اللصوصية – الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب الإسلامي ودورها في تفشي ظاهرة اللصوصية خلال العصر الوسيط

ملخص

ينصب موضوع هذا المقال على دراسة واحدة من الظواهر الاجتماعية التي أرقت المجتمع والسلطة على حد سواء في بلاد المغارب خلال العصر الوسيط، ويتعلق الأمر بظاهرة اللصوصية وقطع الطرق وعلاقتها بالجوائح الطبيعية، ومن ثم البحث عن دور الكوارث الطبيعية في تفاقم عمليات السرقة والسلب والنهب، وبالتالي مدى إسهام تلك الجوائح في اختلال الأمن، وأمن الطرق بوجه خاص، إلى جانب عوامل أخرى يتداخل فيها الطبيعي بالبشري. الكلمات المفاتيح : اللصوص –  قطاع الطرق – الجوائح – المغرب الإسلامي – العصر الوسيط. (الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم تاريخ).

معاناة الشعب المغربي في العصر الوسيط

لقد عانى المجتمع المغاربي كغيره من مجتمعات حوض المتوسط من آفة السرقة[1] واللصوصية[2] وقطع الطرق[3] على مر العصور والأزمنة، ذلك أن هذه السلوكات شكلت حسب بروديل واحدة من سمات وعادات شعوب هاته المنطقة منذ أزمنة غابرة، وليست وليدة القرنين 16م -17م حين صارت تشكل ظاهرة عامة في دول البحر الأبيض المتوسط كافة حسب نفس المؤرخ[4].

وقد أثبت غير واحد من الباحثين العلاقة الوطيدة بين الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب والتي توالت على مجال المغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط وظهور سلوكات السطو والتعدي والغصب وقطع الطرق[5]، ويهمنا في هذا الصدد إلقاء نظرة سريعة عن حالات وأشكال التلصص التي عرفتها بلاد المغرب خلال تلك الكوارث، وإثبات حالة اللصوصية العامة والمتبادلة التي كانت تشيع إبان كل كارثة ثم تقل إلى أن تختفي باختفائها.

الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب في العصر الوسيط

ويرادف معنى الكوارث الطبيعية خلال العصر الوسيط لفظ الجوائح[6] وهي من الآفات المألوفة في بلادنا خلال تلك الفترة، فقد أحصى باحث مغربي[7] أكثر من أربع وثلاثين جائحة فقط خلال عهد الموحدين، مع تسجيل تزايدها خلال مرحلة الضعف، فمثلا بعد هزيمة العقاب (609هـ/ 1212م) فقد حدثت على الأقل مجاعة واحدة في كل ثلاث سنوات[8]، ورغم الاختلاف حول تعريف الجائحة، وهل تدخل في معناها الكوارث الناتجة عن الأفعال البشرية أم لا، فإن غالبية الباحثين يتفقون على أن الأضرار المترتبة عن تقلبات الطبيعة تدخل في باب الجوائح، فهي كل أمر لا يمكن دفعه ولا يقدر على الاحتراز منه كالريح والمطر والدود والعفن والنار[9].

ما هي أسباب ظهور اللصوصية وقطّاع الطرق؟

ومن البديهي أن مثل هذه الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب تخلق ظروفا صعبة لا تقوى الشرائح الاجتماعية المتدنية على مواجهتها بسبب قلة مدخراتها على عكس علية القوم، فتكون النتيجة الحتمية لهذا الوضع هي “نزول البعض من فئات المجتمع المتضرر من هـذه الكوارث إلى صفوف العامة الرثة، ثم الانخراط في صفوف اللصوصية وقطاع الطرق”[10] لأن تكرار سنوات الجفاف وما يرافقها من انفلات أمني وأوبئة وجراد، وما ينتج عن ذلك من مجاعات وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية، يدفع الناس بعد نفاذ أقواتهم إلى أكل لحوم دوابهم المتوفرة بل قد يمتد الناس إلى لحوم بعضهم البعض[11].

