محافظة المنوفية شخصيات وأماكن أثرت في تاريخ مصر

تقع محافظة المنوفية شمال مدينة القاهرة في جنوب دلتا النيل بمصرنا الحبيبة، سابقًا كانت تسمى طوا المنوفيتان، الأعمال المنوفية، ولاية المنوفية، مأمورية المنوفية، مديرية المنوفية، مانوفيس، عاصمتها هي مدينة شبين الكوم صاحبة أول معهد كبد وبائي متخصص في الشرق الأوسط ومصنع الغزل والنسيج الفريد من نوعه علي مستوي الجمهورية وغيرها من المدن الكبري كمنوف وقويسنا وبركة السبع وأشمون والباجور وسرس الليان وتلا والبتانون والشهداء ومدينة السادات صاحبة قلاع المصانع العديدة وثاني مدن الجيل الأول التي قامت بإنشائها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ١٩٧٨ م في عهد الرئيس الراحل السادات.

ماهي ميزات مدينة المنوفية؟

تميزت المنوفية عبر التاريخ بخصوبة أراضيها ووجودة محاصيلها وتنوعها ولما لا؟ ففرعي النيل رشيد ودمياط يحاوطان المحافظة من الشرق والغرب والترع والمصارف تحاوطها من كل جانب، منبع الثقافة والفنون والعلوم والرياضة ونبوغ المتوفقين والعلماء في شتي المجالات والتخصصات، وإمتازت أيضًا بصبر أهاليها وعطاء نسائها ونبل رجالها وشهامتهم والحمية في أخلاق الفرسان أصحاب الكلمة الواحدة وكفاحهم المر علي الواقع المظلم والسعي وراء الرزق والعمل أينما وجد فكانوا بحق الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين.

بماذا يتميز شعب المنوفية؟

جينات حب الوطن متوارثة عبر الأجيال بالمحافظة والإلتحاق بقواته المسلحة دفاعًا عن الشرف والعرض والتراب ، في حين عاب عموم المصريين بجهل أعمى على مواطني المنوفيه حبهم للميري وإنتمائهم الفطري لترابه وضربوا لهم الأمثال وهم لا يدرون أن شرف العسكرية المصرية لا يضاهيه شرف آخر في رفع راية الوطن خفاقة بين سائر الأمم، ناهيك أيضًا بسبب ذكاء المنوفيين وفطنتهم وحرصهم الشديد علي العمل نعتوهم بالبخلاء في حين أن هذه الصفة وجدث بكثرة في عديد من المحافظات الآخري المصرية في صورة أشد وطأة بل وكذا ملة، وللعلم والمصداقية والدراسة الموضوعية إن سألت أي شخص متغرب في القاهرة أو الإسكندرية أو مهاجرًا للخارج مع من تحب أن ترافق أو تتعامل لإختار الشخص المنوفي وهو مغمض العينيين وهذه حقيقة ويمكن التأكد منها

فالأغلبية سماتهم الكرم والضيافة ولا ننكر القلة التي لا تذكر من دون ذلك، عند التطرق إلى مشاهير المنوفية لا بد من البعد عن الذاتية ونقل الحقيقة كما هي بكل موضوعية والتزام الحيادية سواء إتفقنا أو إختلفنا، فهم قد يكونوا أثروا بشكل إيجابي أو سلبي علي مجري الأحداث في مصر والتاريخ فقط هو الذي يعطي كل ذي حقه إن كان بالمدح أو الذم.

المنوفية في التاريخ

تاريخ الزعيم مصطفي كامل بدأ عندما وقعت حادثة كبري في إحدي قري محافظة المنوفية وهي حادثة دنشواي في الثالث عشر من شهر يونيو لسنة ١٩٠٦ م تلك الحادثة التي سجلت صورة وصوت في ضمير التاريخ المصري والإنساني الحديث وكانت بداية تذكير عموم المصريين والعالم أجمع بقضية المستعمر الإنجليزي الذي تخطي كل الخطوط الحمراء من حيث بشاعة القتل والتعذيب والتنكيل بالفلاحين والتعدي علي حقوق البسطاء علي مشهد ومسمع من العالم أجمع، في أي شرع أو قانون أو عرف يعذب ويقتل المجني عليهم ولا يحاسب القاتل الجاني الحقيقي !!! من حرق جورن القمح !!! ومن أصابته ضربة شمس !!! ومن حدث هبوط مفاجيء في ضربات القلب نتيجة الخوف والجري كالأنذال !!!

ومن ثم كان النضال ضد تلك العدو الغاشم وندد الزعيم مصطفي كامل بالقضية في بلاد الإنجليز أنفسهم وفي فرنسا وهما بالمناسبة كانوا القوتين العظمتين في ذلك الوقت ، وأصبحت ذكري حادثة دنشواي هي العيد الوطني لمحافظة المنوفية وحتي علم المنوفية يزينه برج الحمام وترس العمل ، وحتي عندما أتت ثورة ١٩١٩ م بقيادة أباها الروحي الزعيم سعد زعلول والذي كان معه بعض أصحابه من محافظة المنوفية ونذكر منهم عبد العزيز باشا فهمي والتي تم نفيهم خارج البلاد لتصديهم للإنجليز وقيادة الصفوف الأولي من الثورة وتجهيز المطالب الشعبية وتقديمها للمندوب السامي البريطاني بسرعة الجلاء عن مصر

مرورًا أيضًا بالزعيم أنور السادات ابن مدينة تلا بمحافظة المنوفية والذي خاض الحرب ضد اسرائيل العدود الأصلي والمستمر والأبدي لمصرنا وانتصر عليهم في حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣ م وأحيا مفاوضات السلام وخلص سيناء العزيزة أرض الفيروز من وطأة أقدام المعتدين الآثمين وذاك بمعاهدة السلام ١٩٧٩ م والتي كثيرا منا ليس براض علي كل بنودها، ولا ننسي المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات إبان حرب أكتوبر ووزير الدفاع لاحقًا والذي قالت عنه جولدا مائير الجنرال النحيف المخيف ، وأمين هويدي رئيس المخابرات العامة الأسبق.

