الشوق والحنين

سرقتنا الأيام وفقدنا الطريق في ظلمات الحياة ، أتي الحاضر وأصبحت قلوبنا تخفق كثيرا بلا دواء ، إشتقنا لحلاوة صبانا وأصبح المشيب بعلاماته النافدة عنوانا للمرحلة الحالية ، عجبي علي نفس لا تشبع ، وعجبي علي نفس قست علي نفسها وظلت حبيسة الأوجاع ، حنين وراء حنيين والدنيا ما زالت تدور بنا في دوائر مغلقة سمكها أرق من حبل الصيد. (الشوق والحنين). (اقرأ المزيد من المقالات عل موقع مقال من قسم خواطر).

ذكريات الماضي

لا قرار ولا فرار ولا مقاومة ، ذكريات كانت بمثابة البسمات وسط الشقاء والعثرات ، كنا نطير كالفراشات بين البساتين نستبق ونلهو بعقل صافي بعيد كل البعد عن الشهوات والموبقات ، قتلت الهموم وأغلقت الأبواب والنوافذ ومنعنا من الهواء النقي ، أجسادنا تملك المرض منها وأضناها وعلا صوت أنينها ، إلي متي سيظل الإنسان يسبح في بحر من الحرمان وحطمت السفن في عرض البحار بعيدا عن شواطيء النجاة.

الأفكار التي احتلت العقول

أفكار سوداء إحتلت العقول وفقدت الرشد والبيان ، وقلوب حزنت حزنا شديدا علي الفراق ، شوق يستهويني للرجوع ومن ثم أظل أبحث عن الحلول ، صمود كسر صمود الجبال وتلال المادة غطت علي كل شيء ، إستبدلنا الغاية بالوسيلة التي ما هي المبرر للوصول للأماني المفرحة ، أصدقاء في الغربة تركوا علي الرصيف ، لم يقدروا علي تكملة الطريق سويا للنهاية ، أحلام وراء أحلام وما زال الضباب يغطي جميع الأركان ، قطار الحياة صمم لدهس الشرفاء بدلا من توصيل الفرقاء ،

متي يصبح الحلم حقيقة تثمر وتنبت في أرض من الصحراء الشاسعة ، طائرات تجوب العالم بحثا عن العمل وقليل من العلم ينفع المؤمنين ، غرست أرجلنا بين ذرات الثلوج ونشأة الوحل أوقفت خطانا علي الإستمرار وملامسة الأحضان والمشاعر الدافئة ، طفل بكي عن سلالم الوجع يكره البعاد ، يصرخ من لوعة الإشتياق ، يصبر نفسه لما يحمله الدهر من هموم ، يعد الأيام ويحسب الساعات ينام يحلم باللقاء ، ينتظر الأحبة علي جمر من النيران ، يشرد النظر بعيدا كلما إستذكر تلامس الأيدي والسير جنبا إلي جنب ،

يا لها من حياة مليئة بالتناقضات

يا لها من حياة مليئة بالتناقضات والتضاد في العلاقات أصبح السائد في زمن غابر ، يكسو الكذب أغلبية البشر ، في عالم زادت فيه الصراعات والمؤامرات ، ذهب الصدق مع الرياح العاتية وأصبح الرجوع إلي الحق يحتاج الأشداء الشجعان ، عدل أصبح في الضلال غادر ، يا منية النفس أشتاق إلي تراب يوما ما مشيت فوقه أميال ، نهر كان للشكوي مستمع ومتنفس للآهات ، ظلموك فقالوا اذهب واتي بكل شيء صنوان يلهي النفس عن دفع الضرائب والمحسوبيات والواسطة والرشوة تفشوا بين الراعي والرعاة.

يا أمل قرب كفانا بعد عن الأقارب لقد تذوقنا شتي أنواع المرار ، أيها الأب الكبير يحتاجك الأبناء الصغار ، مكاسب البعد هي كنوز الضياع والشتات ، دعوة أم في الصباح ترجو السلامة من كل الشرور ، أخ يبحث عن الأمان في سند من روابط الدم أبدا لن تتحول إلي المياة الباردة الفارغة من المشاعر والأحاسيس ، لقد كثر المنافقين واللعب مع الكبار ، وانتشر الجراد يأكل في اليابس والتماسيح تنهش الضعفاء في المحيطات ، دعونا نرجع الأمر كله لرب العباد والتوكل عليه وطلب السؤال وروعة الإجابة من الرحمن.

كيف أصبحت الأيام؟

الأيام صارت كالدول المتناحرة قليلا ما يجمتعون ، الحق راجع رغم قتامة الصورة وضبابية المشهد وتوغل الأوغاد في الأمصار ، في الماضي كان الشوق ومعه الحنين يناديان علي الحبيب المجهول الذي يغسل حرارة السنين ويطفيء نار الصيف الملتهبة ، وفي الشتاء الرفيق الهادي.

يا قمر مالي في الظلام سوي ملاذ نورك ، يا كواكب ظللي سيري وارسمي طريقي ، ويا أرض سددي خطواتي ، ويا سماء أكرم العباد بالمطر بأمر من الله العلي المتعال القادر والمقتدر علي كل شيء ندعوك بأسمائك الحسني يارب العالمين أن تنزل علينا سكينتك ورحمتك وتنصرنا وتثبتنا علي الحق ولا شيء سواه إني يارب سميع مجيب الدعوات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد ابن عبد الله خير الأنام وارزقنا يا الله رؤيته في المنام واللقاء يوم يعرض الناس جميعا يوم القيامة ذلك اليوم المشهود.

فيديو مقال الشوق والحنين

أضف تعليقك هنا