ممارسات الاشراف التربوي في ظل تداعيات “جائحة كورونا” لتحفيز المعلمين نحو التعليم الإلكتروني

إعداد حنان الشوباصي (طالبة دكتوراه)

المقدمة

يواجه العالم بأسره أفراداً وجماعات انتشار واسع لوباء كوفيد “19“، وأطلق على هذه الحالة جائحة كورونا؛ لسرعة انتشاره وانعكاساته السلبية على كافة مناحي الحياة اليومية، حيث امتدت آثاره من الجوانب الصحية إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. وكرد فعل قامت المؤسسات التعليمية بمختلف دول العالم إلى التحول للتعليم عن بعد، أو التعليم الإلكتروني ، وأثبتت تجربة التعليم الإلكتروني أنها قادرة على سد الفجوة، ومثلت بديل للتعليم الوجاهي.

وعلى مستوى محافظات فلسطين الجنوبية، فإن انتشار هذا الوباء جاء متأخراً، فاستفادت المنظومة التعليمية الفلسطينية من تجارب الدول الأخرى؛ لكن تطبيق التعليم الإلكتروني يواجه صعوبات مختلفة، منها طبيعة خدمات الانترنت وتوفرها في البيئة الفلسطينية، إضافة إلى محتوى المقررات الدراسية، وفهم المعلمين للتعليم الإلكتروني، وضعف الإمكانات المتاحة لتطبيق التعليم الإلكتروني، فمن هذا المنطلق يبرز دور المشرف التربوي لتوجيه وتشجيع التعليم الإلكتروني من خلال ممارساته الإشرافية تجاه معلميه.

تعريف الإشراف التربوي

وأشار (السرحان، 2011م، ص 1730) إلى أن الإشراف التربوي عملية فعالة قادرة على تحسين نوعية التعلم والتعليم، في غرفة الصف، والإشراف في أرقى مستوياته ديناميكي وديمقراطي يتمتع بقيادة حيوية مستنيرة وعلمية، وهدفه الرئيس إدراك القيمة الكامنة لدى المعلمين، ومساعدتهم على استثمار ما يملكون في تحقيق أهداف التربية.

كذلك فإن الإشراف التربوي عملية مخططة منظمة تهدف إلى مساعدة المعلمين والطلبة على امتلاك مهارات تنظيم تعلم التلاميذ بشكل يؤدي إلى تقييم الأهداف التعليمية والتربوية (خلف الله، 2014م، ص 297).

وأشار (البابطين، 2012م، ص 648) إلى أن الإشراف التربوي نظام يهتم بكافة عناصر العمل التربوي، ويسهم في تحقيق الأهداف التعليمية، ويتضمن جهود وممارسات متلاحقة ومتسقة ببعضها لتقييم مجريات العملية التعليمية، وتقديم الإفادة حول سبل تطويرها وتعزيزها.

وفي ضوء ما سبق تستخلص الباحثة أن الإشراف التربوي يكرس جهوده لتسهيل العملية التعليمية، وعلاج مشكلاتها، ومتابعة وتقويم أداء المعلمين وممارساتهم الصفية؛ لأجل تحسين مخرجات العمل التربوي، وتحقيق أهداف التربية، لذا تسعى الدراسة الحالية للوقوف على ممارسات الإشراف التربوي في ظل تداعيات جائحة كورونا، ودوره في تحفيز المعلمين على تطبيق التعليم الإلكتروني.

حيث إن استخدام التقنيات والوسائط الإلكترونية الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم لم تعد ترفاً بل ضرورة فرضتها التطورات التكنولوجية الهائلة، وهو أسلوب أثر على دور المعلم والمتعلم، لأن مهاراتهم المطلوبة في التعليم التقليدي لم تعد كافية في التعليم الإلكتروني، وتفرض التغيرات المتسارعة على المعلمين مزيد من الجهود، وتطوير الذات (الرشيدي، 2020م، ص 142).

والتعليم الإلكتروني كمفهوم ظهر حديثاً؛ لكنه أثر على كافة عناصر العملية التعليمية، فظهرت مفاهيم: معلم المستقبل، والمعلم المعاصر، والمتعلم الإلكتروني، والمدرسة الإلكترونية، والكتاب الإلكتروني، والمرشد الافتراضي، والجامعة الافتراضية، والاشراف التربوي الإلكتروني، وجميها تسير في فلك التعليم الإلكتروني في عملية التعليم والتعلم (عطاره وكنساره، 2013م، ص 477).

