الإسلام

مازال الصراع قائم بين الحق والباطل، وهناك ظواهر سيّئة تجاه الإسلام وأهله حيث يتعرض الإسلام هجمة عشوائيّة غير مسبوقة من قبل أعدائه الذين قال عنهم القرآن:(ما لَهُم بِهِ ۦمِنْ عِلْمٍۢ وَلَا لِءَابَآئِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) الكهف قال الشّيخ عبد الرّحمن ناصر السّعديّ عند تفسيره هذه الآية أي : عظمت شناعتها واشتدّت عقوبتها.

أيّ شناعة أعظم من أن يقولوا أنّ الإسلام في أزمة؟

وقال عنهم القرآن أيضا وهو يوضح كراهيتهم للإسلام وأهله : ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) وقال ابن كثير في تفسيره عند شرح هذه الآية :  أي قد لاح على صفحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل.

أهل العلم والمعرفة لا يستغربون كل ما بدى من أعداء الإسلام لأنّهم على يقين وإيمان أن الله تبارك وتعالى قد حذّر منهم في كتابه العزيز الذي نؤمن به ونتمسك به ونعتز ونؤمن به ونتعلم به ومنه ونعمل به.

كلمة الرئيس الفرنسي إيمال ماكرون نموذجا   الّذي قال:  ( الإسلام يمر على أزمة) نوضح إلى حد ما أنّ الإسلام بعيد من الأزمة وأنّ هذة الكلمة قياس فارغ لا تعتمد على أيّ أساس من الصّحة ، والإسلام دين الله المنزّل المحفوظ بحفظ الله ، لايمرّ أبدا على أزمة لا من بعيد ولا من قريب وليس هناك من يستطيع ان يضع الإسلام في أزمة وردّ هذه الكلمة يكون من أوجه :

تعريف الإسلام

1 الإسلام لغة: كما في تاج العروس وذكره أستاذ الدكتور أمير عبد العزيز في كتابه نظام الإسلام هو:الاستِسْلام والانْقِياد   وفي الإصلاح الدينيّ كما عرّفه إمام القرطبيّ في تفسيره ، وذكر الأستاذ الدكتور أمير عبد العزيزفي كتابه نظام الإسلام هو :   بِمَعْنَى الْإِيمَانِ والطّاعات ، ومن خلال هذا التّعريف يبيّن لنا كما قال الأستاذ الدكتور : أمير عبد العزيز في كتابه نظام الإسلام : أنّ الإسلام نظام شامل يتناول قضايا البشريّة عامّة سواء في ذلك قضايا الدّنيا والآخرة ، ليكون بذلك هداية للنّاس فيكشف لهم عن وجه الحقّ والخير ويحذّرهم من أوجه الشرّ والباطل ، وفي ذلك ما يقود الإنسانيّة إلى السّلامة أويخرجها من الظّلمات إلى النّور.

هل لديكم هذا النّظام الشّامل في جميع نواحي الحياة يا من يزعمون أنّ الإسلام في أزمة؟

2 الإسلام عقيدة وشريعة: وهو ما يدين به المسلم ولا ينفك قلبه عنه بحالة من الأحوال ، وهو دين اللّه الحق الّذي أنزله ربنا ان يعمل به عباده المؤمنون في شئون حياتهم كافة وهو نظام صالح  في كلّ زمام ومكان ، ولهذا يجب على حاقدي للإسلام وأهله ان يفيقوا قبل فوات الأوان وان يلحقوا بقافلة الأمن والأمان ألا وهي الإسلام، وكلّ من تسوّل نفسه طعن الإسلام سيرجع خائبا نادما ويطبّق عليه ما قالوه قديما : (ماأبقى ظهرا ولا انقطع مسافة أو أرضا ) ، يرهق نفسه ويتعب، كيف يطعن الإسلام من لا يعرف نظافة شتّى أشكالها؟

كيف يهاجم الإسلام من لا يعرف كيف يتسوّك؟  

ولقد صدق من قال الإنسان عدوّ لما جهل، لو يعلمون ما في الإسلام من النّظافة  البدنيّة والقلبيّة والكرامة والعزّة والشّرف ماسوّلت لهم انفسهم ان يهاجموه، دكتاتوريّة الجهل التي يتّصف بها من يعادي الإسلام وأهله أدّت ان يصفوا الإسلام أنّه في أزمة

هناك تناقض الكلمات والبيانات لدى الفرنسيين عامّة 

إذا حاولنا النّظر في المناهج الدّراسيّة الفرنسيّةكما يقول ممدوح الشّخ في كتابه ثقافة قبول الآخر ناقلا من كتاب :(صورة العرب والإسلام فب الكتب المدرسيّة الفرسيّة) للباحثة: (مالين نصر) تجد أنّ الصّورة الوحيدة المستخلصة من تحليل كتب المرحلة الإبتدائيّة لن تولد لدى التّلاميذ إلّا صورة مزيّفة عن الإسلام وأهله، فهي توحي للفرنسيّين بإحساس التّفوّق الطّبيعيّ كما توحي للتلاميذ ذوي الأصل الإسلاميّ بإحساس سلبيّ ناشئ من تحقير هم وتشويه صورتهم ، حيث تصف مناهجها ادّراسيّة الإسلام بأنّه ( دين مسخ ابتكره محمد صلى الّله عليه وسلّم الّذي ادعى أنّه نبيّ )  انظر غباوتهم وحماقتهم وصلت إلى منتهاها وصدق الّله اذ يقول (أولئك كا الأنعام بل هم أضلّ ) بمجرّد هذه الجملة تتبيّن أنّهم يشبهون أخسّ الحيوانات والأنعام .

