طريق الكورونا…طريق الفرص

طريق الكورونا طويل وخطير ومليء بالعثرات والعقبات والأشواك، ولا بد من أن نعي وندرك تماما بأنه أمر محتوم ولا مفر منه وقد فرض علينا وليس بيدنا أن نهرب منه، ف طريق الكورونا طريق رئيسي لا طرق فرعية له، وعليه، فانه من غير المنطق أن نقف عند كل ناصية وكل استراحة وكل محطة في هذا الطريق ونصفن بأفق مجهول لا نعلم ما يحمل بطياته من مفاجآت وأن نندب حظنا وننتظر الفرج ونغوص في بحار من آمال وأحلام دون أن نتحرك … فهذا برأي المتواضع هو عين السذاجة بكل ما تحمله الكلمة من معنى! (طريق الكورونا). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم صحة).

هل كورونا واقع لابد أن نتقبّله؟

“كورونا” هو فيروس، وهو واقع لا بد من أن نقبله ونتعايش معه وأن نتأقلم مع هذه البيئة الجديدة التي فرضت علينا شئنا أم أبينا. فيروس لن ينتهي ولن يبطل مفعوله ما لم يجد له أهل العلم والطب علاج أو لقاح علما بأن القراءة الحالية تظهر بأن ايجاد ذلك العلاج أو اللقاح لا يزال بعيد المنال ان صح التعبير.فهل يعني هذا أن نحجر أنفسنا في بيوتنا وغرفنا المعزولة وأن ننتظر معجزة الهية تنجينا من هذا الويل الذي أصابنا؟

هل تأتي الفرص في مراحل الخطر؟

فكرة النجاة في حد ذاتها تتعلق بنواحي عدة، واسمحوا لي بأن أقولها بصريح العبارة: الناحية الصحية بالنسبة لي بالمرحلة الحالية هي الأقل أهمية! أعتقد بأن أعظم الفرص تأتي في مراحل الخطر. نعم، وأنا أدرك تماما ما أقوله! ولا بد من أن ندرك جميعنا كذلك بأن “الفرص” تغتنم وتستغل وبأن “الفرص” تصنع كذلك. فاذا ما فكرنا مليا، سوف نجد بأنه يوجد لدينا العديد من الفرص مختبئة في طيات المشاكل ومدفونه تحت أتربة الوطن تنتظر بعض الجدية في ايجادها أو التنقيب عنها وإخراجها من مدافنها. فهذا ليس وقت التكهنات والتوقعات، لأننا ببساطة نحن غير قادرين على التكهن والتوقع، لكننا قادرين على العمل والتفكير والابداع وصناعة الفرص واستغلال غيرها.

المخاطر الاقتصادية والاجتماعية في زمن كورونا

كما ذكرت أعلاه، فان الطريق طويلة ومليئة بالمخاطر، ومرة أخرى أعيد وأكرر، الخطر الصحي هو أمر محتوم ولن أناقش به، الا أن المخاطر الاقتصادية والاجتماعية هي التي ترعبني، مؤمنا بالوقت نفسه بأن ما لا نراه لا ينفي وجوده. الاقتصاد العالمي كله مشلول وكون أن الأردن جزء من هذا الاقتصاد العالمي، فان اقتصادنا كذلك قد شل تماما بل ووصل الأمر الى “كرسحة” كاملة وبات جسم هزيل بلا حركة، مقعد على كرسي متحرك دون وجود شخص يساعد على دفعه، فانعزل بزاوية في حجرة مغلقة بباب مقفل والمفتاح موجود بالقفل، الا أنه وللأسف لا يستطيع الوصل اليه.

على ماذا يعتمد اقتصاد الأردن؟

أنا لن أقبل بمثل هكذا عذر بليد! والمفروض أن لا نخشى مثل هذه العقبات لأنني أعتقد بأن خلفها تقع فرص عظيمة. وان كان الأردن يعتمد باقتصاده على اقتصاد العالم الى حد كبير، فهذا لا يعني بأننا لا نستطيع أن نحرك اقتصادنا المحلي بطرق متعددة. ماذا يمنع حكومتنا اليوم من تعزيز سبل الاستثمار المحلي؟ فنوفر البيئة الخصبة لتأسيس مشاريع صغيرة وتنميتها وتطوير قطاعات اقتصادية أخرى وفق أفضل الممارسات.

ماذا سيحصل لو أن حكومتنا قامت بتوفير مشجعات الاستثمار بما يضمن تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من اجراءات سهلة وغير معقدة تضمن سرعة اتخاذ الاجراءات والتنفيذ والانطلاق؟ فالاقتصاد المحلي بالأصل يعاني الأمرين … فماذا سنخسر؟ … لا شيء!ماذا سيحصل لو اغتنمنا فرصة اغلاق العالم وتحويل الأردن الى مركز للتبادل التجاري الاقليمي والعالمي بأسعار وتكاليف تنافسية واجراءات ميسرة وفق أسس سليمة تتوافق والطروف العالمية الحالية خاصة وأننا نتمركز بمنطقة ملتهبة من جميع النواحي؟لماذا أنتظر العالم حتى يتحرك، فتضيع الفرص ويفوتني القطار؟ آخذين بعين الاعتبار بأن الفرص كثيرة الا أنها لا تتسكع أمام الأبواب ولن تنتظرنا وبالتالي، فانه يجب أن نتحرك بجدية لاغتنامها واستغلالها وخلق غيرها بالوقت نفسه!

ما هي الخطوات لتقوية اقتصاد الأردن؟

تشجيع الاستثمار المحلي هو الحل الأوحد حاليا، وتحريك الاقتصاد المحلي هو الحل الأمثل، وايجاد ذلك الشخص الذي يستطيع أن يحرك ذلك الكرسي المتحرك للوصل الى الباب هو مطلب أساسي، والقبول بالتنازلات وتقديم التضحيات هو كذلك مطلب رئيسي، واجراء تغيير شامل بأنظمة واجراءات الاستثمار وفتح أبواب السوق مطلب، والاعفاء من الضرائب والرسوم مطلب، وتوفير الخدمات اللوجستية وتسهيل الاجراءات مطلب، والابتعاد عن السياسة والمهاترات والجدال والكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر هو مطلب، والفعل والتحرك والعمل هو مطلب … والمطالب تطول ولا تنتقص وما لا يمكن تحقيقه فالمحاولة نفسها تكفي.

بالختام، فاننا جميعنا لا بد من أن ندرك بأن فرص التصحيح متوفرة دائما، وهي كثيرة، ومن شأنها أن تعيد صياغة حياتنا بالشكل التي نستحق أن نعيشها، وهذه الفرص مثلها مثل شروق الشمس، فان انتظرت طويلا، سوف تغرب وتفقد نورها آخذين بعين الاعتبار بأن الفرص تتضاعف كلما اغتنمتها وستفقدها تماما في حال عدم استغلالها.حمى الله الأردن وشعبه

فيديو مقال طريق الكورونا…طريق الفُرص

أضف تعليقك هنا