كذلك يعد دور الإشراف التربوي محورياً في عمليات التربية والتعليم، فمنظومة الإشراف التربوي تعد حلقة الوصل بين أطراف العملية التعليمية، ويقع على عاتقه مساعدة المعلمين على حل المشكلات التربوية؛ وبظهور جائحة كورونا برزت للمعلم تحديات ومشكلات متعددة في استخدام التعليم الإلكتروني، أهمها اعتماد برنامج أو تطبيق يحاكي البيئة الفلسطينية ويتناسب معها، ثم تشجيع الطلبة على التفاعل مع هذه التطبيقات، وتحويل المادة العلمية إلى وسائط متعددة يمكن نقلها إلى الطلبة، وضمان تفاعلهم مع هذه الوسائط، ومتابعتهم لمهامهم المرسلة، وفي خضم هذه التحديات يبقى دور المشرف التربوي ذات طابع تحفيز وتشجيع للمعلم ليمارس قدراته التربوية من خلال التعليم الإلكتروني، وانطلاقاً من ذلك تسعى المقالة إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • التعرف إلى الإطار الفكري للتعليم الإلكتروني.
  • الكشف عن المتطلبات الأساسية لتطبيق التعليم الإلكتروني في مدارس محافظات فلسطين الجنوبية.
  • التعرف إلى دور الإشراف التربوي في تحفيز وتشجيع المعلمين على تطبيق التعليم الإلكتروني.
  • التوصل إلى توصيات من شأنها تعزيز ممارسات المعلم في بيئة التعليم الإلكتروني لمواجهة جائحة كورونا.

أولاً: مفهوم التعليم الإلكتروني

يعد التعلم الإلكتروني تطورًا طبيعيًا للتعلم عن بعد، والذي استفاد دائمًا من أحدث الأدوات التي ظهرت في سياق تقنيات هيكلة التعليم. ويعتبره كثير من المؤلفين جيلًا جديدًا من التعليم عن بعد، حتى عندما يشيرون إلى اختلافات كبيرة بين الاثنين (Sangra & Vlachopoulos & Cabrera, 2012, p. 146).

وهو عبارة عن دمج التقنيات في التدريس والتعلم. إذ إنه يمكّن الطلاب من التعلم بشكل فعال ولكن في نهاية المطاف، لا يزال المعلمون بحاجة إلى لعب أدوارهم وأداء مهامهم من أجل حدوث عملية التعلم (Samsuri, Nadzri, & Rom, 2014, p. 144).

وهو عبارة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عمليات التعليم المتنوعة لدعم وتعزيز التعلم في مؤسسات التعليم العالي، ويتضمن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كمكمل للفصول الدراسية التقليدية، والتعلم عبر الإنترنت أو خلط الوضعين (Abaidoo & Arkorful, 2014, p. 398).

وعرف بوسمان (Bosman, 2002) التعليم الإلكتروني بأنه إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسوب والانترنت، وتمكن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت وأي مكان (محمد، 2020م، ص 475).

وهو نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية عن طريق مجموعة من الوسائل والأدوات منها: الانترنت والحاسوب وأدواته وبرمجياته المعدة من قبل المختصين (حسين، 2020م، ص 380).

ويتضح من التعريفات السابقة أن التعليم الإلكتروني عبارة عن توظيف التقنيات الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم، ويمكن الطالب من الوصول إلى مصادر المعرفة بأي وقت وأي مكان، بمعنى أنه يكسر حاجزي الزمن والمكان، وينقل المعلومات والمعارف بسرعة فائقة، وهذا ما جعله بديلاً حقيقياً للتعليم الوجاهي في ظل تداعيات جائحة كورونا.