لكن الكتب المدرسيّة الحاليّة تبدي احتراما أكثر للإسلام وتقدمه كدين توحيديّ عالميّ ، وان كانت تتّفق مع كتب الجمهوربات الثّالثة في تصوير الإسلام كدين عسكريّ . انظر إلى حدّ وصل تناقضاتهم وجهلهم تجاه الإسلام وأهله وليس لديهم رأي واضح يسكن إليه القلب ولهذا تبيّن كل هذه التناقضات أنّ الفرنسى تعيش في أزمات وكوارث متراكمة ومتزايدة قديما وحديثا.

ترى مجموعة منهم تلتزم موقفا إيجابيا ، والأخرى تلتزم موقفا سلبيّا أحيانا باردا وأيانا عدائيّا وبعضا منهم موقفا وسطيّا .انظر كلّ هذه التّقلبات لا تترجم إلّا أنّهم يعيشون في موقف حرج ومأسات لا تدخل تحت الحصر ونكبات عميا ، هل أنتم تحت أزمات أم الإسلام يمر على أزمة ؟؟

الإسلام هو الدين الحق

لا أ بدا لا يمر الإسلام على أزمة موتوا بغيظكم ، قال الّه تعالى :(قل موتوا بغيظكم إنّ اللّه عليم بذات الصّدور ) قال الشّخ عبد الرّحمن ناصر السّعديّ في تفسيره عند شرح هذه الآية أي سترون من عز وذلّ الكفر ما يسوؤكم ، وتموتون بغيظكم ، فلن تدركوا شفاء ذلك بما تقصدون ، فلذالك بيّن لعباده المؤمنين ما تنطوي صدور أعداء الدّين من الكفّار والمنافقين .

كفى بالإسلام شرفا وكرامة أن ينهى اللّه تنزيها واضحا كوضوح الشّمس في رابعة النّهار وهو الدّين الوحيد الّذي لا يقبل اللّه دينا غيره، قال اللّه تعالى في كتابه العزيز( إنّ الدّين عند الإسلام) قال الشّخ عبد الرّحمن ناصر السّعديّ- رحمه اللّه –  أي الدّين الّذي لا دين سواه ولا مقبول غيره هو( الإسلام) وهو: الانقياد للّه وحده، ظاهرا وباطنا، بما شرعه على ألسنة رسله، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) فمن دان بغير دين الإسلام فهو لم يدن للّه حقيقة، لأنّه لم يسلك الطّريق الّذي شرعه على ألسنة رسله.

الإسلام عقيدة وضمير

قال الأستاذ الدكتور أمير عبد العزيز: الإسلام عقيدة وهي المثابة الأساسيّة لكلّ مسلم ينبثق عنها تصوّر المسلم، وهو تصوّر لا جرم ان يكون متكاملا لا يعتريه نقص أو لبس، وفيه من الوضوح والإحاطة ما يجعل الإنسان المسلم على غاية من الوعي والتّبصرة والرّضى، وشأن المسلم دائما أن يزخرف فيه الذّهن والتّفكير بتصوّر يضيء له الطّريق خلال رحلة الشّاقة في هذه الحياة ، وهو في ذلك يسير سيرا متوازنا مستقيما لا اضطراب فيه ولا تعثّر ولا تلجلج، ومن خلال التّصوّر الإسلاميّ يدرك الإنسان عظمة الخالق في نفسه، ليستشعر بذلك روعة الرّقابة اليقظة وهويجد أنّ اللّه يراه ‘ وأنّه ما من حركة ولا سكنة ولا نبسة إلّا واللّه معه فيها ، يسمعه ويبصره، ذلكم وهو الإحسان المتدفق اليقظة بتقوى اللّه.

وهو إحساس رائع سخيّ وفيّاض، يجعل من المسلم إنسانا رهيف الحسّ، بالغ اليقظة في الضّمير سواء مع نفسه أو مع الآخرين، ومن أشدّ ما تتحذلق به أفواه المفلسين التّافهين من سفه أن يقال: إنّ الإسلام لاشريعة فيه وذلك افتراء جاهل وسقيم، لا يجرؤ على التّقول به إلّا مضلّل مخدوع أو أفّاك دجّال مغرض، فإنّ من البديهيّات أنّ شريعة الإسلام من حيث سعتها وغزارتها ومرونتها من حيث خصبها وشمولها واحتوائها لكلّ قضايا الانسان حقيقة يعترف بها الخبراء في القانون والدّراسات الفقهيّة من غير المسلمين انفسهم.

