الخوف

يعرف الخوف لغويا بأنه شعور ومرض نفسي ينتج عنه ضعف المواجهة والهروب بعيدا ، يسكن الشخص الذي يتملكه الخوف داخل الغرف المغلقة ويعيش منعزلا عما يدور حوله ، لا يهوي الدخول في نقاشات وحوارات تمس حياته والمجتمع الذي يعيش فيه ، السكوت جريمة قد يظن الإنسان أن لا تطول أي من أقاربه ، ولكنه واهن لأن الأمور الدنيا مرتبطة ببعضها البعض ، لا نستطيع التفربق في الأولويات سواء الصغري أو الكبري ، الطمع له دور نافد في التحلي بالخوف والسعي إلي تكوين ثروة فانية لا يبالي الشخص الملتبس بالخوف حتي وإن قفز فوق جثث الأبرياء وعندئذ تتحكم الآنا القاتلة وحب النفس بطريقة مرة.

الخوف من قول الحق

كثيرين يأخذون الدين بشكل ظاهري فقط ، أمثال المرء إن جار أحد علي دينه وقف متفرقا صامتا حتي كلمة الحق لا يستطيع لسانه أن ينطقها ، بلي حتي الهمس بالدعاء لا يحدث نفسه به عسي أن يشعر به أحدا مما لا يروق لهم ما يفعله أو يقوله أو يدعو به ، القضبان وقسوتها تجعل الشخص الخائف يهرول للإختباء داخل كهفه فوق وسادته المملوءة بالأشواك وممسكا بغطاء الذل ينثره علي جسده وبدلا من أن يكون عكس الثعابين التي عندما يطاردها أو يشعر بها أحدا تسارع إلي جحورها.

تبدلت الآية وأصبح الخوف علي الأبناء قبل الأهل مدعاة للجبن وقبول الذل والهوان مغلفا بسقوط قناع الكرامة والإرادة الإنسانية ، الشخص الخائف عندما يبدأ بالحديث ينظر أولا إلي الحيط حوله خوفا من أن ينقل ما يفضفض به وذلك عندما تأتيه الشجاعة للحظات ويتحدث مع صحبه وهم في غرف مغلقة بعيد عن أعين الناس وأعين النسور والصقور التي تشتم وتبحث عن فريستها هنا وهناك لعلها تجد الصيد الثمين المراد تقديمه للأسود علي أسوار القلعة.

التصفيق للباطل

والبعض الآخر بسبب الخوف يتخذ طريقا آخر ظنا منه أنه بمثابة أم السلامة وأباها ألا وهو السير في نفس طريق الأمواج ويصفق للباطل ويسانده بكل قوة ممكنة تحت سوط القوة الغاشمة والخوف من التنكيل والتكبيل والعذاب والتقييد ، لغيت المقاومة من القاموس البشري فأصبح لا يقوي علي شيء سوي قول كلمة نعم ثم نعم ويختتم أمره بنعم أيضا لمن يحكم ومن يساعده أيضا ، تم تغييب العقل بشكل حصري بسبب ما يريدونه هم من المعلومات أن تدخل داخل فكره وتقديمها في وعاء من الغش والخداع ، السؤال ممنوع أن يطرح فالحكمة مصدرها واحد ولا بد من الإقتناع بمن يقوله المستبد الآمر الناهي ، يشترك كلا الشخصين اللذان يركبهما الخوف أنهما يمتازان بالجهل كلا علي شاكلته ، ما يفعله الشخص الخائف الآن هل سيفرح به أبناءه في المستقبل ويتشرفون به أم لا.

إذا كان للموت بدا فمن الأفضل ألا تموت جبانا ، ضعف الإيمان بالله وقدرته وسلطانه عز وجل والخوف من الموت من الأسباب الرئيسية للخوف ، توكلوا علي الله حق توكله يرزقهم من حيث لا تحتسبوا ، شوكة الحق غليظة ولن تقدر عصا الباطل حتي وإن اشتدت وطأتها وساقت قطيعا لا بأس به خلفها وطال أمدها لا بد في النهاية أن ينتصر الحق وتعم الفرحة ويسود العدل كل الأرجاء ، مجرد الخوف فاق الآفاق جعلت الأقطار ذوو الحضارات والتاريخ والأصالة تتسابق في وضع يدها في يد عدوها بكل حب وسلام غصبا عن إرادة الرافضين من قومهم.

حرية التعبير الزائفة التي تعتدي على مقدساتنا وتسيء لديننا

العلاقات بين دول العالم قائمة علي الإحترام المتبادل وحقوق الإنسان ، وإذ بنا نضع أيدينا في يد آثمة محتلة مغتصبة توصف بالأمة القاتلة التي جارت بشدة علي حقوق الإنسان وهاهي المقابر الجماعية شاهدة علي العصر والإغتيالات حاضرة والدماء لم تجف حتي الآن وتحتاج القصاص والثأر ، إنه الخوف الذي بلغ أعلي درجاته وفاق الآفاق وتعدي الحدود والمسافات والثقافات ، أين ذهب السلام والود والمحبة والشعارات التي ينادون ويتشدقون بها في الإساءة لديننا الإسلام وإلصاق التهم به.

التجرؤ ومحاولة النيل من نبينا محمد رسول الله في شخصه الكريم وهو المنزه عن الخطايا والزلات ، “وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحى يوحى” ، “وإنك لعلي خلق عظيم ” والإجرام في التشكيك في سنته والتطاول علي صحبه وسلم وأهل بيته الأشراف الكرام ، أين إحترام الأديان وقدسيتها  العلاج في أيدينا نحن وقادرون بإذن الله تعالي في التشبث بالأمل في خلع عباءة الخوف المقيت والتصدي للأهوال المحدقة بنا من كل جانب والتحلي بالرجولة والعزيمة والإصرار والأمل فلقد ولدنا أحرار في بلادنا ومحيت العبودية من العالم كله إلا في بلادنا ، فهناك من يريد أن يبقينا تحت ردائها الملوث بالعار والذل والمهانة.

محاربة الدين ورجال الدين

لا بد من تحليق الطيور بحرية تامة تبحث عن أرزاقها التي قدرها الوهاب ، ليس الكل منا يريد الضرر ببلاده ولكنها هي الشماعة التي يلصقون بها كل من يعاديهم أو يراد تصويبهم أو مجرد نقدهم ، الدين النصيحة ، والتي يكون أساسها علماء وشيوخ الدين الأجلاء الذين وهبوا حياتهم في خدمة الدين والدعوة وصلاح المجتمع ، وللأسف هذه الآيام يواجهون حربا ضروسا من التشهير والتطاول الموجه والإغتيال الفكري والسباب وقلة الإحترام من قبل مجموعة من المرتزقة الإعلامية ، نشبهها بالكلاب التي تنبح ليل نهار في إنتظار قدوم سيدها ليمدهم بمحتوي وأجندات جديدة وكأن الكل أصبحوا مخبرين خاسئين ، جرح الأكل والشرب مقدور عليه مؤقتا أما جرح الدين لا يضمد بسرعة فاض الكيل من هذه الأساليب الملتوية والخطط الشيطانية ، تبقي الأوطان ويرحل الباغون ولن ينصفهم التاريخ أبدا ، وبشر الصابرين وإن غدا لناظره قريب .

فيديو مقال الخوف

 

أضف تعليقك هنا