لا نهضة إلّا بالقرآن

منذ عدة قرون والعالم العربي والإسلامي يبحث ويفتش عن النهضة ويجري خلف دعاتها يمنةً ويسرة دون أن يصل لمبتغاه ليعود ادراجه مُعزياً نفسه لقد كُنا وسنعود كما كُنا متناسياً القول العربي المشهور والمنسوب بصيغ مختلفة للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه :ليس الفتى من قال كان ابي وانما من قال هذا انا. (النهضة الإسلامية). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم إسلام).

أهمية النهضة

النهضة شغل المجتمعات الشاغل فهي الدواء لكل مرض وهي المخرج من كل ضائقة وهي مصل الفساد والتخلف والرجعية وهي الحياة في اجمل معانيها، تختلف تعريفات النهضة بإختلاف الطرق المؤدية إليها ومع ذلك تبقى النهضة الحلم المفقود الذي تجري خلفه المجتمعات بغية تحقيق رقماً صعباً في معادلة الحياة.في اعتقادي المتواضع أن النهضة كحركة فكرية تهدف إلى تحقيق نمو وازدهار في مختلف المجالات لن تكون إلا بالعزيمة والصبر والعمل المتواصل وهذه هي الحقيقة.

كيف تنطلق المجتمعات المسلمة نحو النهضة؟

لكن لن تنطلق المجتمعات المسلمة نحو النهضة إلا إذا عادت إلى القيمة الروحية والفكرية والدينية التي تميزها عن باقي الأمم ولعل العودة إلى القرآن الكريم قراءةً وحفظاً وعملاً به سيقودها إلى طريق النهضة الصحيح وهذا لا يعني تهميش السنة النبوية فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما الركيزتان الأساسيتان للأمة الإسلامية ولا يمكن التخلي عن إحداهما بأي شكلِ من الأشكال ولا يعني إهمال العلوم الأخرى أو تهميشها فالعلم مطلب وأول آية نزلت كانت “إقرأ” فالقراءة مفتاح العلوم والفريضة الأولى في الإسلام.

مثال على النهضة الإسلامية

لنأخذ مثالاً على النهضة الإسلامية وبشكلِ  مختصر لا يخل بالفكرة ، ففي العصر القديم وقبل ١٤٤٢عام كانت هناك نهضة فكرية واقتصادية واستقرار سياسي ونمو وازدهار بما يتوافق مع معطيات ذلك العصر تلك النهضة هي النهضة التي يمكن تسميتها بالنهضة المحمدية فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نهض بالمجتمع العربي من الصفر بعد أن كان لا شيء وهذا بفعل العامل الديني الروحي فطريقة العرب في التعاطي مع الحياة تغيرت والسبب في ذلك هو كتاب الله الذي هو المصل لكل داء شريطة التدبر ومحاولة الفهم ولو بشكلِ يسير، النهضة المحمدية الفريدة هي النموذج الذي يمكن الاقتداء به في جميع مناحي الحياة فأين وصل العرب وأين كانوا قبل البشارة المحمدية النبوية؟

لماذا تعاني البلدان الإسلامية من صراعات وتردّي في الأحوال؟

تعاني البلدان العربية والإسلامية من صراعات وتردي في الأحوال والعلة الابتعاد عن القرآن الكريم والمقصود بالابتعاد هاهنا ليس تركه بالكُلية بل عدم العمل به فالقرآن مدرسة تربوية وطاقة روحية وعلاج لكل بلاء وداء،  لولا ذلك الكتاب المقدس والتأييد الإلهي لما حدثت المعجزة الكبرى في تاريخ الأمم والحضارات فالامة التي فهمت القرآن وعملت به عانقت السحاب بعدما كانت تخشى قُطاع الطريق.

هناك الكثير من المراكز البحثية لكن ستجد قلة قليلة منها يُعنى بالقرآن الكريم من ناحية الوقوف على اعجازه التربوي والطبي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي الخ، لكل أمة من الأمم قوة تدفعها إلى الأمام وأمتنا لديها القرآن الكريم الذي إن عملت به ارتقت في سلم الحضارة وعانقت السحاب كالأجداد الأوائل ، سُئل حكيم ذات مره ماذا أعلم ابني فكان الجواب علمه القرآن والقرآن سيعلمه كل شيء ولتكن من هنا البداية.

نافذة : ” ما ضعف المسلمون ولا استكانوا ولا ضربت عليهم الذلة إلا بعد أن شغلتهم الدنيا عن الدين، واكتفوا من القرآن وفصائله الحربية الاجتماعية…. بالفاتحة يرددونها في الصلوات وعند زيارة القبور وامنوا بالله إيماناً ناقصاً لم يكسبوا فيه خيراً”. مصطفى صادق الرافعي. إعجاز القرآن والبلاغة النبوية

فيديو مقال لا نهضة إلّا بالقرآن

أضف تعليقك هنا