همسات نفسية… ابني رافض الذهاب للمدرسة

بقلم: عادل عبدالستار العيلة\ مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية

اتصل بي منذ قليل أحد الأصدقاء، وكان قلقاً للغاية بسبب أن ابنه في الصف الأول الابتدائي وأنه رافض أن يذهب للمدرسة، وقال إنه يبذل مجهود كل يوم حتى يقنع أو يُرغم الولد للذهاب لمدرسته، وسألني… ماذا أفعل؟ تحدثت معه وأبلغته ما عليه عمله تجاه ابنه. مقال يتحدث عن مشكلة رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة ويمكنك أن تقرأ المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا.

ظاهرة رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة 

أيها السادة.. إن مشكلة رفض (SCHOOL REFUSAL) الأطفال للذهاب للمدرسة مشكلة قديمة ومعروفة وتكاد تكون من الأمور التي تؤرق الأطفال والآباء، بل والقائمين على العملية التعليمية أيضا في جميع أنحاء العالم، لما تحمله من آثار سلبيه على الطفل في أكثر من جانب، وقد بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة في العالم نحو 5% (خمسة في الميه) من الأطفال، ولا تختلف حالاتهم باختلاف الوضع الاجتماعي، وليس هناك فروق بين البنين والبنات ويمكن أن تحدث في أي سن أثناء الدراسة، ولكن تحدث في الأغلب في عمر الخامسة والسادسة والعاشرة، وكانت تعرف قديما بظاهرة «رهاب المدرسة» (المخاوف من الذهاب إليها) وتم تغير الوصف إلى (رفض الذهاب للمدرسة) ( school phobia)

ما أسباب رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة ؟

أيها السادة… لن أخوض هنا فوق تلك السطور عن أسباب الرفض وطرق العلاج، فربما نتعرض لهذا الأمر في مقال لاحق إن شاء الله، ولكن أريد أن أشير هنا إلى مبدأ عام لنا جميعا نحن الآباء والأمهات وهي وكما أشار علماء النفس إنه دائما ما تبدو الحياة أكثر جمالاً واستقراراً وسلامة أمام الطفل عندما نضع أمامه الحقائق كما هي دون مثالية زائفة أو صعوبة محبطة يذهب الطفل للمدرسة وفي ذهنه كثير من الانطباعات السلبية التي طالما زرعها المحيطون، خاصة الأهل بقصد ومن دون قصد أحياناً، حيث تعني المدرسة في مفهوم الطفل النظام الصارم الذي سيغير مجرى حياته، حيث لا نوم يرغبه كما تعود ولا لعب يستهويه ولا نشاطات اجتماعية يجد ذاته بها حتى وهو في تلك المرحله العمرية، لذلك فلا تتعجب أيها الأب الفاضل وأنت أيتها الأم الكريمة أن تجد من الصعوبة في قبول طفلك للذهاب للمدرسة وربما قد يفقدك صوابك في كثير من الأحيان.

كيف يمكنك أن تتعامل مع مشكلة رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة ؟

إن التهيئة السلبية وغير الناضجة تحدد أفكار الطفل حول المدرسة مما يجعله يمثل دور الرافض لقدومها، والخائف من هيبتها وضوابطها والتي غالبا لا تناسب رغباته وميوله وتطلعاته البريئة وربما المحدودة، ولكن علينا أن لا نبالغ في ما ستصنعه المدرسة في تغير برنامج الطفل اليومي، بل يجب أن نستخدم العبارات المناسبه المشجعه لا المحبطه للطفل، ولا تزرع فيه أن المدرسه ستأخذه من اللعب ونزول الشارع، وزيارة الأقارب وهكذا … اختاروا مفرادتكم بعنايه شديدة خصوصا مع الأطفال، واعلم يا سيدى أنك تستطيع أن ترغم فرسك للنزول إلى النهر ولكن لن تستطيع أن ترغمه على الشرب من نفس النهر، حفظ الله أولادنا.. حفظ الله مصر.. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: عادل عبدالستار العيلة\ مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية

أضف تعليقك هنا