بين الأيام وبيننا

يين الأيام وبيننا رحلة طويلة غريبة ومثيرة تحمل في طياتها الكثير لنا من مفاجآت الأيام التي نجد أنفسنا مراراً لا ندرك عن تفاصيلها أي شيء وأي معنى سوى أننا نخوض تلك الرحلة الغامضة بالشكل الذي نسعى دائماً لجعله أفضل بأقصى ما يمكن ، ولكن !! ما حكاية تلك المنعطفات التي نَمرُ بها فتجبرنا طوعاً وكرهاً على الإنعطاف بعيداً عما نريد وعن من نُحب رغم محاولاتنا المتتالية. (رحلة الحياة). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم خواطر).

رحلة الحياة

 رفض ذلك الخيار الذي ولد أمام أعيننا كحقيقة مكتوبة لا يمكن لنا تغييرها مهما حاولنا ذلك . يغمرنا الضعف ويمتلكنا الإنكسار بقبضته بعد أن نجد أنفسنا في ذلك الطريق الطويل والمضني الذي لن ولم نرغبِ بهِ يوماً بذلكَ المجهول الذي يحفُ جانبي الطريق المُقفر تارةً والمُزهرِ تارةً أخرى وكأنما يترفقُ ويرافقُ بخطواتنا التي أنهكها طول المَسير وهو يهمس لها:

الرحلة المجهولة المصير والأقدار

“إستريحي قليلاً” فالرحلة ما زالت طويلة وما زلتِ تجهلين عني الكثير ، ففي هذا الطريق الذي تمضين به ما توقعتهِ يوما وما لم تتوقعينه وأرجوا لكِ أن تدركِ ما يتوجب عليكِ القيامُ به .تجبرنا همسته للوقوف بعد أن نال منا تعبُ الطريق أشده لنتسائل عن الحل ، نردد في أعماقنا الآف المرات ما الحل.

إذاً في هذهِ الرحلة المجهولة المصير والأقدار والتِي بتنا ندرك حقاً أنه من غير الممكن لها أن توافقَ مَا نُحب ومن نُحب !!ما دام الأمر ليسَ بهذهِ السهولة والبساطة ، وما دام المرور سيكلفنا هذه الكوارث  كلها إذاً علينا أن نُغير شيئاً ما في أنفسنا وليس بتلك الصورة الجميلة والبريئة التي رسمناها حين كنا صغاراً بالأمس ، أليس كذلك؟

كيف رسمنا المستقبل في مخيلتنا؟

رسمنا في طفولتنا المستقبل على أنه شمس لن يتلوها ظلام ولونَّا السماء الصافية بالأزرق والابيض إذ كنا ننشد السلام لحياتنا القادمة والمنتظرة التي رسمناها دون الآم بنجومٍ متلألأة في سماء الأحلام ولم ندرك في طفولتنا !! أن الصورة الحقيقة ليست كتلك الصورة التي تراءت لنا كأجمل منام ، وأن البشر ليسوا دائماً أشراراً أو أخيار ، وأن الحياة ليست دائماً ليلا أو نهار ، لطالما زارتنا الخيبةَ بلا موعدٌ ولا استئذان ولطالما كانت الحياة وستبقى مدرسة كبيرة ليس لعلومها ومعارفها نهاية مهما طال العمر بنا أو قصر ففي النهاية سنقرُ جميعا بالنتيجة الحتمية حين تسألنا إن نحنُ أدركنا جميع تلك المصاعب التي مرت بنا .

هل تأتي الأقدار كما رسمنا لها؟

نعم أدركنا أن الفقد له أسرار لم نعرف عنها ، ومضينا في هذه الرحلة على اختلاف السنين والزمان والمكان والظرف والأحوال بانتظار الأقدار التي خُبئت لنا أولاً وباختياراتنا ثانياً التي قد تكون قسراً  علينا في أغلب الاحوال إلا أن ذلك لا يغير في حقيقة الأمر من شيء ولا في الرحلة ولا في طول الطريق أو قصره ذلك لأن الحقيقة لا تأتِ بما تشائه الأهواء بل تأتِ مغايرة لتوقعاتنا لترشدنا إلى الطريق الصحيح إن نحنُ أدركنا ذلك ،
إن نحنُ ترجمنا كل الرسائل السابقة إلى عنوان أوحد يتفق عليه جميع المارون على هذه الطرق العابرة على اختلاف أعراقهم وأنسابهم وإنتمائاتهم ودون أن نكرر دائما ما نفعله دائماً بعابري الطريق الذين يقاسون الألم مثلنا وحقيقة أننا مررنا بهذا الطريق كي يعين أحدنا الآخر يشد يده يربت على كتفه يوصيه بالصبر على الطريق حيث الوجهة التي لن يصل إليها في النهاية إلا من راعى حرمة الطريق وأدرك ماهية الرسالة  في تلك الرحلة وفي ذلك الطريق.

فيديو مقال بين الأيام وبيننا

أضف تعليقك هنا