علم اللغة التعليمي

بقلم أ.د. صباح علي السليمان/ جامعة تكريت

ما المقصود بعلم اللغة التعليمي؟

يعدُّ علم اللغة التعليمي فرعاً من فروع اللسانيات التطبيقية ويطلق عليه (اللسانيات التعليمية، وعلم اللغة التربوي، وعلم تعليم اللغات) ويهتم بالوسائل التعليمية التقنية التي تساعد الطالب والمعلم على إنجاح المهمة التعليمية مثل النطق والقراءة والاستماع.

مجالات علم اللغة التعليمي

“فالتعليميات (تتعلق بكل مواد التعليم دون استثناء)، و(تعليمية اللغات) فعل تعليم اللغات والنظر فيه على ضوء كل الاختصاصات القريبة من مجالات التعليم، واللسانيات التعليمية (تطبق وتمارس درسها بكل طاقاتها من قريب أو بعيد على ذلك النظر، أي النظر على كلّ الاختصاصات القريبة من مجالات التعليم، واللسانيات في المقام الأول (تعليمية اللغة العربية في مرحلة ما بعد التمدرس/بوفروم رتيبة).

خصائص وميزات علم اللغة التعليمي

وهو علم حديث له مساع كثيرة ، وهي : الاعتماد على المقاربة التواصلية في تعليم اللغات فقد جعل المعلم قادراً على التواصل باللغة مع إكسابه ومنحه القدرة التواصلية التي يحتاج إليها في مراحل نموه ، والإظهار تعثرات المتعلم في اللغة العربية وتشخيص طرائق علاجها، وتوسيع العرض اللغوي أمام المتعلم لغاية تنمية مهارة السماع والاستماع والتواصل والاعتماد على وضعيات تعليمية مساعدة على التعليم الذاتي، ومحفزة على بناء المعرفة اعتماداً على قدرات وخبرات المتعلم المكتسبة، والاهتمام بالتواصل الشفهي من خلال استثمار الجوانب المرتبطة بالاستماع والتحدث اعتماداً على الحكايات والنصوص السردية (مقال/ محمد بن عمر ).

تطور علم اللغة التعليمي 

تطور هذا العلم على يد الفيلسوف التشيكي كومينوس من خلال كتابه التعليمية الكبرى الصادر سنة 1632م . ثم تطور على يد العالم ماكاي، وبعدها تطورت التعليمية إذ شملت اكتساب المعارف والكفاءات على عكس علوم التربية، وكذلك ترتبط التعليمية بسلوكيات المعلم والمتعلم، وعلى هذا المنوال فالتعليمية تتفاعل مع (المحتوى والمعلم والمتعلم والأهداف والطريقة) وأضيف إليها ولي الأمر (تعليمية اللغة العربية في مرحلة ما بعد التمدرس /بوفروم رتيبة )

عناصر اللسانيات التداولية  

وللتعليمية دراسات نظرية وتطبيقية، ومن الدراسات التي طبقت التداولية واعتمدت على (المرسِل) أي المعلم وهو أنْ يمتلك الكفاية التواصلية من معلومات وكيفية استعماله للغة، وهذا يكون عن طريق استحضاره المعاني والألفاظ في الذهن، وكفاءته العلمية، وامتلاك الكفاءة اللغوية، وتقويم الرسالة، والتحلي بأدبيات المعاملة، وامتلاك كفاية التجدد العلمي. أمَا (المتلقي) فهو المتعلم وعليه أن يمتلك المهارة اللغوية والقدرة على التحليل والتركيب، وحسن الاستماع، ورؤية المتلقي للمرسل، والرغبة على الإقبال على التعلم والاستفادة منه، في حين يخصص (الخطاب) بين المعلم والمتعلم على عدة أمور وهي مراعاة أحوال المخاطب، وعدم التناقض في القول والدقة في التعبير، والبناء المحكم، والحجاج والبرهنة، ومطابقته للحال التي يستخدم فيها بين المتكلم والسامع، ومن عناصر التداولية أيضا (القناة) وهي الوسيلة التي تنتقل فيها إشارات النظام أثناء عملية التواصل وتتكون من صنفين الأول الصوت والأذن، والثاني الكلام المستعمل كالهواء والنظر والوسائل المادية. وفي الأخير (المقام) وهو مهم للمعلم لإنتاج خطابه، أمَّا المتعلم فيساعده على التأويل الجيد للخطاب والوصول إلى ما قصده المتكلم من مقامات الفرح والحزن والاهتمام والاستهزاء. (اللسانيات التداولية واثرها في تعليمية اللغة العربية / شيباني الطيب). إذن فاللسانيات التعليمية تساعدنا في الاستفادة من الحركة الرقمية الواسعة اتي يشهدها العالم للوصول إلى أنظمة الدول المتقدمة في كافة الشؤون الحياتية. ونستطيع أن ننشئ جيلاً متعلماً ذا تطور علمي. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم أ.د. صباح علي السليمان/ جامعة تكريت

أضف تعليقك هنا