً تطوقها تلك المشاعر السلبية من خوف من عدم النجاح ومن الاعتقاد بشماته الآخرين والحظ وهكذا … تكثر المبررات والنتيجة يضيع الأمر قبل أن يبدأ يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي:

عاجِزُ الرَأيِ مِضياعٌ لِفُرصَتِهِ *** حَتّى إِذا فاتَ أَمرٌ عاتَبَ القَدَرا

” إن انتقدك الناس فاعلم أنك ناجح، وإن حقدوا عليك فاعلم أنك مبدع، وإن حاربوك فاعلم أنك نصير الحق، وإن أحبك كل الناس فاعلم أنك منافق، وإن كرهك كل الناس فاعلم أنك شيطان، وإن أحببت للناس ما تحب لنفسك فاعلم أنك مؤمن وتأكد أنك إنسان.” محمد متولي الشعراوي

المبادرة والتوكل

المبادرة والتوكل وتوقع الأفضل وخصوصًا للأمور الإبداعية والابتكارية في هذا الوقت أوفي حقبتنا الزمانية هذه في ظل ما سخرته التكنولوجيا من تواصل و إيصال بين البشر و التناقل السريع للمعلومات و البيانات و التحليلات تضفي أنه يجب أن نكون أسرع في قراراتنا و لا نقفز للنتائج السلبية فالوقت عامل تنافسي هنا يقول صلى الله عليه و سلم: ” إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؟”

مكن الخطر

يقول الدكتور إبراهيم الفقي (رحمه الله):

” تأمل ذاتك جيدا ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله إياها لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر ” ويقول أيضا الروائي الروسي ليو تولستوي:” لا يوجد انسان ضعيف بل يوجد انسان يجهل موطن قوته.”

فيديو مقال تحيد الشعور وطوق السلبية

أضف تعليقك هنا