لماذا القدس؟

إن الصراع على القدس ليس جديد على الشعوب او الديانات السماوية الثلاثة الإسلام و اليهودية و المسيحية فمنذ زمن طويل جدا كان هذا الصراع قائم لكن مع فترات من البرود وفترات يشتد بين هذه الديانات الثلاثة فمنذ ظهور الإسلام و ارتباط المسلمين با القدس باعتباره قبلة المسلمين للصلاة وعروج النبي محمد (ص) الى السماء اصبحت ذات قدسية لدى المسلمين. (الصراع على القدس).(اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم تاريخ).

تاريخ القدس

وعلى الرغم من التعقيد الشديد لهذه المدينة الذي يتجسد في وجود أربعة احياء في مدينة القدس القديمة وهو حي المسلمين الذي يوجد فيه المسجد الأقصى  وحي المسيحين الذي توجد فيه كنيسة القيامة ، فهي تقع في المكان الذي شهد موت السيد المسيح وصلبه وبعثه فوفقا للتقاليد المسيحية  فإن المسيح صلب في غولغوثا، وقبره في الكنيسة  وفي الحي اليهودي يوجد الحائط الغربي أو حائط المبكى الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان.

الصراع على القدس من قِبل المسلمين واليهود والمسيحين

ويعتقد اليهود أنه يوجد داخل هيكل سليمان قدس الأقداس، وهو أكثر المواقع قداسة لدى اليهود كما يعتقد اليهود أنه بقدس الأقداس حجر الأساس الذي خلق منه العالم حيث  مع وجود كل هذه الأماكن المقدسة لدى هذه الديانات الثلاثة حيث ان هذه الأماكن تمتلك قيمة روحية كبيرة جدا لدى هذه الديانات يزداد الصراع بين هذه الديانات من اجل السيطرة على اكبر قدر ممكن من ارض المدينة حيث تجسد هذه الصراع عبر عصور مختلفة وفتراة طويلة.

كيف تجسّد ذلك الصراع؟

حيث كان الصراع بين المسيحين و المسلمين على هذه المدينة يتجسد في ما يسمى با الحروب الصليبية او الحملات الصليبية من  أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 – 1291) وبعد تثبت قدم العثمانيين وسيطرتهم على الأراضي وبناء امبراطوريتهم  تمتعت القدس بهدوء نسبي مع استمر التعقيد في تركيبتها السكانية بين المسيحين و المسلمين و اليهود وعند مطلع القرن العشرين بداء اليهود للتخطيط و العمل الفعلي للهجرة الى مدينة القدس وخاصة من بلدان اوربا الشرقية.

عدد اليهود في القدس حسب كل عام

حيث كان نسبة اليهود في القدس عام 1918 من السكان 8% و ارتفعت نسبتهم في عام 1922 الى 11% وفي عام 1931الى  16%   وفي عام 1947 وصل العدد الى اكثر من نصف مليون يهودي حيث يشكلون من اجمالي عدد السكان في فلسطين 31%  وكان عدد العرب في فلسطين في عام 1947 مليونا و 293 الفا أي 66% من سكان فلسطين ان هذه الهجرة وزيادة عدد اليهود في ارض فلسطين مهد الطريق للإعلان عن إقامة دولة إسرائيل عام 1948 اشتعل فتيل الصراع من جديد على القدس ولكن هذه المرة بين العرب المسلمين و اليهود حيث استمرة هذه الحروب بين العرب المسلمين واليهود الذي استمرة قرابة  ال 75 سنة  تمثلة با  (6) حروب هي حرب الى 1948 حرب 1956 حرب 1967 حرب  ال 1973 حرب 1982 وحرب 2006.

بعد هذه الحروب بين الطرفين تبقى القدس معقدة با تركيبتها السكانية و محل نزاع بين الديانات السماوية الثلاثة حتى وان انتقل الصراع الى طاولات السياسية بعد فشل الحل العسكري ومنذ عام 2006 تحول النزاع و الصراع على القدس على طاولات السياسيين و الدبلوماسيين  ما زال التعقيد يرافق قضية القدس ومازالت جميع الأطراف  متشبثة في القدس و تدعي احقيتها تاريخيا في هذه المدينة على الرغم من التوصل الى اتفاق حل الدولتين الإسرائيلية و الفسلطينية حسب قرار الأمم المتحدة

وحسب تقسيم عام 1967 على الرغم من وجود اختلاف داخل فلسطين حول قرار حل الدولتين حيث ان حركة حماس ترفض قرار حل الدولتين وتبقى متمسكة با احقيتها بكامل الاراضي الفلسطينية وحركة فتح التي وقعت اتفاق سلام بزعامة ياسر عرفات مع إسرائيل عام 1993 والذي تم بموجبه الاتفاق على وجود دولتين مستقلتين وشعبين يعيشان جنبا الى جنب بسلام حيث يعتبر هذ الحل هو الأكثر مقبولية وخاصة من قبل المجتمع الدولي

لكن يعود الخلاف من جديد القدس لمن الإسرائيليون يتمسكون با  ان القدس ظمن الأراضي الإسرائيلية و الفلسطينيون يتمسكون با القدس عاصمة لدولة فلسطين ومازال الخلاف الى هذا اليوم على القدس في عام 2009 وبعد أن فشلت مفاوضات السلام مجددا، ألقى بنيامين نتانياهو خطابه في بار إيلان وأيد لأول مرة علنا فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وبعد ست سنوات من ذلك، وخلال الحملة الانتخابية، قال نتانياهو إن “الواقع تغير”. وهو يترأس حاليا إئتلافا حكوميا يهيمن عليه اليمين القومي المتشدد ودعاة توسيع الاستيطان المنادين بضم الضفة الغربية المحتلة من جهة ثانية، يشترط نتانياهو لقيام دولة فلسطينية اعتراف الفلسطينيين بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل وهو ما يرفضوه الفلسطينيون

ماهي البدائل؟

تفيد استطلاعات للرأي حديثة عن تراجع التأييد لحل الدولتين كحل للنزاع في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء  حيث أبدى 50% من الفلسطينيين معارضتهم له، وكذلك 41% من الإسرائيليين ويؤيد البعض، وأغلبيتهم في إسرائيل، إقامة دولة واحدة ثنائية القومية، يتساوى فيها الفلسطينيون والإسرائيليون أمام القانون. ولا يقدم هذا الخيار بعد حلا للمسألة الديموغرافية ولاختيار رئيس من هذه المجموعة أو تلك،

في حين تنادي أصوات عديدة بالحفاظ على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل لكن هل سوف يلتزم اليمين المتطرف في إسرائيل بهذا الاقتراح وهل سوف يلتزم الجناح المسلح الفلسطيني المتمثل بمجموعة من الحركات المسلحة على رائسها  حركة حماس بهذا الاقتراح والاهم من هؤلاء الأطراف هل هناك رغبة حقيقية ونسبة عالية من قبل الشعبين في التعايش السلمي بدون تفرقة عنصرية وبعد اكثر من 75 سنة من الصراع العسكري و الحروب على فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص واكثر من 25 سنة من التفاوض حول السلام تبقى قضية القدس و فلسطين معلقة ومعقدة بشكل يصعب التنبؤ بما سوف تؤول اليه ملفات هذه القضية المعقدة

فيديو مقال لماذا القدس؟

أضف تعليقك هنا