وعد الله

في خضم السيطرة الإسرائيلية في العالم وخاصة في الدول العربية واحتلالها لمعظم الأراضي الفلسطينية وتماهي عدة دول عربية مع الإحتلال الصهيوني تذكرت قول الله تعالى في سورة الإسراء :

” وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا”

سورة الإسراء هي وعد الله تعالى لبني إسرائيل ووعد الله حق ولا يخاف الله وعدا 

عندما نتمعن في السورة نجد الله يذكرنا بأول دخول لليهود للأراضي المقدسة بفلسطين في العهد الروماني فقد سكن اليهود فلسطين ثم إنقلبو على القيصر الروماني وبنو الهيكل اليهودي المحيط بالقدس لأنه من أبرز مقدساتهم ويسعون إلي اليوم لإعادة بنائه من جديد . لكن بخيانتهم للرومان تحقق وعد الله فقد أفسدو في الأرض وظلموا وتجبروا على مر التاريخ فسلط الله عليهم الرومان  وقام أندرونيكوس الروماني عام 70 م بهدم الهيكل الذي بناه ـ أو رمَّمه ـ هيرودس وهو الزعيم اليهودي وقد أَخرجَ هدريان اليهود من القدس وحظر عليهم دخولها والإقامة فيها وقد تشتت اليهود في الأرض كما يتشتت الفلسطينيين الآن في دول العالم لكن اليهود من أكثر الأمم دهاء وفساد فهم مثل الأوبئة تقتل وتدمر أينما حلت لذلك مع مرور الزمن

وبتزايد نفوذهم ومكائدهم في العالم قررت الدول الغريبة وضعهم في مكان واحد ليكونوا في مأمن من شرهم ولم يجدو أفضل من فلسطين فهي بعيدة عنهم جغرافيا وقريبة من أعدائهم وهم العرب المسلمين وبذلك تحقق وعد الله الثاني لهم فقد جعلهم أكثر مالا وأكثر نفيرا والنفيد هنا يعني الحلفاء فلإسرائيل اليوم حلفاء أقوياء وحتى من الدول العربية كمصر مثلا والإمارات وأقوى الدول مثل الولايات المتحدة وغيرها فهم أقوياء جدا ويتحكمون في العالم ونفوذهم كبير للغاية ففي 14 مايو/آيار 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأعلنت الوكالة اليهودية إنشاء دولة إسرائيل على أراضى فلسطين التي منحتها إياها الأمم المتحدة بموجب قرار التقسيم وبموجب وعد بلفور وبعد حروب مع الدول العربية التي انتهت بفوز إسرائيل وبقيت إلى اليوم تتمدد جغرافيا على حساب الأراضي الفلسطينية.

أمارات ظهرت لتحقق ماورد في القرآن الكريم

بذلك يكون وعد الله في سورة الإسراء قد تحقق ولا يبقى سوى وعده بزوال إسرائيل حيث أن الله تعالى قد وعد إسرائيل بالزوال إذا أفسدت في الأرض مرة أخرى وهذا مافعلوا فقد قالوا وشردوا العائلات الفلسطينية ونشروا الفساد في الأرض ودمروا الدول العربية بمكائدهم ونحن الآن بإنتظار تحقق وعد الله والقضاء على الإسرائيليين وفي هذا الصدد قال سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد )  فه‍ذا الحديث النبوي دليل على تحقق وعد الله تعالى ونصرة المظلوم على الظالم فالله تعالى أعلى وأكبر من أن يجعل الفساد يدمر أرضه وعباده.

السؤال المطروح الآن هو متى سيتحقق وعد الله تعالى وتدمر إسرائيل؟

في هذا الإطار سوئل أحد الشيوخ عن كيفية إسترجاع المسلمين لفلسطين فكانت إجابته “إذا عدتم إلى الله عادت إليكم فلسطين” في حقيقة الأمر هذه الإجابة مستوحات من قول الرسول عليه الصلاة والسلام :

عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: ((تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا)).

قَالُوا: أَوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟

فَقَالَ ﷺ: ((لَا، إِنَّكُمْ يَؤْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ الرَّهْبَةَ مِنْكُمْ مِنْ قُلُوبِ أَعْدَائِكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ)).

قَالُوا: وَمَا الْوَهْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: ((حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ))

هل العودة إلى فلسطين مشروطة بالتزام المسلمين بدينهم؟

تصديقا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام هو واقعنا اليوم فكل الدول العربية منهمكة في مشاكلها وأزماتها الداخلية من انقسانات وتدهور لمستويات المعيشة وغيرها من الأمور الأخرى والقضية الفلسطينية لم تعد تهم سوى القلة القليلة وتحرير فلسطين لم يعد سوى شعارات ترفع من حين إلى آخر، فعودتنا آلى فلسطين لن يكون إلا بعودتنا إلى ديننا الحق وإندماجنا معا كل المسلمين في روح شخص واحد وبموقف واحد وإرادة وعزيمة متوكلة على الله والمحاربة في سبيله فلا الشعر أو الفن أو الغناء سيعيد فلسطين بل الجهاد في سبيل الله في فلسطين كما حررها صلاح الدين الأيوبي باسم الدين ومتوكلا على الله ومن يتوكل على الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

عندما نتمعن في عدد كلمات سورة الإسراء في الجزء المتحدث عن إسرائيل نجد السورة بها 73 كلمة ومن عادات العرب القدامى إستعمال الخروف والكلمات في الحساب فيمكن إعتبار ال73 كلمة دلالة عن عدد السنوات فلغة القرآن مشابهة للغة العرب في وقت تنزيل القرآن حتى تخاطب القوم بما يفقهون ودلالة ال73 كلمة ربما المقصود بها المدة اللتى ستبقاها إسرائيل بفلسطين قبل زوالها وخروجها من فلسطين نهائيا دون رجعة

القرآن يعطينا أمل

لقد دخلت إسرائيل فلسطين سنة 1948 ومن 1948 إلى 2020 تساوي المدة 72 عام يعني لم يتبقى أمام إسرائيل سوى عام قبل زوالها إو بدايته وتحليلي المتواضع للآية ليس بالخيال العلمي بل يخاطب الواقع فإسرائيل اليوم تتخبط في دوامة من المشاكل والأزمات آخرها تضررها من أزمة الكورونا وموجات الإحتجاجات التى تتخبط بها جراء ممارساتها التمييزية الممنهجة تجاه يهود أثيوبيا لأنهم ذو قشرة سوداء وهناك اتهامات لنتنياهو بالفساد وهو قائد التيار اليميني المتطرف بإسرائيل كما أن أبناء إسرائيل نفسهم ملوا من العيش تحت تهديد صواريخ المقاومة والتأهب المستمر من الدول المجاورة فمهما كان الدعم الذي تحضى به من حلفائها فتبقى مستقرة داخل مجتمع عربي يحيطها من كل مكان فبقاؤها مرهون في إستيقاظ المسلمين من سباتهم وإلتفافهم حول الفلسطينيين وحول بعضهم البعض وبالتأكيد ستدمر إسرائيل عاجل أم آجلا بإذن الله تعالى وسيتحقق وعد الله بإذنه ومشيئته ولا شئ قادر على تغيير قدرة الله جل وعلا، هذا والله ورسوله أعلم وعاش الإسلام والمسلمين ودامت القضية الفلسطينية محور اهتمام الأمة العربية وأسأل الله تعالى أن ينصر عباده المؤمنين وأترككم في أمان الله أنتظر آرائكم فيما قلت

فيديو مقال وعد الله

أضف تعليقك هنا