كما يضطر البعض الآخر تحت تأثير الظروف نفسها إلى النهب في الدور والقصور وقطع الطرق ونهب التجارة[12]، وقد حدث هذا فعلا “سنة خمس وثمانين ومائتين(285 هـ)حين عمت المجاعة الشديدة بلاد الأندلس وبلاد العدوة حتى أكل الناس بعضهم بعضا”[13]، وهنا نتساءل إذا أكل الناس بعضهم بعضا من شدة الجوع، ألا يضطر البعض الآخر إلى أكل ما بأيدي الناس قبل أكل لحومهم؟ خاصة إذا علم هؤلاء الجوعى أن الشرع يوقف تطبيق حدود السرقة إبان الجوائح.

اختلال في التوازن الاجتماعي والاقتصادي

الجواب هو نعم، وهو جواب تحفل به جل المصادر التاريخية التي ألمحت إلى مثل هذه الكوارث وما يرافقها من اختلال في التوازن الاجتماعي والاقتصادي، والذي يتمظهر من خلال تعذر الأسفار وانقطاع سبل التجارة بسبب الخوف في الطرقات وتزايد خطر النهب واللصوصية، فمثلا إذا قرأنا ما وصف به صاحب بيوتات فاس الكبرى وضعية البلاد خلال المحن والكوارث التي ضربت المغرب في آخر أيام المرابطين حيث ” كثرت المحن بالعدوتين، وانقطع السفر والأسباب وكثر النهب وانقطعت الطرق”[14].

متى كانت تنشط حالت اللصوصية؟

لعلمنا أن هذا الشكل من أشكال التلصص المصاحب للقحوط والكوارث كان عاما وظرفيا، إذ تنشط حالة من النهب العام المتبادل لكنها تختفي بشكل كبير مع انقشاع سماء هذه الجائحة، وهي الوضعية التي تكررت بعد انقراض دولة المرابطين بسنتين، حيث تفشى السلب والنهب وقطع الطرق وصارت أكثر حدة زمن القحوط والمجاعات التي ضربت البلاد عام 543 هـ/1148م، بل أصبحت عصابات اللصوص تتمركز على المحاور الرئيسية التي كان يسلكها عادة المسافرون والتجار منتحلين صفة المخزن أحيانا[15].

وهي نفس السنة التي أصدر فيها الخليفة عبد المومن رسـالتـه الشديـدة اللهجة إلى جميع الطلبة والشيوخ وكافة الموحدين، يوبخهم على تقصيرهم في مسألة حفظ الأمن واستتبابه حتى أصبح المسافرون الذين “يريدون الرجوع إلى أوطانهم وعمارتها، والطوائف المارة على البلاد لمعنى تجارتها يتسبب إليهم قوم من هؤلاء الظلمة الدخلاء”[16] من اللصوص الذين يغتصبون أموال المسافرين والتجار بإعمال العنف تارة والحيلة تارة أخرى، وهو أمر واضح في مُضمّن رسالة الخليفة[17].

هل أثّر اللصوص على هيبة الدولة وسلطتها؟

وإن جرأة هؤلاء اللصوص كانت تضع هيبة السلطة على المحك، وهو ما يعبر عنه وصف الخليفة  للوضعية الأمنية التي آلت إليها البلاد بقوله: “وإنها  لداهية عاقرة، قاصمة للظهر فاقرة”[18]، وقد عاش نفس الخليفة داهية أخرى مشابهة بعد أقل من ثماني سنوات حين اشتدت القحوط سنة 551 هـ، فجاع الناس وشاعت أعمال اللصوصية وقطع الطرق، فما كان من الخليفة المذكور إلا أن يوجه رسالة أخرى في نفس السنة إلى الولاة يأمرهم فيها “بالكشف عن التلصص والحرابة، وعن الذين يغرمون الناس ما ليس قبلهم، ويأكلون بالباطل أموالهم”[19].