اعترافات أهل العلم

إن أهل المعرفة من العالمين بالشّرائع والقوانين يقرّون إقرارا كاملا بأنّ الشّريعة الإسلاميّة إن لم تكن أعظم وأوسع شريعة عرفتها البشريّة فإنّها من السّعة والغزارة والخصب ما يمكنها من فضّ المشكلات والقضايا جميعا، فالإسلام من حيث شموليّته وسعته وإحاطته لا يذر قضيّة من القضايا جزئيّة كانت أو فر عيّة أو كليّة، وبهذا الأساس فإنّ نظام الإسلام يتناول شأن الإنسان كلّه وهو في ذلك يراعي كلّ تصرّف من التّصرّفات، صغيرة أو كبيرة، بل إنّه يراعي أخصّ ما للمرء من خصوصيّات مسلكيّة يمارسها مع نفسه أو مع الآخرين، فالإسلام على سبيل التّمثيل يراعي ما يدور في ذهن الانسان تجاه أخيه المسلم، ويراعي شأنه وهو ينهاه عن الأنانيّة والانكماش حول الذّات في أثرة بغيضة، ويراعيه في همسه المغتاب الّذي ينهش فيه عرض الآخرين حال غيابهم ويراعي الإسلام كذالك صفة المشي للإنسان حال سيره للصّلاة في المسجد فيمشي وسطا بين الإبطاء والخبب، ويراعيه كذالك في صفة الأكل لكي يقوم عن الطّعام وبه خصاصة دون امتلاء

ويراعي في حساب دقيق مع الصّميم من النّفس وهو يحذّر من الابتئاس أو الشّعور بالمضاضة لقدوم المولودة الأنثى لمجرّد أنّها أنثى كيلا يظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم مثلما يقصّ علينا القرآن في ذلك ، ولا يدع الإسلام بنظامه العظيم شيئأ من قضايا الأحوال الشّخصيّة كالمناكحات أو أحوال الأسرة أو الطّلاق أو أدب التّعامل بين الفرد وغيره أو الأحوال الجنائيّة كالقصاص في النّفس والجروح ونحو ذلك ، أو القضايا المدنيّة كالبيوع ونحوها، ولا يدع الإسلام شيئا من ذلك أو غيره من غير ان يغشاه بفيض التّشريع الكريم الملائم ، ذلك هو الإسلام الكبير الّذي تنطوي في بحره الدّنيا ليفيض على البشريّة بزاخر من الحلول وهي يرسي في الأرض قواعد الحق والخير والعدل، وفي ذلك دلائل القطعيّة الوثقى على أنّ هذا الدّين من صنع اللّه جلّ جلاله؛ هذا هو إسلامنا الّذي  نفتخرّ به ونعتزّبه ونعتقد أنّ ربّنا  لن يرضانا إلّا بالإسلام.

بعد نقل  آيات من الكتاب و كلام الدّكتور هذه هي النّتيجة 

1:   أنّ الإسلام هو الدين الوحيد المحفوظ بحفظ اللّه ورعايته ولا يمر بأزمة سواء كانت قديمة أو حديثة.

2:  الإسلام يكفيه شرفا وكرامة ان يكون منزلا من لدن حكيم عليم وعلى أشرف الخلق بواسطة أشرف الملائكة .

3:  أنّ الإسلام بعيد بعد المشرق والمغرب ما يدّعي به الكفّار والجهلاء ومن أثّرتهم بدكتاتوريّة الجهل والحماقة.

4: الإسلام هو الغقيدة الوحيدة الّتي تعبّد اللّه بها المسلمين والمؤمنين .

5:  ومن لم يذق طعم الإسلام والإيمان تجرّع الكفر والضّلال والنّفاع في الدنيا وسيجني عواقبها الوخيمة في الآخرة .

6: الإسلام هو المحتاج إليه ولا يحتاج أحدا ولهذا فلتمت الفئة القذرة العاديّة للإسلام وأهله بغيظها .

7: الإسلام هو الأمن والإستقرار والسّلام الشّامل العادل في كلّ نواحي الحياة البشريّة .

8: الإسلام أشرف دين وأعظمها الّتي علّمتها البشريّة جمعاء  اطلاقا ولا يتناطح في ذلك كبشان.

9: الإسلام دين رخاء والتّطوّر والتقدّم والإزدهار والتّربيّة الحسنة في المجتمعات والأفراد والمقدّسات ، ودين خفظ الخقوق  لذّويها .

10: الإسلام دين الوحدة والتّوحيد وحسن الجوار، وحفظ النّسل، وحفظ الدّماء والأموال ودين الرّحمة ولين الجناب، ودين صيانة وحفظ الفروج لا دين نهب واغتصاب في كلّ سبعة دقائق كما هي عادة الفرنسيّين.  

فيديو مقال الإسلام

أضف تعليقك هنا