دوائر وخطوط البساطة

مظاهر البساطة وحدودها

مما يلاحظ ميل الكثيرين للأشكال الهندسية شكلاً ولفظاً مثل ما يظهر خلال الحوارات والمناقشات من أمثلة ذلك إطلاق مسميات مثل: (دائرة الراحة، ومربع العمل، وخط الاستواء، وخطوط الطاقة، ومنحنى الإنتاج، وسهم البورصة، وتعرج المحور… وقد يكون عند الشرح أيضاً كلما زادت هذه الأشكال أعطتنا ثقة، ونحسبها أيضاً جودة وتبسيط للشرح مفهوم أو طريقة، وقد يزيد البعض بأن تكون شيئاً أساسياً من لغته الجسدية بحيث يكون كثير الحركة والتشبيه بل يقوم بالرسم على الطاولة أو الفرش، وتكون هذه طريقته وما يعتقد أنها تميزه… وهنا مكمن الالتباس من خلط ودمج الأدوات بالمفهوم، أو بالرسالة، أو الفكرة المراد توصيلها أو توضيحها حتى يعتقد أنها جزء منها، ومن المؤسف أيضا أن تكون حياة البعض هي كذلك شكل هندسي ومقاسات أي يميل للمنطقية بتطرف، وتكاد تخلو حياته من الروحانيات والخيال والابتكار مع إيمان ضعيف بها  ومجاملة للمنصتين، وقد يسميها كمخرج التفكير خارج الصندوق؛ لأنه مجازا هو من صنع صندوقاً، وهندسه، ومن ثم عاش فيه، قال تعالى: (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) وأيضا وقوله تعالى في الهداية والوضوح: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ). مقال يتحدث عن مظاهر البساطة وحدودها ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن قضايا اجتماعية من هنا.

من بعض مظاهر البساطة في الرسائل (الإيميلات)

ومن خلال عملي كانت ترسل رسائل (إيميلات) طويلة من البعض وبعد قراءة الإيميل تكون الفكرة الرئيسية إما في البداية أو النهاية، وتكون في كثير من الأحيان عبارة صغيرة ولا حتى ترقى لجملة كاملة ..؟! بل كان البعض ينسخ الإيميلات والرسائل السابقة من غير داعٍ أو ضرورة تستلزم ذلك ويضيفها للرسالة، ولا أريد أن أخوض في تحليل هذه الشخصيات، ومدى ما تحدثه من هدر ذهني ومادي وللأوقات…

من بعض مظاهر البساطة في الفكرة

يقول إلبرت أينشتاين: “ينبغي أن نبسّط كل شيء بقدر الإمكان، ولكن دون أن نفرط في تبسيطه” وضوح وتبسيط الفكرة كانت من عند فرد لأقرنائه أو مدير لمرؤوسيه أو مدرس لطلابه أو مدرب لمتدربيه أو من أم أو أب لأبنائه هي الأساس وعليه يبنى الاستيعاب، ومن ثم الممارسة و النتائج. وقال الرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – «تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ”.

ما بين البساطة والتعقيد

نعم لنقل أن هذه الأدوات التوضيحية والتحليلية والأشكال الهندسية قد تكون لاستخدامك الشخصي حتى تفهم وتحلل ولكن طرحها للآخرين  وأخذها كنمط حياتي تتشكل معه معضلة يقول روبن شارما المفكر المعروف :“لا تتغاضى أبدا عن قوة البساطة” فعليك هنا أن يكون ما تنتج واضح وبسيط وهذا هو مقياس الاستيعاب والطرح والتميز لفكرك وعقلك وهو ما تميل له الفطرة السليمة وترتضيه، ومن جهة أخرى في هذا العصر الدافق بالمعلومات والمراسل المبادل للأفكار بين المجتمعات بتسارع هائل ينبغي أن يتواكب بل أن نتجاوز للتالي ونتقدم فالإسهاب و التضخيم ورفع مستوى الأهمية لمختلف الأمور و تعقيدها مرتع للتخلف والتأخر وقد لزمام المبادرة والإبداع في سباق الأمم والمجتمعات للتقدم والرخاء وهذا ما هو مشهود ومعروف من خلال نظرة تأملية وتحليلية للواقع.

فيديو مقال دوائر وخطوط البساطة

أضف تعليقك هنا