لماذا كانت تتسع دائرة التلصص والسرقة؟

  وهكذا يلاحظ أنه كلما اتسعت دائرة الضيق والشدة والحاجة، الناتجة هذه المرة عن الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب ، وعلى رأسها القحوط، تتسع معها دائرة التلصص والحرابة وذلك بانخراط كل من قدر من فئات المجتمع على هذا المذهب في العيش والكسب، بإثارة الفوضى في الأسواق وطرق التجارة وتخريب المزارع وقتل النفوس[20]، حيث تزداد هذه الجرائم تطرفا خلال التقلبات المناخية وما ينتج عنها من قحوط وتصديق ذلك ما ذكره ابن أبي زرع إبان مجاعة أخرى سنة 624 هـ أنه في”هذا الوقت كانت البلاد تضطرم نارا، قد توالى عليها الخراب والفتن والقحط والغلاء الشديد والخوف بالطرقات”[21].

هل الغلاء الشديد هو سبب ظهور اللصوص؟

ويبدو أن الخوف الشديد في الطرقات ما كان ليحصل لولا الغلاء الشديد أيضا، الذي عرفته المواد الغذائية بسبب ندرتها الناتج عن القحط والخراب بسبب الفتن، وبالتالي فمن باب تحصيل الحاصل أن يتحول بعض الجياع إلى لصوص يسلبون ما في أيدي الناس، سواء كان هذا المسروق شيئا تافها أو ذا بال، أو كان المسروق منه غنيا أو فقيرا، لأن الأهم في مثل هذه الظروف هو إسكات كلب الجوع، وهذا ما حدث خلال مجاعة 632 هـ التي ضربت مراكش.

حيث كان “إذا ظهر في السوق شيء من خبز الشعير يحشر الناس عليه ثم لا يعدم الذي يتوصل إليه أن يجتمع عليه العشرون وأكثر من الضعفاء والمساكين حتى ينتزعوه منه قهرا”[22]، إذ يلاحظ كيف أصبح الضعفاء والمساكين ينتزعون الطعام من أيدي الناس قهرا، وهم الذين ما كان يخطر على بالهم أن يصيروا لصوصا لولا محنة الجوع، بل حتى المصلين في مثل هذه الظروف لم يسلموا من كمائن اللصوص وهم في طريقهم لأداء صلاة الاستسقاء خلال إحدى سنوات الجفاف التي عاشتها دكالة وأحوازها[23].

ظهور عصابة من اللصوص بزعامة المدعو “الغشتي”

كما تزامن ظهور عصابة من اللصوص بزعامة المدعو “الغشتي”[24] المذكور سابقا، في سبتة ونواحيها مع توالي السنوات العجاف التي ألمت بالمنطقة، وما نتج عنها من مجاعات وخاصة سنة 637 هـ، وبذلك صارت سبتة وما يليها من البلاد نتيجة ذلك في حالة من انعدام الأمن حتى انقطع السبيل وعدم الدليل، “وذلك بسبب كثرة الفتن وقلة الأمطار وعدم الحماية والأنصار”[25]، ويبدو أن تلك المجاعة لم تكن محلية في سبتة، حيث يذكر نفس المصدر عن أحداث نفس السنة معاناة سكان البلاد الغربية[26]مع المجاعة من جهة، وامتداد أيدي بعض الأعراب البدو إلى أرزاقهم من جهة ثانية، وقد “كان أشد ضررا في تلك الجهات على الناس، عرب رياح بالاختلاس والافتراس”[27].

المجاعة الشديدة التي عاشتها تلمسان

وتحت تأثير الظروف المناخية القاسية أيضا عاشت تلمسان سنة 732 هـ/1332م مجاعة شديدة تزامنت وحملة أبي الحسن المريني لإخضاع المنطقة، مما زاد في حدة نقص الأقوات عند الناس، وفي نفس السياق يزودنا ابن خلدون بشهادة مهمة حول ظهور سلوكات التعدي بالنهب والسرقة التي استهدفت مدخرات المدينة من المؤن والأقوات “حين حلت بها هذه الفاقرة، فانتهب الناس من تلك الأقوات ما لا كفاء له، وأصرعوا مختطها بالأرض، فنسفوها نسفا وذروها قاعا صفصفا”[28]، وهكذا يصبح النهب والسلب والخوف في الطرقات مرادفا للمجاعات والقحوط كلما تكررت، كما يصبح تأجير حراس الحماية والعبور ضروريا للمسافرين في الطرقات.

