إصدار قصصي جديد يحكي عن الإنسان

من الزمامرة إلى برشيد ،مرورا بالحي الحسني ، وصولا للدولة التي .. تزحف الصراصير وتشيد مملكة النحل ، تهدم نظرية التطور الإنساني ، ويصبح الإنسان ممسوخا ومشوه الهيئة ، دون أن يعرف عن سبب مسخه..(إصدار قصصي جديد يحكي عن الإنسان). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم أدب).

عن مطبعة الجديدة ربرو ، صدر للقاص والمبدع منصف القرطبي مجموعة قصصية موسومة ب بيضة بغل ، تتألف من 60 صفحة من الحجم المتوسط ، ويتوسط الغلاف الأنيق صورة كاريكاتورية للمبدع العوني الشعوبي ،  ويأتي الغلاف بشكل مضغوط فوق غلاف الكتاب ، وبين الغلاف وعنوان الكتاب نجد اسم الكاتب والقاص منصف القرطب.

مضمون كتاب بيضة بغل 

يظهر الغلاف شخصين  ، بلباس أنيق  يتوسطهما بيضة كبيرة ، بينما رأس الشخصين مشوه بأشكال حيوانية ، تتألف المجموعة القصصية من قصص متنوعة ، تختلف من حيث عنوان كل واحدة ، ثم من حيث حجم كل قصة ، وما يلاحظ من خلال قراءتنا لجلها أنها تتخذ أسماء لحيوانات وطيور ، ومنها : عشيرة الدجاج ، أصل الإنسان ، كلاب وقطط ، الدولة التي ، من سوق الموز ، حشرة كافكا ، صراصير ، نحلة ، صراصير لا تموت.

طريقة منصف القرطبي في تأليف كتابه

عمل منصف القرطبي على أنسنة حيوانات عدة ، حيث جعلها تتحدث بلسان فصيح تارة ، وبلسان الواقع المعيش تارة أخرى ، وهذا شبيه لكتاب كليلة ودمنة الذي يحتوي على قصص أخلاقية وضعت ألسنة الحيوانات والطيور ، من قبيل الأسد الذي يرمز للملك ، والثور يرمز للخادم ، وهذ  ا مقام به المبدع من خلال مجموعته القصصية بيضة بغل ، حيث وظف شخصيات تتكلم مثلها مثل الإنسان في قالب سردي ممتع.

بماذا تميّزت قصص الكاتب؟

امتازت قصص الكاتب بأنساق لغوية واضحة ، حيث استطاع أن يثير في نفس القارئ مجموعة من التساؤلات المهمة ، والتناقضات التي يعيشها الفرد داخل المجتمع ، ذوات تتسلق المراتب  بطرق غير مشروعة وذوات أخرى مثل الطحالب تنشر وتبيع الوهم بين الأحياء الفقيرة .عملت بيضة بغل على الكشف عن العطب الذي يعانيه المجتمع عامة والفرد العربي خاصة ، حيث تتهاوى القيم وتنشر الفوضى ، وتتغير الأدوار  ويجد الإنسان نفسه ممسوخا أشبه بحيوان غريب ،تتسرب أحداث القصص برشاقة  متناهية وقدرة كبيرة على تصوير التفاصيل ، النابضة  التي نعيشها بشكل يومي .

حيث الفرح والحزن والألم ، نصوص تحكي عن الخيبة والهزيمة التي يعيشها فئات عريضة من المجتمع ، مجتمع معطوب تذبذ ب قيمه وأفكاره ، وتنفتح المجموعة القصصية على عالمين مختلفين ، عالم حيواني ممثل بأسماء طيور وحيوانات ، وعالم إنساني ممثل بشخصية حميد الإنسان ..عالمين في بعض الأحيان لا يمكن الفصل بينهم ، بل يخلق داخل عالمهم حوار ، وتبادل لأفكار ، انه حدث عجائبي يدخل ضمن الفانطاستيك .

يعرف توردروف القصة أنها شخصيات وأحداث قريبة من شخصيات وأحداث الواقع الذي لا ينفي عنها بعدها التخيلي ، وهذا ما قام به منصف القرطبي في مجموعته القصصية : بيضة بغل ، فهي نصوص نابشة للعمق الإنساني ومكثفة ، تعكس الواقع الاجتماعي المأزوم وتداخله مع ما هو تخيلي ، بأسلوب فني  إبداعي مليء بالحركة والإبداع الصادق.

أسلوب الكاتب 

يقتحم الكاتب حياة  شخصيات معينة ، ويصفها بشكل دقيق وباهتمام بالغ ، كأنه بعيش معهم ، فيشعر القارئ بذلك الأمر عند قراءة أحد قصصه ، فأنسن المبدع شخصيات حيوانية  عدة وجعلها تتحدث بلغة الواقع ، وأنسن أماكن ، كما وصف بشكل دقيق عوالم لا نلتف لها دوما ، في حياتنا اليومية مثلا عندما يصف الذبابة الطائرة يقول : رأيت ذبابة تطير ، تحلق ، تعلو تتمايل ، يمينا وشمالا ، تنعطف على زقاق من الأزقة وهي تحلق عاليا وكأنها تفتش عن شيء ما.

فيديو مقال إصدار قصصي جديد يحكي عن الإنسان

أضف تعليقك هنا