ثانياً: خصائص ومزايا التعليم الإلكتروني

التعليم الإلكتروني أصبح من الأدوات والأساليب التي تطبقها معظم الأنظمة التربوية؛ لأنه منحنى يستفيد من التقنيات ويوفر الوقت والجهد، ومن أهم مزايا التعليم الإلكتروني ما ذكره كل من (Khamparia, & Pandey, 2016; Abaidoo & Arkorful, 2014):

  1. المرونة: يستطيع المتعلم عبر الانترنت أن يعمل مع مجموعة كبيرة من المعلمين وغيرهم من الأساتذة في مختلف أنحاء العالم، في أي وقت يتوافق مع جدول أعماله، في المنزل أو في مقر العمل أو أي مكان يسمح له فيه باستعمال الانترنت.
  2. مراعاة حالة المعلم: يوفر للمتعلم إمكانية اختيار السرعة التي تناسبه في التعلم.. كما يسمح له باختيار المحتوى والأدوات التي تلائم اهتماماته وحاجاته ومستوى مهاراته.
  3. يعزز المشاركة: تؤكد نظريات التعلم المعزز للمشاركة على أن التفاعل البشري عنصراً حيوياً في عملية التعليم حيث يوفر التعليم الالكتروني المتزامن مثل هذه المشاركة عبر الصفوف التعليمية الافتراضية.
  4. أقل كلفة: توفر خدمة التعليم الالكتروني الفوري عبر الانترنت على المتعلم مشقة الانتقال إلى مركز تعليمي بعيد، ما يعني أنه سيوفر كلفة السفر ويكسب مزيداً من الوقت.
  5. يعزز التعلم الإلكتروني كفاءة المعرفة والمؤهلات من خلال سهولة الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات.
  6. يحفز التعلم الإلكتروني الطلاب على التفاعل مع الآخرين وكذلك تبادل وجهات النظر المختلفة واحترامها. ويسهل التعلم الإلكتروني التواصل ويحسن العلاقات التي تدعم التعلم.
  7. يأخذ التعلم الإلكتروني دائمًا في الاعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين.
  8. يساعد التعلم الإلكتروني في تعويض ندرة المعلمين، بما في ذلك المدربين أو المعلمين وكذلك الميسرين وفنيي المختبرات وما إلى ذلك.

يتضح من عرض خصائص التعليم الإلكتروني أنه يتعاطى بمرونة من الظروف؛ وبالتالي فإنه الحل الأمثل لظروف جائحة كورونا، ويدعم قدرات المعلمين والمتعلمين التقنية، ويراعي حالة المعلم، وتكلفته في المتناول، ويعزز التواصل بأي وقت وأي مكان، وهو تعليم لأجل الظروف الطارئة؛ لأنه أسهم بشكل كبير في نقل المحتوى المعلوماتي للطلبة في ظل جائحة كورونا.

ثالثاً: متطلبات تطبيق التعليم الإلكتروني بالمدرسة الفلسطينية

تختلف متطلبات التعليم الإلكتروني حسب توجه المؤسسة التعليمية؛ حيث يمكن أن تعتمد على برمجيات مختلفة وأدوات متعددة، ولكل من هذه الأدوات متطلبات خاصة، كما تختلف هذه المتطلبات من مجتمع لآخر حسب الإمكانات المتاحة، وفي الحالة الفلسطينية فإن أهم متطلبات التعليم الإلكتروني تتمثل بما أشار إليه (العمري والرفيعي والخطيب، 2016م، ص 43) على النحو التالي:

  • بنية تحتية للتعليم الإلكتروني؛ تتمثل بالحاسبات والشبكات والبرامج والمختبرات.
  • الدعم الفني والصيانة وخبراء لحل مشكلات التعليم الإلكتروني وتقديم الاستشارات.
  • المهارات التقنية عند العاملين في المؤسسة التعليمية.
  • مهارات الطلبة في استقبال المادة التعليمية إلكترونياً، وتعاملهم مع المحتوى.
  • صياغة المقررات الدراسية لتتناسب مع التعليم الإلكتروني.
  • سياسات جديدة للتعامل مع المعلمين والطلبة.
  • أساليب تقويم تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
  • إدارة مناسبة للتعليم الإلكتروني.