الخراب الذي حلَّ في المغرب

وفي هذا الصدد يروي ابن قنفذ مغامراته أثناء عبوره المسالك المخوفة بين تلمسان والمغرب الأقصى، التي تزامنت والمجاعة الشديدة، حيث يقول: “وفي هذا العام [776هـ] كانت المجاعة العظيمة وعم الخراب المغرب، فوردت تلمسان والحالة هذه، وأقمت بها قرب شهر غير واجد للطريق[29]، وارتحلت بعد أيام يسيرة، وكان أمر الطريق في الخوف والجوع ما مقتضاه أن كل من يقع قدومنا عليه يتعجب من وصولنا سالمين، ثم يتأسف علينا عند ارتحالنا، حتى أن منهم من يُسمعنا ضرب الأكف تحسرا علينا”[30]،

ويتضح جليا من خلال هذه الشهادة تلازم ثنائية الجوع والخوف في الطرقات، مما يؤكد أن سلوك اللصوصية وقطع الطريق ما هو إلا إفراز لشروط تاريخية، وانعكاس لإكراهات اجتماعية وعلى رأسها إكراه الجوع المزمن الذي عجزت الفئات الاجتماعية المتدنية على مواجهته، خاصة وأنها تفتقر لأي احتياط أو ادخار، على عكس علية القوم التي كان عندها من الأقوات “ما تتمشى به أحوال الناس مدة طويلة، لكن حب النفس منعهم من إخراجه والتمسك به”[31]، ولهذا لا نستغرب إذا وجدنا كمائن اللصوص لا توقر حجاجا أو مصلين أو حتى أولياء الله الصالحين، قصد الفوز بما يسدون به خلة جوعهم[32].

الأساليب التي كان يستخدمها اللصوص للسرقة

وقد يضطر البعض الآخر من الجوعى أو المنتظمين في عصابات اللصوص زمن القحوط والمجاعات إلى إضرام النار في المرافق الاقتصادية كالأسواق والدكاكين والقيساريات، وذلك بهدف التمويه وصرف الأنظار عن أعمال السلب والنهب، التي ينفذونها خلال انشغال الناس بإخماد الحرائق، وهذا ما حدث في مجاعة 665 هـ بمراكش حينما “هاج عرب هسكورة، ودخلــوا القيسارية ونهبوها أي انتهاب، واستولوا على جميع ما كان فيها من الأمتعة والأسباب، وأشعلوا النار فيها وحرقوها، وسلبوا الحوائج من الديار واستاقوها”[33]،

وقد سبق لهذه القيسارية أن احترقت سنة 607 هـ، أي خلال استعداد الناصر الموحدي لمعركة العقاب، وما تطلبه هذا الاستعداد من تخزين للأقوات وادخار للأعلاف في وقت شحت فيه التساقطات وغلت الأسعار، فكان “في هذه السنة (607 هـ) الحريق الشائع الضرر الجاري بقيسارية مراكش، واقتحمت النار سفلة الغوغاء وضروب السفهاء فسلبوا بعض ما ألفوه سلم من الحريق وتسللوا به عن كل طريق”[34]، وكان ذلك في غمرة انشغال الناس بإطفاء الحرائق وذهولهم أمام ألسنة النيران، ليتخذ الجياع واللصوص من ذلك غطاءا لممارسة نشاطهم رغم خطر النار التي اقتحموها، أو خطر السلطان الذي “يلاحقهم بالتجسس والاختبار”[35].

