آدم

بقلم: ليلى قاسم

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )، تشير الآية هنا أن آدم هو أول إنسان مخلوق قبل كل الناس وهو أبو البشر ، أي لم يكن هناك إنسان قبله، أسئلة كثيرة تدور في بالنا عن خلق آدم. (قصة خلق آدم).

هل خلق الله آدم وحيداً ثم أخرج من ضلعه حواء؟

هل خلق الله آدم وحيدا ومن ثم أخرج من ظلعه حواء كما تدعي الأديان السماوية ، الم تكن عظمة الله قادرة أن يخلق زوجته معه في نفس الوقت ونفس المادة ، واين كانت حواء عندما سجدت الملائكة لادم ، وما هي هذه الشجرة التي حرمها الله عليهما واين كانت ، ولماذا دخل ابليس الجنة ، أسئلة كثيرة راودتني منذ زمن . البحث عن الحقيقة متعبة وشاقة قد نجد لها تفسيرا منطقيا ومعقولا إذا كانت تتطابق مع مقتضيات العقل البشري.

قصة خلق آدم حسب الروايات

قصة خلق آدم…خلق الله آدم بعد أن خلق الكون واكمله بدون اي تفاوت أو نقصان ، قد قال تعالى  (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) اي أنه خلق آدم من طين ،ونفخ فيه من روحه وأعطاه الحياة ، تقول الروايات والتغييرات حسب الأديان أن الله عندما أعطاه الحياة كان وحيدا كما ورد في الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) (7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار ادم نفسا حية) التكوين 2.( وفي القران (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

تفسير آية (خلقكم من نفس واحدة)

لنترك موضوع الكتاب المقدس حيث لا نرى في تفسيره أية ضرورة ولنركز على الآية ، تقول الآية (خلقكم من نفس واحدة) ترى ما هي النفس: النفس لغويا لها أكثر من تعريف فهي تعني الروح أو الدم أو الجسد أو الحسد، ونفس الشيء بمعنى عينه. يوجد اختلاف في الثقافات وحتى في نفس علم النفس، وقال بعض العلماء بأنها ذلك النشاط الذي يميز الكائن الحي ويسيطر على حركاته.

تفسير معنى النفس من عدة جوانب

فسرها البعض بأنها القوة الخفية التي يحيا بها الإنسان. عرفها فريق بأنها وظيفة العقل والجهاز العصبي أو محرك أوجه نشاط الإنسان المعرفية والانفعالية والسلوكية والعقلية. وهناك رأي لغوي في محيط المحيط أن كلمة نفس مذكر ومؤنث في نفس الوقت فكلمة نفس المذكرة تعني الإنسان كاملاً جسداً وروحاً أما نفس المؤنثة فهي الروح وزبدة القول هي أن النفس لم يعرف لها تعريف دقيق ما هي ولا أين توجد لا يوجد يقين عنها ولكن أرجح الظن أنها اتصال بين الجسد والروح.

النفس هنا في هذه الآية مقصودة بها المادة اي نفس الشي الذي خرج منه شئ اخر كما نقول عندما كلامنا في حياتنا (رأيت نفس الشخص مرتين) اي نفس الإنسان أو يشبهه . اذا فقد استوفينا هذا الكلام بمعناه اللغوي ، حيث يعتقد الكثيرون وتطبيقا التفسيرات المغلوطة أن النفس هي الروح وهذا مفهوم خاطئ طبعا من حيث اللغة . اي ان الله خلق آدم من طين التي هي (نفس).

كيف خلق الله حواء؟

ولكن كيف خلق حواء ، هل يعقل أنه خلقها من ضلع ادم كما تقول التفسيرات ، فخلق حواء لم يذكر في القران بتاتا ، إلا أن الآية تبين أن الله خلق حواء من الطين أيضا كما خلق آدم (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ( اي ان الله خلق آدم وحواء من نفس النفس اي الطين ولم تخلق من ضلع ادم كما يتصورون ، واني اتحدى حتى الذين يدعون بمعرفتهم باللغة العربية أن يقولوا أنه كلام فلسفة أو تأويل من قِبل الكاتبة ، لأن اللغة العربية بحر من المعني وترزخ بالبلاغة والتعبير. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

بقلم: ليلى قاسم

 

أضف تعليقك هنا