وأوردت (الجرف، 2001م، ص 158 – 159) أنه للانتقال من التعليم التقليدي إلى الإلكتروني فإنه يتطلب ما يلي:

  • تعديل سياسات التعليم، بحيث تجعل من التكنولوجيا أداة أساسية في العملية التعليمية التعلمية.
  • تشكيل لجنة تتولى تطوير البرمجيات، والمناهج لدعم استخدام التعليم الإلكتروني.
  • فهم واقع التكنولوجيا المتوفرة للمؤسسة التعليمية.
  • وضع خطة لدمج التكنولوجيا بكافة مناحي العملية التعليمية.
  • وضع خطة زمنية للوصول إلى التعليم الإلكتروني.
  • تخصيص موازنة مناسبة للتعليم الإلكتروني.
  • إنشاء بنية تحتية تكنولوجية.
  • تدريب المعلمين والطلبة على أدوات التعليم الإلكتروني.
  • الاستفادة من نتائج البحوث المتعلقة بالتعليم الإلكتروني.
  • توفير الدعم الفني اللازم من صيانة وتحديث بشكل مستمر.

رابعاً: دور الإشراف التربوي في تفعيل التعليم الإلكتروني

يمثل الإشراف التربوي مجموعة متكاملة من الجهود التي تبذل لتحسين العملية التعليمية وتطويرها؛ من خلال مساعدة المعلمين على النمو المهني، وإطلاق قدراتهم الكامنة، وحل مشكلاتهم، والاهتمام بمختلف عناصر العملية التعليمية التعلمية، من معلم ومتعلم ومناهج وإدارة وبيئة تعليمية وتسهيلات مدرسية (إبراهيم، 2016: 320)، وبالتالي فإن الاشراف التربوي يعمل على تنظيم ومتابعة العمل التربوي من أجل تحقيق أداء أفضل، وتحقيق أهداف التربية. ولقد تطورت منظومة الإشراف التربوي، من نظام التفتيش، والمراقبة وتصيد الأخطاء، إلى عملية توجيه وتعاون مشترك بين المشرف والمعلم، وتم إشراك مدراء المدارس في عمليات الإشراف التربوي، وأخيراً برز الإشراف التربوي القائم على الجودة والذي يهتم بمساعدة المعلم على مواجهة مشكلاته التعليمية، والوصول إلى خدمات تعليمية ذات جودة عالية للطلبة.

ولأهمية الإشراف التربوي في إطار المنظومة التربوية فإن هناك عدد من المؤتمرات والدراسات التي أكدت على أهمية تطوير أدواته وسياساته وأساليبه، حيث أكد (أحمد، 2009م، ث 218) على أهمية أن يواكب الإشراف التربوي التغيرات الكبيرة لمواجهة تدفق المعلومات، والتعامل مع تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، والاستفادة منها. وأشار كل من (عبيدات وأبو السميد، 2007م، ص 123) إلى ضرورة توظيف كافة الإمكانات اللازمة لتحقيق جودة الإشراف التربوي، لأن أساليب وأنماط الإشراف تنعكس مباشرة على تحقيق أهداف التربية. وفي ظل جائحة كورونا يقع على عاتق الإشراف التربوي ممارسة مهامه الأساسية والتزام مسؤولياته الإشرافية، إضافة إلى تشجيع التعليم الإلكتروني، وتوفير الأدوات اللازمة لتطبيقه، وتيسير إجراءات التطبيق على المعلم، وقد يكون الإشراف التربوي الإلكتروني أحد أدوات مواجهة جائحة كورونا، نظراً لمتطلبات التعامل عن بعد، أو متطلبات وإجراءات السلامة والوقاية.

حيث أوردت (قاسم، 2013م، ص 4) بأن التطورات وتطبيقات التعليم الإلكتروني بحاجة إلى مشرف يمارس الإشراف التربوي الإلكتروني، وأن هناك حاجة إلى بيئة غنية بالمصادر مثل تلك التي توفرها البيئة الإلكترونية، خاصةً في ظل التطورات التي طرأت على فلسفة التربية وأهدافها.

ويعد الإشراف التربوي الإلكتروني عملية فنية قيادية إنسانية شاملة، غايتها تطوير العملية التعليمية والتربوية بمحاورها وعناصرها المختلفة من أجل تحسين ظروف التربية والتعليم، ورفع مستوى فاعليته، وتحقيق أهداف المدرسة، وذلك باتباع طرق تقنية وتكنولوجية (McCabe, et. al, 2009, p. 14).