هل كان اللصوص يسرقون عن حاجة؟

كل هذا يؤكد أن أفعال اللصوصية والسرقة خلال الفترة الوسيطية من تاريخ المغرب كانت لا تصدر إلا عن حاجة ماسة إلى ضروريات الحياة من طعام ولباس وغيره. ولهذا شكلت أوقات الفتن والكوارث بالنسبة لهؤلاء المحتاجين فرصة سانحة لتأمين بعض حاجياتهم، حتى ولو اضطروا إلى افتعال الفتن وإشعال الحرائق واقتحامها، بل واقتحام السيول الجارفة أحيانا كما حدث سنة 758 هـ عندما ضربت الفيضانات منطقة قسنطينة بالمغرب الأوسط “فامتدت إليها أكف الإنتهاب، وأعان السيل والليل على الاختلاس والاستلاب”[36]، كما قد يتضاعف عدد اللصوص وتزداد أعمالهم حدة وشيوعا إذا تزامنت هذه الكوارث مع حدوث اضطرابات سياسية، وما يرافقها من فتن وانعدام الأمن.

الهوامش

  1. السرقة : “السارق عند العرب هو من جاء مستترا إلى حرز فأخذ منه ما ليس له، فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب ومنتهب، ومحترس، فإن منع مما في يديه فهو غاضب”، ابن منظور أبي الفضل جمال الدين، لسان العرب ، المجلد السابع، دار صادر، بيروت،  ص. 240. إذن فالسارق يشترط فيه التخفي والتستر وأخذ مال الغير، وأن يكون هذا المال مخبأ في حرز، أما المختلس، والمنتهب والمستلب، فهو الذي يأخذ مال الغير، ولكن أن يكون هذا المال  ظاهرا غير مخبئ، و سنلاحظ من خلا تعاريف اللصوصية، وقطع الطرق، والحرابة، أن هذه الأفعال لا تعدو أن تكون مجرد حلقات تمهيدية  لتحقيق هدف السرقة وأخذ المال؛ أي أن اللص يختفي ويتلصص من أجل الوصول إلى أخذ المال، وكذلك المحارب؛ فقطع الطريق عنده ليس سوى وسيلة لتحقيق غاية السرقة، وبالتالي فاللص والمحارب كلاهما سارق.
  2. اللصوصية: اللَّصَصُ في اللغة هو “تقارب ما بين الأضراس حتى لا ترى بينها خللا”، وقد يعني أيضا “تقارب القائمتين والفخذين”، ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد السابع، م س،  ص. 87. وبالتالي يصبح المعنى اللغوي لكلمة اللصوصية هو التقارب والالتصاق، الغرض منه هو الاختفاء. وهو فعل يشبه فعل “السارق الذي يسرق ممتلكات الآخرين، فيحاول إخفاء ما يقوم به، كأنه يقارب ما بين كتفيه ومنكبيه أو يلتصق بالشيء”، محمد نبيل طريفي، ديوان اللصوص في العصر الجاهلي والإسلامي، ج 1، ط 1، 1990، دار الكتب العلمية، لبنان، ص. 14. ولهذا اصطلح لفظ اللص على السارق خلسة، فعند ابن منظور اللص هو: “السارق وهو معروف ؛ ومصدره اللصوصية، والتلصص ولص بيّن اللصوصية، وهو يتلصص، وجمعها لصاص ولصوص، والأنثى لصة والجمع لصات ولصائص، وأرض مُلِصّة:  ذات لصوص.” ابن منظور، م س، ص. 87.
  3. قطع الطرق:نجد في المصادر التاريخية ما يحيل على معنى قطع الطريق، مثل قول ابن خلدون أن ” معاش أهل الانتجاع والإظعان، في نتاج الإبل وظلال الرماح وقطع السابلة ” ابن خلدون،  كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، م 6، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت لبنان، 1983م، ص. 176. كما نجد عبارة يفسدون السابلة ويقطعون على الرفاق“، ن م، ص. 27.  ويفسر الماوردي قطع السابلة قائلا: “إذا اجتمعت طائفة من أهل الفساد على شهر السلاح وقطع الطريق وأخذ الأموال وقتل النفوس، ومنع السابلة، فهم المحاربون الذين قال الله تعالى فيهم : [ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ] (سورة المائدة)،  الماوردي أبو الحسن  بن محمد ، الأحكام السلطانية والولايات الدينية ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1978، ص.62. وإسم الفاعل منها : المحارب  وهو كل  “من قاتل على أخذ المال بأي نوع من أنواع القتال، فهو المحارب هو المجاهر بالقتال”، ابن تيمية  تقي الدين، السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، دار الكتاب العربي، 1969، ص. 78.
  4.  F. BRAUDEL, La méditerranée et le monde méditerranéen à l’époque de Philipe II, 2t, Armand Coline, Paris, 1970, p. 83- 85.
