٣ + ٣ + ٣ = صفر

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

كنت أشاهد الأخبار مع أبني وكانت الأخبار تذكر خبر الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وهنا سألني أبني لماذا هؤلاء يتعدوا علينا بهذا الشكل، ولماذا تتكرر الإساءة دون رد مناسب منا نحن المسلمين، ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه …

ترتيب الأديان في العالم من حيث العدد والنسبة

كان لدى الاسلام العظيم فرصة عظيمة ليكون هو الدين السيد فى القرن الواحد والعشرين… والسيادة هي بالخلق وبالرحمة وبالتسامح وهي بالعلم والمعرفه، هى بروح الحضارة الاسلامية، كان لدى الاسلام العظيم فرصة كبيرة ذلك أن ترتيب السكان فى العالم دينياً هو على النحو التالى:

المسحيون الدين الأول فى العالم 2.3 مليار نسمة، والمسلمون الدين الثانى فى العالم 1.8  مليار نسمة، والهندوسية الدين الثالث فى العالم 1.1 مليار نسمة، والالحاد فى العالم  1.2 مليار نسمة.

واجب الأتقياء تجته الدين الإسلامي

كان أمام الأتقياء أذا كانوا أتقياء حقاً أن يتوجهوا لأكثر من 1 مليار نسمة ملحد حول العالم، وإلى ديانات وثنية وأرضية كان يمكن أن يتمدد إليها هذا الدين العظيم ،ولكن تحت وطئة التطرف الدينى والارهاب والتخلف الذى اصاب الحضارة الاسلامية اصبحت جغرفيا العالم الاسلامى التى كانت فى السابق تمتد من الحضارة إلى الحضارة، ومن الرحمة الى الرحمة ، ومن الرقى الى الرقى ، ومن العلو الى العلو ، اصبحت خغرفيا العالم الاسلامى الان من حركة طالبان شرقاً الى بوكو حرام غرباً ومن داعش شمالاً الى القاعدة جنوباً ، لدينا ثلاث أقليات اسلامية كبرى فى الشرق، وثلاث أقليات اسلامية مهمه فى الغرب ، وثلاث دول إسلامية فى قلب أوروبا ، وكان يمكن لذلك كله أن يكون رصيداً كبيراً لهذا الدين العظيم، لدينا أقليات فى الصين والهند وروسيا ، الدول الثلاث الاكبر فى شرق العالم يصل عدد المسلمين فيهم الى ربع المليار نسمة أى ما يعادل عدد سكان اميركا ، ولدينا فى الثلاث الدول الاوربية الكبرى ( ألمانيا – فرنسا – إنجليترا ) 12  مليون مسلم، وإذا قدرنا من حيث الكم عدد اليهود فى تلك الدول الثلاث فهم لن يزيدوا عن مليون يهودى، اى أن عدد المسلمين يزيد 12  ضعف عدد اليهود من حيث الكم، ولكنه بات كماً كغثاء السيل !!! ، واصبح هذا الزحام بتعبير الشاعر

العدد كبير والنتيجة عدم

( لا أحد )، لدينا ثلاث دولاً مسلمة فى قلب أوروبا ( كوسوفو – البانيا – البوسنة ) ولكن الثلاث الأقليات العملاقه فى الشرق والثلاث أقليات المهمه فى الغرب والثلاث دول المسلمة فى قلب أوروبا 3+3+3  كان ينبغى أن يساوى الكثير ولكن التطرف والارهاب وإختطاف وجه هذا الدين العظيم  جعل النتيجة ( صفر ) وليست كالمأمول، هذا فضلا عن الدول العربية قلب العالم الاسلامى ، وقد نتج عن كل هذا الارتباك والتخلف الذى اصاب الامة والحضارة الاسلامية  ظواهر اربعة.