ما هو الاشراف التربوي الإلكتروني؟

والإشراف التربوي الإلكتروني نمط إشرافي يقدم أعمال ومهام المشرف التربوي عبر الوسائط المتعددة على الحاسب الآلي أو شبكات الانترنت إلى المعلمين والمدارس بشكل يتيح لهم إمكانية التفاعل النشط مع المشرف بصورة متزامنة أو غير متزامنة، مع إمكانية إتمام هذه العمليات في الوقت والمكان والسرعة التي تتناسب ظروف المشرف والمعلم (الشمري، 1429ه، ص 11).

كما ينظر للإشراف التربوي الإلكتروني بأنه نمط وممارسات إشرافية تعتمد على الوسائط الإلكترونية من خلال الحاسب الآلي، وشبكة الانترنت في الاتصال بين المشرفين والمعلمين، وبين المشرفين والمؤسسات التعليمية لتبادل المعلومات والخبرات فيما بينهم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة (الصائغ، 2018م، ص 87).

ومن خلال ما سبق ترى الباحثة أن الإشراف التربوي الإلكتروني هو نمط إشراف تطوري، بحيث يتم تناقل وتبادل المعلومات بين المعلم والمشرف والمؤسسة التعليمية عبر وسائط تكنولوجية، لكن في الحالة التي تبحث فيها الباحثة فإنه يتماشى مع متطلبات التعليم الإلكتروني، وهو أداة وأسلوب يمكن توظيفه لتواصل المشرف مع المعلم في ظل جائحة كورونا، وإجراءات السلامة والوقاية المتبعة.

فيمكن للمشرف أن يخصص من وقته ليضع المعلم على مستجدات العمل التربوي، وطرق وأساليب التطبيق، وطبيعة المرحلة التي تواجه المؤسسات التعليمية.

ويقع على عاتق المشرف التربوي في ظل جائحة كورونا تقديم المشورة والارشادات والتوجيهات للمعلم، ليكن قادراً على ممارسة مهامه ووظائفه في الظروف الاستثنائية، وتشجيعه على استخدام التطبيقات والبرمجيات التعليمية، ويمكن للمشرف التربوي أن يقوم بتقييم أداء المعلم من خلال فحص ومراجعة الوسائط التي يعتمدها المعلم في تواصله مع طلبته، وتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها المعلم في التعليم الإلكتروني.

كذلك فإن المشرف التربوي يقع على عاتقه متابعة تفاعل المعلم مع طلبته، ومدى نجاحه في تقديم المحتوى المعلوماتي اللازم.

الخلاصة:

الإشراف التربوي مهمة فنية وإنسانية وقيادية، ويقع على عاتق المشرف التربوي ممارسة مهامه في دعم وتشجيع المعلم، كذلك فإنه الجهة الخاصة بتسهيل إجراءات التعليم الإلكتروني، وتشجيع المعلم على ممارسة التعليم الإلكتروني، وتذليل التحديات التي قد تواجه المعلم في ظل جائحة كورونا، وعلى المشرف التربوي أن يقوم بتقييم أداء المعلم في التعليم الإلكتروني، ورفع مهاراته التقنية، ويلجأ المشرف التربوي إلى اتباع أنماط إشرافية إلكترونية لأنها تتماشى مع الظروف الحالية، كما أنها تساعد على نجاح التعليم الإلكتروني، فالتعليم الإلكتروني بحاجة إلى إشراف تربوي إلكتروني، لتوافق الأدوات، وأنماط الاتصال.

بالإضافة إلى أن الإشراف التربوي الإلكتروني يجعل المعلم والمشرف والمؤسسة التعليمية على تواصل مستمر لأجل نجاح المؤسسة التربوية، وتحقيق الأهداف.

التوصيات:

في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من استنتاجات توصي الباحثة بالتالي:

  • اعتماد التعليم المدمج في المدرسة الفلسطينية؛ حتى بعد جائحة كورونا، لمواجهة الظروف الاستثنائية.
  • الحفاظ على سير العملية التعليمية في ظل ظروف جائحة كورونا؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الصحة بالنسبة للمعلم والطالب ولكافة أفراد المجتمع.
  • أن يطور المشرف التربوي ممارساته الإشرافية لتتفق مع ظروف جائحة كورونا، ولتتفق مع متطلبات التعليم الإلكتروني.
  • دعم المعلم بوسائط تعليمية يمكنه الاستناد إليها عند تصميم دروسه الإلكترونية.
  • نشر ثقافة التعليم الإلكتروني بين أفراد المجتمع الفلسطيني لما لها من تأثير في نجاح تجربة التعليم الإلكتروني.

