انطفاء شمعتي

أثيث هي المشاعر التي طرقت بابي منذ أن تغذت روحي وبنت لنفسها كيانا تقطن فيه بيد أنه في معظم محطاتي كنت أجد أن ألم الفقدان قد بذ حتى آض عندي من خوف الحب عقدة. لحظات مريرة تجبر فيها على أن تتلذذ بالشوق و تذوق مرارة طعمه فتلهك غصة أبدية تنبهك أنك تهت عن دروب العودة. فما جدوى الفؤاد إن لم يخفق ولعة و تتيما ؟ ثم ما فائدة العين إن لم تبصر أديمك و غبطتك؟ (انطفاء شمعتي). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم خواطر).

الحزن والكآبة التي أعيشها

أسهم عدة طاردت سفينتي الصغيرة فكانت أحيانا تكدي الهدف فتتم سفينتي مشوارها و أحيانا تنتابه فتفقد شراعها  لتأخذني رياحها تارة نحو اليمين تارة نحو اليسار و تنتهي بقذفي وسط حرب الشوق و الزمن. لم أكن أدرك أن اليد التي كنت أمسك بها ستتركني يوما ما لكن سرعان ما وجدت نفسي تائهة داخل عالم الظلمات وبدران ما اختفت الصبية التمراحة التي كنت أتلمسها بين حين و آخر إذ أضحت عجوزا متقاعسة تنتظر انطفاء لهيبها و إحياء عنوان كتباها.

تشتت ذهني من شدة التفكير والاشتياق

انتظرت هدوء عاصفتي فتقطع قلبي إربا و جفت عيناي من كثرة البكاء ثم تشتت ذهني من شدة التفكير و الاشتياق… زدت الطين بلة فعوض أن تهدأ هاجت أمواجها ورضخت من عناء المقاومة و منه اشتعلت نيران اشتياقي من جديد و انثنت ذكرياتي… صدى صوتك و هو يهتف اسمي، ضحكتك التي زالت معها ضحكتي ثم كوني الذي زال عنه لونه و ملمحه. لم يعد هناك بعد بعدك و لم أعد أنا في مرساي المعتاد صرت مستعبدة الظمأ و أنا غارقة بين أمواجي حيث عم شلل خواطري و جوارحي و انعدم شعور دقاتي و أنفاسي.

يا ليت الماضي يعود

يا ليت الماضي يعود… يا ليت الدقائق التي كانت معك و بجانبك لم تنتهي… آه على زمن ذهب و لن يعود … آه , على من رحل و أخد معه كل شيء… آه آه آه يا قلبي الذي لم تعد موجود أساسا … إن تساءلت عن السبب فسيكون كفر ، إن تساءلت عن الطريقة سيكون تشاؤم و إن تساءلت عن القادم سيكون عدم توكل. فما العمل إذن ؟ أصبحت كالطائر المكسور الجناحين ، كم تمنيت أن أكون طائرا أو عصفورا فقد أصبحت و لكن بئس التمني.

جفَّ قلبي وأنا أشتاق

أنتظر الليل بفارغ الصبر كي أعد النجوم و أنام على نصل ذكراك فأدركت أنه ليس لليل لون. جف قلبي و أنا أشتاق ، جفت عيناي و هي تبكي، جف القلم و هو يخط و لكن عند التئام خطوطي فهمت أن الوقت وحده كفيل ببث الروح في كياني و أن القدر سيد الموقف.  فاللقاء لا يدوم كما يزور يعود و توجب على المرء ترتيب بعثرته و ترك الباقي ورائه و هذه مهمة على عاتقك وحدك فلتصنع قبل ركوبك لسفينتك قاربا للنجاة و تأكد أن آلامك هي زينة سفينتك فمحل ما تدسها ابن عليها خطوتك و اجعل منها محفزا فبعض الآلام تكمن حلاوتها في علتها و ليس في الشفاء منها.

بعد تعثُرك قم وانهض مرة أُخرى

أثناء تعترك ينتابك إحساس الفشل و الكآبة هذا الشعور إن واجهته ستدرك حينها  أنه لولاه لما انبثقت عظمتك الكامنة و لما سطعت براعتك … بالرغم من كل ما يخطر ببالك عند السقوط من احباط و كره كن دائم الايمان أن كل منا مبدع بطريقة ما فقط يكفي أن يعثر عليها. حفز نفسك و لا تتنازل أبدا فطريق خالية من الشوك لن تجعل منك كائنا متميزا متشربا للدروس و غنيا بالحكم… علاوة على أن تكرار السقوط يقويك و يصنع منك شخصا لا ينهزم من الوهلة الأولى.

و ها أنت ذا قد بدأت في جني الثمار فمن منا لا يعشق الشجاعة ؟ لكن قليل من يتمتع بها فلتغتنم و لتكن فريدا من نوعك.تذكر دائما أننا فانون و لسنا سوى تلاميذ داخل مدرسة الحياة…  إذن حاول النجاح قدر المستطاع في امتحانك لأنه باختصار لن تجد سواك منقذا فلتتمسك جيدا ، اختر الصواب و تحلى بالصبر و الأهم كن لربك عبدا شكورا و لنفسك  مأوى حنونا.

أضحينا تزامنا مع الأيام نفاجئ آلاف المرات بأخبار وفاة مرفوقة بأخبار ولادة. فكما سقطت ورقة ميلادنا البارحة ستذبل و تسود غدا و لكن السؤال الذي يطرح نفسه أ أنا مستعد للغد ؟ فما أجمل أن تضع رأسك على الوسادة و أنت مرتاح البال و صافي القلب مع الخالق.  و ما أجمل من رحل و ترك في قلوبنا كما هائلا من الحب الصادق و نقش مكانة غالية له جعلته حيا رغم مرور سنين على فقدانه. ثم ما أجمل أن تبصم بالخير و التقوى كي تجعل الأحياء تترحم على ذكراك.

فيديو مقال انطفاء شمعتي

أضف تعليقك هنا