بعد سبعة عشر عامًا…هل عرفْتُكِ؟

سبعة عشر عامًا انقضت وكأنها سبعة أيام بحلوها وحلوها، نعم….يمر اليوم على الإنسان – أحيانًا – وكأنه الدهر، والدهر هو الآخر يمر وكأنه يوم أو بعض يوم ..أتدرين عن أي شيء أتحدث؟ عن أيام عشتها معك مرت كلمح البصر، أو كملح الطعام لا تصلح الحياة بدونه، ولا الطعام بسواه…فلا زلت أذكر يوم أن رأيتك لأول مرة…وما دعاني للإعجاب بك. (رسالة الزوج لزوجته). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم مشاعر).

رسالة الزوج لزوجته

شعرت حينها أني قد عرفتك منذ زمن بعيد…رأيتك…سمعت صوتك…تحدثت إليك من قبل ولم يكن حينها…كنت أشعر وكأني نصفين. أعيش بواحد وأفتقد إلى الآخر أبحث عنه منذ زمن لكني عييت في الوصول إليه…حتى رأيتك فعلمت أني وجدت ضالتي ووصلت إلى مبتغاي.ولا أدري حتى هذه اللحظات … أي الناس أنتِ؟ أغضب فلا أجد إلاك يُهدِّئ من غضبي، ويخفف من حِدَّتي … أحزن فلا أجد إلاك …يدخل على نفسي البهجة، ويملؤ صدري بالسعادة … أطلب مشورتك فلا أجد إلا الرأي الصائب على كل حال … وأُصاب بالفتور أحيانًا وبالإحباط أخرى … وأنا من يزعم أني لا أعرفه … فأجدك مدرسة في التفاؤل والأمل والصبر والاحتساب.

حياتي بدونكِ كالماء لاطعم ولا لون ولا رائحة

ولا أخفي عنكِ سرًا، ولا أذيع بين يديك أمرًا … ولا أبالغ إن قلت: إنَّ حياتي بغير وجودك بجواري، وبدونك معي هي كالماء… تراه لها طعم له … لا رائحة … لا لون …وهذا من جماله وروعته ….  لكنها هي ذاتها كالماء أيضًا لا حياة بغيره، ولا عيش بسواه … في أجسادنا … في طعامنا … سر الحياة ولا طعم له … في دمي وعروقي … في دقات قلبي وفي أنفاسي … أنت يومي … أنت أمسي … أنت الغد المشرق في حياتي.

قد تشعرين … أو يملؤك الإحساس أني أسطر كلماتي أو أنمقها … طالبًا بذاك الأسلوب البليغ أو بلاغة الأسلوب … ولا أزعم أني أفعل غير ذلك … فإني – والحق – ما شعرت بغير ذلك … أطلب من الكلمات أعذبها، ومن المعاني أجملها، ومن الصور أبلغها … وترينني وقد طاوعتني كلماتي … تنساب إليَّ دونما تكلف … وأكتب ما يجري بخاطري وعلى لساني … وأزعم أني أعيش كل كلمة قبل أن أنطقها، وكل حرف قبل أن اكتبه … ومع ذلك أجدني لا أفي لك حقًا، ولا أجد بين يدي كلماتي لك وصفًا.

أنتِ نصفي الآخر

لكن يا نصفي الآخر …. هل تقبلين أن أختصر لك كلماتي، وأوجز ما أسهبت فيه من ألفاظي … فإن أفعل فلن أجد أخصر عبارة ولا أوجز جملة من قولي: أحبك … أحبك بكل يوم مر بنا بل بكل ساعة بكل دقيقة … بكل نظرة طالعت فيها – وأنا المهموم – عينيك فلم أجد إلا راحة البال، وانشراح الصدر، بكل لمسة من يديك حانية- وأنا القلق الحيران – جالت بي في الآفاق، ثم عدت فلم أشعر إلا بدفئها وحنانها، وقد زال ما بي من الحيرة والقلق، بكل كلمة من كلماتي: جادة أو مازحة … غاضبة أو راضية … وأنا من أنا حينها … فلم أجد إلا ناصحًا أمينًا، أو صديقًا وفيَّا، أو حكيمًا خبيرا، فأجدني قد عُدَّتُ إلى رشدي، وثبت إلى صوابي.

جمال الحياة بقربكِ

عرفتُ معك للحياة مذاقًا، وللسعادة طعمًا … أحيانًا أتأمل … فأجد نفسي وأنا أحسدها … فأقول… بقاءُ النعيم في الحمد، ودوام النعمة في شكر المنعم، فأشكر ربي وأحمده … أن رزقني بك من غير حول مني سوى دعائي إياه، أن رزقني بك من غير تقدير وترتيب، ولا حسن تخطيط ولا ضربة حظٍّ، وإنما … كرمُ مّنْ جاد بفضله، وأنعم بخيره، ووهب… وهو المنعم، ومنح وهو المتفضل …. فيا رب لك الحمد.

امتنان الزوج لزوجته ودعاءَهُ لها

عرفت معك راحة البال، واستقرار النفس، وصواب الحكمة، وجميل المشورة، وصادق الإخلاص، والإخلاص في الصدق، عرفت معك معاني العطاء دون انتظار، والحب دون مقابل، والوفاء مع الاحتساب، عرفت فيك الإخلاص بكل معانيه، والتفاني بشتى صوره …. وجدته في خوفكِ عليَّ… ودعائك لي …هل تقبلين يا نصفي الآخر … هل تقبلين مني اعتذاري لك … وحبي لي … وخوفي عليك … وسعادتي بلقائك … ونظرتي إليك … هل تقبلينني وأن المتيم بك … هل تقبلينني وأن صيد سهامك، وقتيل فؤادك.

زوجتي يا نصفي الآخر…بعد أن وافيت الأربعين وزيادة فلا أجد من كلمة إلا خالص دعائي لك، وجميل ابتهالي بين يدي خالقي..ملأ الله حياتك من البركة أوفاها، ومن السعادة أنماها، ومن الخير أزكاه، ومن العافية إلى منتهاها…جعل الله دنياك سعادة وأخراك نعيمًا …. وأنا المتيم فيك.

فيديو مقال بعد سبعة عشر عامًا…هل عرفْتُكِ؟

أضف تعليقك هنا