عندما نقول الفصول الأربعة البعض يخطر على ذهنه فصول السنة والبعض الآخر يأخذه الحنين لأيام الطفولة التي قضيناها في ثنايا عائلة مسلسل الفصول الأربعة .

عندما تتراجع الدراما السورية في السنوات الأخيرة، ونلاحظ تأثير الحرب على العائلات من تشتت بين أفرادها، نركض بلهفة لما يعيد لنا ذكريات الماضي وجمعات العائلة وترانا نهرب من الواقع ونختبئ في حلقات الفصول الأربعة.

فالفصول الأربعة لا نقصد فيها التغيرات في أيام السنة بل التغيرات التي حدث بعائلة “كريم ونبيلة”، وهذا المسلسل الذي يطرح بطريقة واقعية ملموسة قضايا اجتماعية يصورها بالبساطة دون التعقيد. تتناول الحلقات شرائح اقتصادية واجتماعية وفكرية لثلاثة أجيال تضم عدة أسر من الجدَّين حتى الأولاد والأحفاد.

أجيال مسلسل الفصول الأربعة

الجيل الأول: فهم كبار العائلة من الأب كريم الذي يعيش على الذكريات، والأم نبيلة رمز للأم المثالية، والعمة جميلة التي مهما كبُرت بالعمر تحب أن تحافظ على جمالها ورشاقتها.

الجيل الثاني: الذي يمثل طبقات اجتماعية متعددة فهو يتكون من بنات كريم ونبيلة وأزواجهم، فابنتهم فاتن وزوجها مالك الجوربار يمثلون الطبقة العليا البرجوازية، أما من يمثل الطبقة الكادحة مجدة وزوجها نجيب الذين يسعون في كسب لقمة العيش، وابنتهم شادية وزوجها الشاعر برهوم يمثلون الطبقة العاطلة عن العمل.

ومن أبطال الجيل الثالث زوج ابنتهم -الذي خطفها الموت مبكراً- المحامي عادل الذي يصور الواقع للمثالية ومن ساعده على ذلك ابنتهم ناديا العزباء.

الجيل الثالث: وهو جيل الأحفاد، أحفاد نبيلة وكريم، فهم يمثلون مرحلة المراهقة من تشتت وعدم الاستقرار العاطفي والنفسي، رامي من كرس نفسه للدراسة في ظل أن ابن خالته أضاع وقته بالسيارة ولفت أنظار الفتيات أما أخته مايا وابنة خالتها سوسو الذي يمضون وقتهم في المواضيع الساخرة والموضة. ومن الجيل الثالث الطفلة نارا.

قصة مسلسل الفصول الأربعة

يتميز ببساطة المواقف والحوارات السلسة ، التي تجعله لطيفاً وخفيفاً مناسباً للجلسات العائلية، ويتّبع المسلسل نظام الحلقات المنفردة التي تعطي للمشاهد في كل حلقة عِبرة وتوجيهاً أخلاقياً.

كما يقوم بعرض الترابط والتلاحم بين العائلة وكيفية حل المشكلات فيما بينهم، ويأخذنا الجانب والرومانسي الذي تعيشه سوسو التي أحبت ابن خالتها الذي يحظى بشخصية نرجسية ولا يلتفت اليها أبداً، كما أيضاً الحب يتجسد في شخصية شادية وزوجها برهوم وقصة حبهم وكفاحهم وأيضا نجيب وفي حلقة من الحلقات تكون زوجته مسافرة فيفيض بالشوق والحنين لها، لكن عند عودتها لم يظهر لها شوقه بل واجهها باللوم والعتب.

فالكاتب يريد أن يوضح فكرة في هذا المشهد أننا في طبيعتنا نحن البشر لا نفصح عن الشوق والحب إلا في حضرة الغياب فبذلك نفيض لوعة وحزن وحنين عند قفد أحد نحبه، فيؤكد هنا على أن نعبر ونفصح عما يدور في داخلنا.

كما وضح أن الإنسان الطيب هو الخاسر والأضعف وفي ذلك يقول نجيب لزوجته مجدة: “بس شو بدنا نعمل يا مجدة الدنيا هيك مقسّمة

يعني في ناس كبار بنص الدنيا، وفي ناس صغار مهمّشين ومنسيين يعني متلي ومتلك .. يعني .. بس نحن مناح، وإذا كنّا مهمشين، المهم نحن ناس طيبين ومنحب بعض، ومنرتاح لبعض، يعني الواحد شو بدو من الدنيا أكتر من هيك يا مجدة ؟”.

شخصيات مسلسل الفصول الأربعة

أبطال الجيل الأول:

• خالد تاجا بشخصية الأب “كريم”
• نبيلة النابلسي بشخصية الأم “نبيلة”
• هالة شوكت بشخصية العمة “جميلة”

أبطال الجيل الثاني:

• سلمى المصري بشخصية “فاتن”
• سليم صبري بشخصية “مالك جوربار”
• مها المصري بشخصية “مجدة”
• بسام كوسا بشخصية “نجيب”
• ليلى جبر بشخصية “شادية”
• أندريه سكاف بشخصية “برهوم”
• جمال سليمان بشخصية “عادل”
• يارا صبري بشخصية “ناديا”

أبطال الجيل الثالث

• رامي حنا بشخصية “مازن”
• رباب كنعان بشخصية “مايا”
• ميلاد يوسف بشخصية “رامي”
• ديمة بياعة بشخصية “سوسو”
• روعة السعدي بشخصية “نارا”.

ونحن بدورنا سوف نظل محكومون بالحنين للماضي الذي فُقد في زماننا هذا