ملائكة الأرض تُسلب إبتسامتهم

 لأننا نعيش في مجتمعٍ يفقد الرحمة والإنسانية، لأننا نعيش في مجتمعٍ يحاسب البشر على أخطاءٍ لم يرتكبوها يومًا، لأننا نعيش في مجتمع لا يرحم، سُلبت إبتسامتهم.

هم ملائكةٌ على هيئة بشر، قرر الكثير سلبهم إنسانيتهم فقط لأنهم أجمل بكثير من الإنسان، قرروا منعهم من العيش كغيرهم من البشر فقط لأنهم من ذوي الإحتياجات الخاصة.

لم يأتي إلى مخيلتي يومًا، أن مشهدًا تلفزيونيًا سيفتحُ بصيرتي على معاناة هؤلاء الأطفال بغض النظر عن أعمارهم فهم حتى لو كانوا مراهقين، عُجّز أو شباب ستبقى نظراتُ الطفولة تلمعُ في أعينهم.

نظرات مجتمعٍ لا ترحم

وكأن كل معاناتهم لا تكفيهم، إلا أن نظرات المجتمع تأخذ بهم إلى كوكبٍ آخر وكأنهم ليسوا من سكان الأرض، وكأن الأرض حكرًا على صنف من البشر. لا ينظر المجتمع إلى الإعاقة على أنها متلازمة لا علاقة لهم به، بل على أنها مرضٌ معدٍ لربما أو نقيصة. بين نظراتٍ لا ترحم، وبين قلة وعي تضيع حقوق هؤلاء الملائكة، بين نظرات الشفقة عليهم والخوف منهم تنقلبُ حياتهم رأسًا على عقب.

في مجتمعاتٍ مازال بعضُ أفرادها يعيشون في عقلية قديمة لا تقوم على أي منطقٍ أو حتى خلفية دينية، يبقى تقبل ذوي الإحتياجات الخاصة أمرٌ يستصعبونه. فهم يتعاملون مع اي شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة على أنه إنسان أقل درجة، أو على أنه إنسانٌ لا يملك أي مستقبل ولا طموح، إنسانٌ عاجزٌ عن الحياة.

بين حب الأهل وخجلهم

هم يصطدم  بعض ذوي الإحتياجات الخاصة بعقلية عوائلهم قبل المجتمع في البداية، فعلى الرغم من التطور الحاصل عالميًا على كافة الأصعدة يبقى تعامل بعض الأُسر مع أطفالهم محدود بتفكير المجتمع. فعلى الرغم من المحبة الكبيرة التي تكنها أي عائلة لولدها ” المعاق “، يبقى الخوف الكبير من كلام الناس هو المسيطر على تفكيرهم وعلى كيفية تعاملهم مع ذوي الإحتياجات الخاصة . فعوضًا عن محاولة دمجهم في المجتمع، يلجأون إلى إبعادهم عن الناس خوفًا عليهم، بحيث يعتقدون بأنها الطريقة الأفضل لحمايتهم من تنمر البشر. فيكون هؤلاء ضحايا المجتمع والأهل، ضحايا عوائل منعتهم الظروف الإجتماعية، المادية وحتى النفسية من تقبل هذا الواقع والتكيف مع حالة الإعاقة.

على الضفة الأخرى من الحديث، لا بد من تسليط الضوء على الأسر التي تتعامل مع أفرادها ” ذوي الإحتياجات الخاصة ” بوعيٍ وعقلانية، كما أنهم يعملون جاهدين على دمجهم في المجتمع وتأمين الرعاية الخاصة المناسبة لهم.

أثر ردود فعل المجتمع اتجاه “ذوي الاحتياجات الخاصة”

إن ردود فعل المجتمع تجاه هؤلاء الملائكة، تنعكس على حياتهم بحيث أنها تؤثر بشكلٍ كبير على بناء شخصيتهم وتقبلهم للمجتمع الذي عليه تقبلهم بالمقابل. فتفهم الناس ومعاملتهم معاملة طبيعية كسائر البشر تساعدهم على مواصلة حياتهم بشكلٍ أفضل.

هم ليسوا كسائر البشر بل أجمل منهم بكثير، هم الرحمة والحب، هم الإبتسامة والصدق. هم أبعد بكثير عن مجتمعٍ منافق لا يستطيع معظمه تقبلهم لنقصٍ في عقولهم ” عقول المجتمع “، هم ليسوا نكرة، أو صفحةٌ مطوية في كتابٍ منسي. هم الأمل للغد الأفضل، هم ملائكة الرحمة وحراس هذه الأرض. لندعهم يعيشوا بسلام، فهم لا يستحقون سوى الحب والحياة. فإعاقتهم أنقى وأعظم بكثير من إعاقة عقول وضمائر هذه المجتمعات التي لا ترحم

فيديو مقال ملائكة الأرض تُسلب إبتسامتهم

 

أضف تعليقك هنا