هل بالإمكان جعل مناهجنا عالمية؟

بقلم الباحثة والمشرفة التربوية: عبير عمر حمدان المصري

إذا نظر أحدنا بنظرته المتواضعة لمناهجنا الفلسطينية وبدون تمعن وتدقيق سيعتقد أن مناهجنا ليست عالمية ولكن الحقيقة أننا نستطيع النظر بأفق أوسع من ذلك.ماذا لو أصبح المعلم الذي لدينا معلما عالميا ؟لا يمكننا أن نحكم على مناهجنا حكما مطلقا أنها لا تواكب العالمية، إنما تتفاوت بنسب معينه أو من مرحلة إلى أخرى فلو أردنا إلقاء نظرة موضوعية فما علينا إلا قياس هذا المستوى من العالمية على جميع كتب المنهاج ابتداء من مرحلة الرياض إلى مرحلة الدراسات العليا لأنها تبني ككل متكامل شخصية المواطن الفلسطيني. ( المنهج التربوي العالمي).

ما هي العالمية؟ وكيف تصبح مناهجنا عالمية؟

ولكن لو توقفنا هنا برهة وسألنا أنفسنا ما هي العالمية؟ وكيف تصبح مناهجنا عالمية؟ وهل يا ترى ذلك بالإمكان…؟!!!هذا ما سنتطرق إليه بإذن الله خلال السطور القادمة.إن عالمية المنهاج تعني أن نغرس في نفوس طلابنا قيما ومعارف ومهارات تعزز لديه الشعور بالمسؤولية الجماعية والعالمية تجاه جميع أقطار المعمورة.

كما أشار مشروع المدرس العالمي في المملكة المتحدة إلى أن التعليم العالي هو وسيلة لتناول كل شيء نعلمه ومعرفة كيف نعلمه حيث أنه يوسع الآفاق ويشجع على اكتشاف جميع المواد الدراسية من منظور عالمي ويساهم في المناهج الدراسية ككل ويعزز فهمنا للعالم.

 ما هي أبعاد محتوى المنهج التربوي العالمي؟

يوجد 7 أبعاد عالمية للمنهاج (الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والفكرية والتكنولوجية والأمنية).ما هي المفاهيم العالمية المراد تضمينها في المنهاج الفلسطيني ليصبح عالميا؟ عملية تضمين المنهاج الفلسطيني للمفاهيم العالمية تعني رفع مستوى الوعي بشأن القضايا والتحديات العالمية مثل حقوق الإنسان والمواطن العالمية والتمييز العنصري والقيم والاتجاهات العالمية والتنوع العالمي واحترام الأديان.

ما أثر تضمين هذه القضايا على الطالب الفلسطيني؟

يؤدي تضمين هذه القضايا إلى توسيع مدارك الطلاب وجعلهم أكثر استعدادا لمواجهة العالم على مصراعيه. كما أنها تحفز الطلاب وتمكنهم من أن يصبحوا نشطاء ومواطنين عالميين. كما أنها تنمي حس المسؤولية الجماعية تجاه الغير، ويدرك الطالب أنه يعيش ضمن منظومة عالمية كبرى متكاملة وأن الوطن هو تكامل جميع لثقافات الكرة الأرضية والتي هو جزء منها مما يجعله يسعى دوما أن يكون جزءا فاعلا وله دور جوهري وبارز.

كيف يمكن أن نجعل مناهجنا الفلسطينية مناهج عالمية؟ 

  • نحتاج لعديد من الخبراء التربويين القائمين على تطوير المناهج وتعزيزها لابتكار أنشطة وأفكار تساعد المعلمين على توظيف المنهاج نحو العالمية.
  • باعتقاد الباحثة أن العالمية موزعة على كتب المنهاج ولكن بنسب متفاوتة حسب المراحل التعليمية، ولكن تأتي المشكلة من طريق تعاطي كل من المعلم والطالب معها هل سيمرون عليها مرور الكرام أم يتم توظيفها وتحليلها ورؤيتها من منظور عالمي.
  • يمكن للمشرفين التربويين والقائمين على العملية التربوية بعقد ورشات عمل ودورات تدريبية ومؤتمرات لنشر الوعي بعالمية المنهاج، وابتكار ممارسات تساعد المعلم على توظيفها من خلال العملية التدريسية.

 هل بإمكان المعلم جعل المناهج عالمية؟

والآن يأتي دور المعلم كيف يمكن أن يتناول المنهاج بطريقة تقوده إلى العالمية؟بإمكان المعلم توظيف العالمية في المنهاج من خلال ما يلي:

  •   تنمية مهارات التفكير الناقد وثقافة الإبداع من خلال تعاطيه مع مواضيع المنهاج.
  •  توظيف استراتيجيات تدريس حديثة تنمي المهارات المعرفية وما وراء المعرفية.
  •  التدريب على مهارات التصنيف والتمييز والموازنة والتحليل والتقييم.
  •  الانفتاح على خبرات الآخرين والربط بالأنشطة اللامنهجية.
  •  الاهتمام بعلوم المستقبل، وغرس الوعي اللازم للحفاظ على الموارد وترشيد الاستهلاك والمحافظة على البيئة.
  •  التفكير خارج الصندوق من خلال تكليف الطلاب بمشاريع عملية تطبيقية توظف المفاهيم العالمية لديهم بطريقة عملية.
  •  اعتماد المعلم على المنهج الخفي والتدريس من خلال أنشطة لا منهجية تغرس المفاهيم العالمية لدى الطلاب.

ما هي التغييرات التي ستطرأ على المناهج الفلسطينية؟

برأيكم ما التغيرات التي يمكن أن تحدث على مناهجنا الفلسطينية في حال تضمينها مفاهيم البعد العالمي؟باعتقادي أن هناك العديد من التغيرات الجوهرية التي سيترتب عليها العديد من الأمور مثل:جهود عظيمة ومضاعفة للقائمين على تطوير المناهج.

  •  إنتاج مناهج بطريقة إبداعية خارجه عن المألوف.
  •  سيتم التركيز على الجانب العملي والممارسات التطبيقية والمشاريع العلمية والعملية التي تقود الطلبة إلى اكتشاف المعارف بأنفسهم.
  •  سيكون هناك كثير من التنسيق والتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لإنضاج فكرة الرؤية العالمية.
  •  سيكون هناك تنسيق مع مختلف الأقطار والدول من خلال جهود مشتركة تقود للعالمية.
  •  سينشأ جيل واعي ومتفهم متيقظ مبصر بأهمية كل ما هو حوله ولديه نظرة ثاقبة في فهم الأمور بطريقة أفضل.
  •  سيتولد لدينا ثقافات جديدة متنوعة تدعونا لتقبل الآخرين بصدر رحب وتبني أفكار إبداعية والسعي إلى مواكبة كل جديد.

المراجع:

  • حسين، سلامة (2017). المنهج المدرسي ما له وما عليه. جامعة أسيوط، مصر.
  • https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A#cite_note-globalteacher.org.uk-3

اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم تعليم، وشاهد مقاطع فيديو موقعنا على اليوتيوب).

بقلم الباحثة والمشرفة التربوية: عبير عمر حمدان المصري

 

أضف تعليقك هنا