قائمة المصادر والمراجع

أولاً: المصادر والمراجع العربية

البابطين، عبدالعزيز عبدالوهاب. (2004م). اتجاهات حديثة في الاشراف التربوي. الرياض: جامعة الملك سعود.

الجرف، ريما سعد. (2001م). متطلبات الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني. المؤتمر الثالث عشر للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، بعنوان: مناهج التعليم والثورة المعرفية والتكنولوجيا الكبرى – جامعة عين شمس، القاهرة، (ص: 157 – 170).

حسين، كواكب محمود. (2020م). توظيف التعليم الإلكتروني في إثراء التجربة اللغوية لطلبة كلية التربية ابن رشد. المجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية. م(4)، ع(15)، ص: 377 – 396.

خلف الله، محمود إبراهيم. (2014). تصور مقترح لتطبيق الإشراف التربوي الإلكتروني على الطبة المعلمين بكلية التربية جامعة الأقصى. مجلة جامعة الأقصى، م(18)، ع(2): 287 – 315.

الرشيدي، بندر عبدالرحمن. (2020م). أثر التعلم الإلكتروني في تحسين مهارات التعلم الذاتي لدى طلبة تقنيات التعليم والاتصال في جامعة حائل. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية. م(28)، ع(1)، ص: 141 – 161.

السرحان، خالد. (2011م). نمط الإشراف التربوي في مديريات التربية والتعليم في محافظة المفرق من وجهة نظر المعلمين والمعلمات. مجلة دراسات العلوم التربوية، م(38)، ع(ملحق 5): 1730 – 1739.

الشمراني، محمد. (1429ه). الإشراف الإلكتروني: مفهومه وأهدافه وإجراءاته التطبيقية. ورقة عمل مقدمة في لقاء مديري إدارات الإشراف التربوي بمحافظة الأحساء بتاريخ: 2/ ربيع أول/ 1429ه. المملكة العربية السعودية.

الصائغ، عهود خالد. (2018م). واقع استخدام الإشراف الإلكتروني في رياض الأطفال من وجهة نظر المشرفات التربويات والمعلمات بمدينتي مكة المكرمة وجدة. مجلة العلوم التربوية والنفسية: المجلة العربية للعلم ونشر الأبحاث. م(2)، ع(29)، ص 84 – 101.

العمري، مناهل مصطفى والرفيعي، افتخار محمد والخطيب، انتصار محي. (2016م). واقع ومتطلبات وسائل التعليم الحديثة: التعليم الإلكتروني. مجلة الدنانير. ع(9)، ص: 37 – 56.

القائم، رشا راتب. (2013م). واقع استخدام الإشراف الإلكتروني في المدارس الحكومية من وجهة نظر المشرفين التربويين في شمال الضفة الغربية. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة النجاح الوطنية بنابلس.

كنسارة، إحسان وعطار، عبدالله. (2013م). الجودة الشاملة في التعلم الإلكتروني. مكة المكرمة: مؤسسة بهادر للإعلام والتطور.

محمد، بشرى ياسين. (2020م). معالجة مشكلات تعلم الطلبة من خلال استخدام التعليم الإلكتروني. المجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية. م(4)، ع(15)، ص: 471 – 486.

ثانياً: المصادر والمراجع الأجنبية

Abaidoo, N., & Arkorful, V. (2014). Adoption and effective integration of ICT in teaching and learning in higher institutions in Ghana. International Journal of Education and Research, 2(12), 411-422.‏

Khamparia, A., & Pandey, B. (2016). Threat driven modeling framework using petri nets for e-learning system. SpringerPlus, 5(1), 446 – 462.‏

McCabe, L. et. al. (2009). School Climate: Research, Policy, Practice and Teacher Education. Teachers College Record. Colombia University.

Samsuri, N. N., Nadzri, F. A., & Rom, K. B. M. (2014). A study on the student’s perspective on the effectiveness of using e-learning. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 123, 139-144.‏

Sangrà, A., Vlachopoulos, D., & Cabrera, N. (2012). Building an inclusive definition of e-learning: An approach to the conceptual framework. International Review of Research in Open and Distributed Learning, 13(2), 145-159.‏

بقلم: أ. حنان الشوباصي

أضف تعليقك هنا