  5. البياض عبد الهادي، الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات الإنسان في المغرب والأندلس القرن 6 – 8 الهجري، دار الطليعة بيروت، ط 1، 2008م، ص. 78.
  6.  بو لقطيب، الحسين، جوائح وأوبئة مغربة عهد الموحدين، منشورات الزمن،دار النجاح الجديدة،الدار البيضاء،2002. ص. 23.
  7.  ن م، ص. 45- 46.
  8.  ن م، ص. 47– 48.
  9.  ن م، ص. 26.
  10.  المحمودي أحمد، عامة المغرب في العصر الموحدي، دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط . 1، 2009م، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ الإسلامي، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مكناس، السنة الجامعية، 1999 ـ 2000م، ص. 129.
  11. حركات إبراهيم، النشاط الاقتصادي الإسلامي في العصر الوسيط، أفريقيا الشرق، 1996م، ص. 297.
  12.  ن م، ن ص .
  13.  ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، مراجعة عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية بالرباط، ط 2، 1420 هـ/ 1999م، ص. 120.
  14.  ابن الأحمر، إسماعيل، بيوتات فاس الكبرى، دار المنصور، الرباط، 1972م، ص. 31.
  15.  عبد الهادي بياض، م س، ص.80.
  16.  ابن القطان المراكشي، نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، تح محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، لبنان، ط 1، 1990، ص. 194.
  17. يصف عبد المومن بن علي هؤلاء اللصوص بقوله: هؤلاء الظلمة الدخلاء الذين يضعون الغش طي ما يوهمون به من النصيحة، ويستبطنون المكر في تصرفاتهم القبيحة فيقولون للرجل منهم: عندك من حقوق الله كيت وكيت وإن للمخزن جميع ما به أتيت، ويقرنون بهذا من الوعيد والإغلاظ الشديد ما يرضى له المذكور بالخروج عن جملة ماله، ويعتقد السلامة من ذلك الظالم الغاصب أعظم مناله“، ابن القطان، م س، ص. 194.
  18. ن م، ص. 194.
  19.  ن م، ن ص.
  20. أحمد المحمودي، م س، ص. 210 .
  21.  ابن أبي زرع الفاسي، م س، ص. 328.
  22.  ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، قسم الموحدين، تح محمد إبراهيم الكتاني ـ محمد بن تاويت ـ محمد زنيبر ـ عبد القادر زمامة،  دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 1406هـ/ 1985م، ص. 325.
  23.  ابن الزيات، أبو يعقوب يوسف بن يحيى التاديلي، التشوف إلى رجال التصوف، تح أحمد التوفيق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط 2، 1997م، ص. 383.
  24. ابن الخطيب، لسان الدين السليماني، أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تح ليفي بروفنسال، دار المكشوف، ط 2، لبنان، 1956، ص. 278.
  25.  ن م، ص. 351.
  26. البلاد الغربية: “يقصد بها المنطقة الشمالية الغربية للمغرب الأقصى وخاصة ما يوجد غرب فاس إلى البحر المحيط وما يمتد شمال سلا”، عزاوي أحمد، مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي، ج 2، الرباط نيت، ص. 91.
  27. ابن عذاري ، م س، ص. 352.
  28.  ابن خلدون، عبد الرحمان، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج 7، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت، لبنان، 1983،  ص. 301.
  29. غير واجد للطريق: كناية عن وضعية اللاّ أمن التي كانت تعرفها هذه الطريق بين تلمسان والمغرب الأقصى، لدرجة أن الرجل (ابن قنفذ) مكث حوالي شهر لكي يحظى بحارس يحميه لعبور هذه الطريق، حيث يصبح الحراس عملة نادرة في مثل هذه الأوقات المخوفة .
  30.  ابن قنفذ، أحمد بن الخطيب القسنطيني، أنس الفقير وعز الحقير، نشره وصححه محمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، 1965، ص. 105 .
  31. ابن عذاري، م س، ص. 321 .
  32.  عبد الهادي بياض، م س ، ص. 82 ـ 83 .
  33.  ابن عذاري، م س، ص. 439 .
  34. ن م، ص.  253 .
  35. ن م، ص. 258 .
  36.  النميري، ابن الحاج، فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، دراسة وإعداد محمد بن شقرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط  1، 1990م، ص. 260 . ببليوغرافيا