الظاهرة  الاولى هى ( النانو دولة ) إن البعض يتحدث عن الخلافة والامراطورية العظيمة ولكن فى الحقيقة يجزئون ويفتتون الدولة الوطنية ، يتحدثون عن هدم الدولة لاقامة الامة ثم أتضح إنهم تركونا فى العدم ( لا دولة ولا أمة )
والظاهرة الثانية هى ظاهرة ( عصر الجوارى ) فهذا الدين العظيم الذى هو دين الرحمة والكرامة والإنسانية، ورسوله الكريم رسول الرحمة ومكارم الأخلاق، بات البعض الان يظهره وكآنه دين تجارة الرقيق وعصر الجوارى من جديد، ذلك الذين يبيعون الفتايات فى داعش شمالاً، ويبيعون الفتايات فى بوكو حرام جنوباً، ومن سخرية الاقدار أن معظم الجوارى التى تُباع هم من المسلمات !!!

من الجريمة إلى الجهاد

الظاهرة الثالثه فهى و كما أشار لذلك أستاذنا المسلمانى  ( من الجريمة الى الجهاد ) ذلك أن عدد كبير من الجهاديين هم مجرمون اصلاً قبل أن يصبحوا جهاديين ، فهم لم يمروا بعملية التربية ولا عملية الاخلاق ، تحولوا مباشرةً من القتل والسرقة والجريمة والمخدرات الى الجهاد مباشرةً دون أن يمر بعملية التربية والعلم ولو للحظة واحدة !!! بل إن بعض المُجرمين صاروا فقهاء وقادة لتلك الجماعات، إنهم لا يدركون إن الإمام مالك العظيم قضى 40 عاماً يعرض كتابة الموطأ على 70  عالم حتى أقره ، إنهم لا يدركون أن قراءة تفسير القرطبى الذى فى 24  مجلد تحتاج الى وقت طووووويل، إنهم لا يدركون أن كتابين مثل كتاب ( الاثار ) وكتاب ( الإيصال ) للإمام بن حزم عدد صفحاتهم 25  الف صفحة فأذا قرر إنسان أن يقرأ  بتمعن فإنه يحتاج الى مجهود كبير ووقت أطول حتى ينهى الكتابين، إن هؤلاء خرجوا من الجريمة لقيادة جماعات دينية متطرفة بلا علم ولا خلق ولا تربية

الإسلام ضد الإسلام ماذا تعني هذه الجملة؟

الظاهرة الرابعة ( الإسلام ضد الإسلام ) وذلك أن ثمة صراع بين السنة وبين الشيعة قد بدأت ملامحة بعد ثورة ايران 1979 ونرى الان أن الحوثيون عملاء ايران سيطروا على صنعاء فى اليمن، وتحدث نائب الرئيس الأمريكي السابق فى مقال نشر فى واشنطن بوست أن بغداد عاصمة الشيعة، ونرى تمددً ايرانياً فى أكثر من مكان، إن الخطر فى ذلك أن تصبح الحرب بين الإسلام وبين الإسلام، بين السنة وبين السنة، وبين السنة وبين الشيعة، كان نابليون بونابرت فى معركة النمسا عام 1805 يقول حينما ترى عدوك يخطئ فلا تزعجه، دعه يخطأ.

خلاصة القول 

أيها السادة… إننا نخطئ وهم لا يزعجوننا لأنه ببساطة  أخطائنا إنما تصب فى مصلحتهم ، كل الاديان تعيش فى سلام الا الاسلام ، وكل أتباع الديانات ينعمون بالهدوء الا المسلمين ، فى العالم الاسلامى .. تتوالى مواكب الحزن والموت .. تفجير يُطيح بالابرياء ، ثم تفجير يُطيح بالجنازات ، ثم تفجير ثالث يُطيح بالسٌرادقات !! مراحل متعددة للموت .. ومواكب نعوش لا تنتهى ، ذلك أن المتطرفين كالمستعمرين كلاهما عدوٌ للاسلام والمسلمين .
وأقول الان ردً على سؤال أبنى و بملئ فيهى .. إننا نحن من أساء الى رسولنا العظيم وليس هذا الحقير الذى رسم تلك الرسومات الحقيرة مثله .
ولماذا يا بنى لم نرد ؟؟ لاننا أمه تاهت واستباحت المعاصى والحقوق .. أمه حادت عن طريق بالنفيس أتشق لها .. أمه تاهت ولازم تفوق .
حفظ الله الاسلام والمسلمين … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وازهراً

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

أضف تعليقك هنا