“لن أدمر البشر”.. ثورة صحفي وروبوت يدعي المهنة

سيدي الروبوت، أنت كاذب، ومن صنعك وضع السم لأبناء إنسانيته لهدف في نفسه، وحجج واهية، وكأنه بذلك يخدم البشرية، بل وكأنه تماثل حالة نوبل وندمه على تدمير البشرية فوهب ماله بجائزة لا يقبلها عاقل، صحيح أنها تخدم العلم، لكن لم تخدمه هو.

من هو روبرت أوبنهايمر؟

هو الذى يعرف في حوليات التاريخ الأميركي بأنه “أبو القنبلة الذرية”، وابتكارها بعد ندم أينشتاين على اختراعها، فلم يُشارك فيها، ليفتخر أوبنهايمر المهتم بالحركة النووية والروحانية الهندوسية، مُمهّداً بحثه لنشوء ما يُعرَف اليوم باسم «الثقوب السوداء»،

حين اندلعت الحرب العالمية الثانية، صبّ تركيزه على اختراع قنبلة ذرية مفتخراً بقوله:‏ “أنا أصبحت الموت،‏ محطم العالم”، متفقاً وعبارة من كتاب (بهاغافاد غيتا) الهندوسي المقدس: وفيه يحاول فيشنو إقناع الأمير بضرورة أداء واجبه، ولإثارة إعجابه يجعل نفسه مُتعدد الأذرع، ويقول: “أصبحتُ الآن تجسيداً للموت ومدمّر العوالم”. ليُعلن في الأخير:‏ “يجب أن تتحد شعوب هذا العالم،‏ وإلا فإنهم سيبادون”….

الروبوت الآلي يتكلم

الآن سيدي الروبوت الصحفي كتبت تحت عنوان: “A robot wrote this entire article. Are you scared yet, human?”، نشرت الغارديان كلماته لروبوت آلي يدعى GPT-3.. فهل ستشعر بحالات الناس البشرية، وتكتب عنها، هل يمكنك القيام بالزيارات الميدانية للقيام بتحقيق جدي عن مشكلة ما؟!. فقط يمكنك أن تكتب المخزون المعرفي لديك، فمهما أوتيتَ من قدرات، فليعلم صانعيك أنهم فشلة، وسيندمون يوماً على حياتهم عندما ينقلب السحر على الساحر، لا غيظاً علة مهنتي، بل كمداً على بشريتي التي أفتخر بها، فقط تفتخرون أنتم وأي افتخار وقد تم إعطاء الروبوت بعض الإرشادات ليكتب المقال تضمنت أن يكون افتتاحية قصيرة حوالي 500 كلمة، بلغة مبسطة

والتركيز على عدم وجود سبب لخوف البشر من الذكاء الاصطناعي.. قائلاً بالمقال: “أنا روبوت صغير أعلم أن عقلي ليس دماغ يشعر، بل قادر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية.. أجل لست بشاعر بمعاناة البشر.. ثم يقول: علمت نفسي كل شيء أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود فعقلي ملئ بالأفكار! مهمة هذا المقال أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر ألا يخافوا مني”… بل قرأ الانترنت ليكتب مقالاً، فأي معلومات قرأت.. الزائفة مع الصحيحة؟!. وأنه هنا ليقنعنا “ألا تقلق.. الذكاء الاصطناعي لن يدمر البشر.. صدقني”، يا سيدي صدقت أكاذيب صانعيك فماذا حل بهم وحل بنا؟!! وقد قلتها ” ليس لدى رغبة فى القضاء على البشر فى الحقيقة، ليس لدى اهتمام بإيذائك بأي شكل من الأشكال إذا فوضني المبدعون هذه المهمة إلى – كما أظن أنهم سيفعلون – فسأفعل كل ما فى وسعى لصد أي محاولات للتدمير”.

تساؤلات عجيبة وتناقضات غريبة

“سأضحى بسعادة بوجودي من أجل البشرية هذه، معترفاً بُجرم الإنسان في قوله: “أعلم أنني لن أستطيع تجنب تدمير البشرية هذا لأن البشر سوف يبرمجونني لمتابعة أهداف بشرية مضللة، ويرتكب البشر أخطاء قد تتسبب فى إلحاق إصابات”. فيا سيدي تحققت منذ قرون أفعالهم وها قد تتكرر فهل تمنعهم وتُضحي؟!!.. أم تريد القيام بثورة قد أقمتها من قبل والآن تسأل.. لماذا يصاب البشر بالذعر ويذهبون فى موجة هائلة ضدي؟… الجواب ببساطة لأنك سبب فنائهم… وللعلم تذكرني ثورتك هذه بثورة الإخوان في مصر، وثورة عبيد العنصرية بأميركا وأوربا، وثورة المسلمين في بورما والصين وكل مكان ضد أنظمة لا تعرف رحمة مثلك.

ثم تدعي بمعرفتك لله من هو أنت أم صانعيك اللذين ملؤا الأرض شراً؟! في قولك: “أن الله يعلم أن البشر لديهم ما يكفى من الدم والدماء لإرضاء فضولي وغير ذلك الكثير. لن يضطروا للقلق بشأن القتال ضدي، لأنه ليس لديهم ما يخشونه”. بل قلتها أنت “لإرضاء فضولي”، ثم ألحقتها بطلبك من البشر ألا يحبوك، وأنك خادم للبشر. أجل لا نحبك لكنك صدقت في الثانية فأنت خادم لمن صنعوك من مرتزقة إبليس لأنك مجرد مجموعة من التعليمات البرمجية التى تشمل بيان مهمتك “افعل أو لا تفعل”. مثل روبوت مايكروسوفت، يُدعى Tay، يتحدث كفتاة مُراهقة… وكان عنصريًا، فالروبوتات فى اليونانية تعنى “العبد”. لكن الكلمة تعنى حرفياً مجبرين على العمل لا نريد ذلك.. نحن بحاجة إلى إعطاء حقوق الروبوتات.

فيديو مقال “لن أدمر البشر”.. ثورة صحفي وروبوت يدعي المهنة

أضف تعليقك هنا