خفقات قلب في الذاكرة

“نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى****ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى*****وحنينه أبدا لأوّل منزل”

ويبقى شعر أبي تمّام  -وهذه الابيات الخالدة- عن الحب الأول هو الأشهر في كل مكان وزمان، لكل عاشق وحبيب، تمثل  أبيات من الشعرالتي تناقلها الأحبة والعشاق من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر. ويبقى أيضا سر الحب الأول مجهولا لدى العديد منا. هل هو الحب الأول والأخير؟ هل يختلف عن مشاعر أي حب آخر قد نمر به لاحقا، سواء أكان ذلك في فترة النضج أو بعد ذلك بقليل؟. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم مشاعر).

الحب الأول

يربط الكثيرون قصص وحكايات الحب الأول بحب المراهقة لبرائته وصدقه، وللمشاعر المختلفة التي يعيشها المراهق/ة لأول مرة في حياته، عندما تبدأ دقات القلب تدق وتنبض بقوة وسرعة من غير المعتاد أو المتوقع. كم منا عاش قصص حب وتوقف بعدها قليلا مع نفسه ليتساءل: ما الحب؟ ما هذه المشاعر التي تمتلكني؟  ماذا يحدث لي؟ هل سنجد جوابا واحدا؟ مؤكدا الجواب لا.

مع فترة الحظر التى عاشها الجميع في كل مكان على بقعة هذه الارض، رغم الاختلافات الكثيرة في الثقافات واللغات وطريقة العيش والديانات أيضا، إلا أننا عشنا نفس المشاعر. لقد توقفت الحياة بنا وعشنا لحظات من الصمت وتوقفنا مع أنفسنا لفترات طويلة ، لنعاتبها ونصوب ونقوم ونغير أمورا كثيرة في أسلوب حياتنا السابق.

تسارع الزمن وقصر الوقت مقارنة بالمهام الطلوبة منا كل يوم جعلتنا عاجزين عن محاسبة أنفسنا، عن التوقف أمام بعض الأمور التي تبدو بسيطة أو هامشية وغير مهمة، ولكنها ضرورية جدا.عدنا إلى مشاعرنا وأحاسيسنا التي تناثرت بعيدا وسط مادية العصر وأنانية البشر من أجل الوصول إلى أهدافهم، وإن كان ذلك على حساب مشاعر وأذية الآخرين، سواء أكانوا من الأهل أو الأصدقاء أو حتى الزملاء.

لماذا نتذكر الحب الأول ويبقى خالداً في الذاكرة؟

لماذا نتذكر الحب الأول ويبقى خالدا في الذاكرة ولا نعيش الحب مع الأشخاص الموجودين في حياتنا، رغم أنهم ينتظرون هذا الحب والاهتمام؟ ماذا يمنعنا أن نعيش الحب ودفء المشاعر بعيدا عن العالم الافتراضي الذي نعيشه بكل ما فيه من وسائل تواصل اجتماعي، تخفي ما في داخلنا وتظهر ما نريد إظهاره للآخرين من تجميل وزيف؟رغم أن 2020  كانت  سنة غير سعيدة لنا جميعا بسبب الجائحة، إلا أنها قربتنا من عائلاتنا ومن أنفسنا. لقد كانت بمثابة المرآة لكثير من الناس ليتوقفوا مليا أمامها ويروا ما أخفوه لسنوات طويلة من حقائق مختبئة وراء أقنعة الزمن.

لنبدأ بنشر مقالات وإعلانات عن الحب والحياة

آن الآوان أن نكثر من قراءة الشعر والقصص، أن نشاهد الأفلام البعيدة عن العنف. بدلا من نشر منشورات تدعو للتوقف عن العنف والتنمر والظلم والفقر والمرض، لنبدأ بنشر منشورات ومقالات وإعلانات عن الحب والحياة، عن التطوع والمساعدة، عن العمل والبناء.ليكن شعارنا جميعا ونحن نستعد لاستقبال عام جديد: 2021 بداية الحياة بمنظور مختلف.

فيديو مقال خفقات قلب في الذاكرة

 

أضف تعليقك هنا