تعاقب السلطة في مصر وماحل بها

نأتي للرئيس الراحل حسني مبارك ابن قرية كفر المصيلحة الذي استلم حكم مصر في ظرف شديد الخطورة وأعاد كامل التراب الوطني لمصر بعودة طابا لحضن الوطن عن طريق محكمة العدل الدولية وبدأ التنمية الشاملة في أرجاء مصر ولكن خلال سنواته حكمه الطويلة وجدت العديد من الأخطاء القاتلة وتفشي الفساد وعدم وجود حلول لمحدود الدخل ومساعدة الفقراء وكبت الحريات ودوران الدولة في فلك بوليسي بقيادة العادلي الذي لم يعدل، من ضمن مواليد المنوفية كان الدكتور كمال الجنزوري مهندس التخطيط الفذ الذي حاول إقامة نهضة علمية في كل مكان بمصر وحاول وإن كانت الظروف وبزوغ عصر رجال الأعمال اللصوص الأوغاد سارقي قوت الشعب المقهور علي أمره ووصولهم لرأس السلطة السبب في عرقلة مشروعه

من أشهر البرمانيين الدكتور كمال الشاذلي أقدم برلماني عرفته مصر من حيث المدد المتتالية وزير شؤون مجلسي الشعب والشوري لفترات طويلة ومن أعمدة الحرس القديم ورغم اختلافنا معه في أساليب كتم أفواه معارضيه إلا أنه استغل ذكائه وسرعة بديهته ومن أفكاره خدمة بلده وتنميتها وأهله في الباجور ووضعهم في وظائف ومراكز قياديه، ولو فعل مثله الآخرين لتقدمت كل القرى والمدن وحظيت بمقدار من التنمية الشاملة.

أعلام المنوفية

تشرفت المنوفية بمولد الدكتور العلامة مصطفى محمود والكاتب الصحفي الكبير حمدي قنديل، ومن الضباط الأحرار مصطفي كامل فهمي وحسين الشافعي، والدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والذي عرف بأنه من أشد المعارضين، والدكتور عصام شرف أول رئيس وزراء بعد ثورة ٢٥ يناير المجيدة التي ضاعت معالمها وصار تشويها هو السبيل والمني وهناك المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العيا ورئيس مصر المؤقت، ومن الوزراء حمدي البنبي وزير البترول وصدقي صبحي وسليمان متولي وباسم عودة وزير التموين الذي طور منظومة التموين بصورة كبيرة ومرعاة محدود الدخل وآخرون وعند التحدث عن شيوخ الأزهر الشريف الأجلاء فهناك ابراهيم الباجوري وعبد الحميد سليم، وكان عبد الفتاح الشعشاعي أول من قرأ القرآن مرتلًا في المسجد النبوي، والصوت المتلألأ محمد محمود الطبلاوي وشعبان الصياد

ومن الرياضيين كان الأسطورة صالح سليم نجم الأهلي ومنتخب مصر لاعبًا وإداريًا فذًا وصاحب المقولة الشهيرة الأهلي فوق الجميع، ومحمد قشقوش بطل العالم في كمال الأجسام، ومن الفنانين الكبار محمود المليجي وماجدة الصباحي وسعيد صالح وصلاح السعدني وممدوح عبد العليم وفاروق الفيشاوي وتوفيق الذقن وأحمد عبد العزيز وعفاف شعيب والأديب سعد الدين وهبة ، ومن الإعلاميين عفاف زهران وآمال العناني، ومن الشعراء عبد المنعم قنديل وأحمد عبد المعكي حجازي وعبد الرحمن الشرقاوي الشاعر والمؤلف المسرحي الشهير والأديب ابراهيم عبد القادر المازني

وأمين الخولي الذي يعد من الأدباء الذين قدسوا حياتهم للدفاع ويعد من كبار حماة اللغة العربية، في النهاية لا يسعنا سوي الدعاء لبلدنا العزيزة مصر بالشموخ والرفعة والتقدم وأن يولي أمورنا من يصلح، وأن نري ما نتمناه قربياً بيدك الخير سبحانك مالك الملك في السموات والأرض، وأن يارب تنصر مصر علي أعدائها الواقفون بالمرصاد لها سواء كانوا أعداء داخليين خائنيين أو أعداء خارجين جبناء، ونور يا الله بصيرة شعبها الطيب الأصيل وقوي شوكة وعضد شبابها شموع الأمل في المستقبل، واللهم ارحم شهداء هذا الوطن الذي عانى الأمرين وما زال علي كافة الأصعدة دفاعا عن الدين والعرض والشرف والتراب الوطني، اللهم آمنيين يارب العالمين.

فيديو مقال محافظة المنوفية شخصيات وأماكن أثرت في تاريخ مصر

أضف تعليقك هنا