المصادر

  • ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، مراجعة عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1999م.
  • ابن الأحمر، إسماعيل، بيوتات فاس الكبرى، دار المنصور، الرباط، 1972م
  • ابن تيمية تقي الدين، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، تح علي بن محمد العمران، إشراف بكري بن عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد، د ت.
  • ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس واللمغرب، قسم الموحدين، تح، محمد ابراهيم الكتاني، محمد بن تاويت، محمد زنيبر، عبد القادر زمامة، دار الفغرب الاسلامي، بيروت، 1985م.
  • ابن الخطيب لسان الدين، أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تح ليفي بروفنسال،  دار المكشوف، ط 2، لبنان، 1956.
  • ابن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، م 6، 7، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت لبنان، 1983م.
  • ابن منظور أبي الفضل جمال الدين، لسان العرب ، المجلد السابع، دار صادر، بيروت.
  • الفراء، أبو يعلى محمد بن الحسن، الأحكام السلطانية، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1421هـ/2000م.
  • ابن قنفذ، أحمد بن الخطيب القسنطيني، أنس الفقير وعز الحقير، نشره وصححه محمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، 1965،
  • ابن القطان المراكشي، نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، تح محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، لبنان، ط 1، 1990
  • الماوردي أبو الحسن بن محمد ، الأحكام السلطانية والولايات الدينية ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1978.
  • النميري، ابن الحاج، فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، دراسة وإعداد محمد بن شقرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1990م

المراجع

  • بو لقطيب، الحسين، جوائح وأوبئة مغربة عهد الموحدين، منشورات الزمن،دار النجاح الجديدة،الدار البيضاء،2002.
  • البياض عبد الهادي، الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات الإنسان في المغرب والأندلس القرن 6 – 8 الهجري، دار الطليعة بيروت، ط 1، 2008م،
  • حركات إبراهيم، النشاط الاقتصادي الإسلامي في العصر الوسيط، أفريقيا الشرق، 1996
  • عزاوي أحمد، مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي، ج 2،  دار ربا نيت، ط 3، 1433هـ / 2012م.
  • محمد نبيل طريفي، ديوان اللصوص في العصر الجاهلي والإسلامي، ج 1، ط 1، 1990، دار الكتب العلمية، لبنان
  • المحمودي أحمد، عامة المغرب في العصر الموحدي، دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط . 1، 2009م، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ الإسلامي، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مكناس، السنة الجامعية، 1999 ـ 2000م
  • – F. BRAUDEL, La Méditerranée et le monde méditerranéen à l’époque de Philipe II, 2t, Armand Coline, Paris, 1970.

فيديو مقال اللصوصية – الكوارث الطبيعية ببلاد المغرب الإسلامي ودورها في تفشي ظاهرة اللصوصية خلال العصر الوسيط

أضف تعليقك هنا