على أبصارهم غشاوة

يقول الله سبحانه وتعالى “خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وعلى سمعِهمْ و على أبصارهم غشاوة وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ “، وقوله تعالي “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبصرون” صدق الله العظيم. (على أبصارهم غشاوة). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام)

ما هو سبب نزول آية “خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وعلى أبصارهم غشاوة وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ “؟

نزلت هذه الآيات الكريمة في الذين كفروا من المشركين ، ولسوء الطالع هذه الأيام تتكرر هذه الآية بين المسلمين فيما بينهم ، عميت الأبصار عن الحقيقة ، وشطحت العقول فى الضلال وتسابق المنافقين واحتلوا المراتب الأولي وجروا خلفهم جيشا جرارا من القطيع المغمي أعينهم والمتكتفة أيديهم خلفهم والتي تسلسلت أرجلهم من خلاف ، الدنيا أظهرت وجهها القبيح فلم يقدر الصغير أخاه الكبير ولم يحترم شيخه ولم يأخذ العلم من علمائه.

كف أصبحت قلوب الناس في هذا الزمن؟

إنما إمتازت القلوب بخلوها من الرحمة ، مشاعر القتل والتعذيب والتنكيل وتقييد الطيور ومنعها من التحليق بحرية تامة بقت علي المشاع ، أدت كل هذه الأفعال إلي اللامبالاة ورفع راية التسليم وذل الرؤوس وتلاشت الكرامة الإنسانية وضعف الإيمان ، أصبح الدفاع عن المظلومين جريمة يعاقب عليها القانون ، الخوف ارتكب الأغلبية وساقهم إلي حيث لا يدرون ، حب الآنا القاتلة وكره الخير للآخرين دستور عملنا الحديث.

هل أصبحت الغشاوة على أعينهم؟

أناس أصبح ليلهم مثل نهارهم في الظلمات راقدون ، وعلي الأقدار متفرقون ، تأتيهم الشمس ولم يفيقوا من الضلال ، ويظلهم القمر بنوره ورغم ذلك لا يتمكنون من السير إلي طريق الحق ، يبغون السلامة ومن ثم وقعوا فريسة سهلة لسكة الندامة وأصحابها من شياطين الإنس مع أقرانهم من شياطين الجن ، يظن الكثيرين أن الدين يتمثل في  الفروض والعبادات والعقائد والتوحيد والألوهية فقط ولكن الأصل في الدين المعاملة.

هل أصبحت العقول خاوية وإندثرت الأخلاق؟

قال رسول الله صل الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، أهؤلاء شباب الغد ونواه المستقبل ، بلي الآن العقول أصبحت خاوية وإندثرت الأخلاق وزادت قلة الأدب والذوق والإحترام ، فالبشري بالخير من هذا الجيل ذهبت في مهب الرياح ، ولكن يظل الأمل موجود وقائم وممكن التصحيح والعودة إلي الطريق المستقيم والقفز من سفينة الدمار والخراب ، المبادي لا تتجزء ولا تنحرف فقط نحتاج القلوب أن تنعم بالسكينة وراحه البال وأن تعود العقول إلي رشدها وترد المسائل الخلافيه إلي أهلها فهم القادرون علي توضيح الصورة فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

الصراعات والمؤامرات وعواء الميديا ليل نهار في تثبيت الباطل وضياع الحق والعدل ولسوف يرون آخرتهم السوداء بإذن الله تعالي ، المسائل المنطقية يستنبضها العقول البسيطة ولا تحتاج إلي الجباهزة من البشر ، المعادلة الرياضية لا إلتفاف فيها ولا غموض ونتيجتها تأتي بعد حساب المعطيات والتركيبات والتفاعلات ومن ثم ينعم المرء بسلامة الفكر والبصيرة.

الدين النصيحة فلا يجب علينا أن نمل منها

لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه صدق رسول الله ويمتد الحب أيضا لغير المسلمين لقوله أيضا صل الله عليه وسلم حب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، الدين النصيحة فلا يجب علينا أن نمل منها حتي تعود النفس البشرية إلي صفائها وطهارتها ، عيون صدقت ما عاهدت عليه ربها فكان جزائها خير الجزاء ، وعيون ضلت فلن تجد لها مخرجا من العذاب وسوء الخاتمة.

اللهم انر أبصارنا للتفكير في الفقراء والمحتاجين

اللهم انر أبصارهم وأثلج صدورها وارزق قلوبنا راحة البال والتفكير في الفقراء والمساكين والمحتاجين والصدقات والزكاة يجعلن الرحمة والتكافل والتعاون يسود المحتمع وينعم بالسلام المجتمعي ويبرز كيفية التعامل مع الآخرين في هذا العالم الواسع المترامي أطرافه وتشعباته وأعراقه وألوانه وأجناسه.

توبوا إلي الله واستغفروه وارجعوا إلي الواحد الأحد القهار ، اللهم اكتب لنا الجنه وكل ما قرب إليها من قول أو فعل وابعد عنا الناى وكل قول أو عمل يقربنا منها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الخاتم الصادق الأمين وعلي أهله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيديو مقال على أبصارهم غشاوة

أضف تعليقك هنا