استعمرني..

شقاوة الأحفاد حلاوة

هل ذقتم حلاوة المستعمر لمّا يجثوا على صدرك ويضرب برجليه عليه، ثمّ يبدأ يقلب في محتوياتك الداخلية، وهو يزمزم بنبرات وحروف غير متناسقة، وأنت في نشوة السكران بحب معشوقه، ويتمنى منه أن يزيد في عنفوانه وهمجيته اللطيفة، وأكثر من ذلك يمنع كل من جاء ليخلصه منه بالنهر والسباب ليطلب منهم أن يتركوه وشأنه ويقول لهم إنّها الفترة التي يجد فيها متعته وفترة ذهاب الغم والهمّ وزوال الحزن ليعود لصباه وطفولته التي أنستها له السنين… بكل حبّ أعلن :”إنّه استعمار حفيدي”. مقال يتحدث عن أثر قطع صلة الرحم في تفكك الروابط الأسرية ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا أسرية من هنا.

قطع صلة الرحم وتفكك الروابط الأسرية  

هذا الجوّ والمناخ الأسري الذي بدأ يتلاشى بين الأسر الذي جعل الروابط في حالة اهتراء وصدأ وغطّاها غبار “قطع صلة الأرحام” التي مازالت في أوجها عند “البكم” ممّا خلق الله من أليف ومفترس بينما تغافل عنها أصحاب العقول.. إنّها ظاهرة استفحلت في مجتمعاتنا ومنها حتّى الراقية. كنّا نسمع “بدور” الشيخوخة وإذا بها تبنى عندنا ومن أموال الأبناء. كنّا نسمع في المجتمعات الغربية أنّ الأب ينصرف عنه ابنه فور بلوغ سن «هجرة الأبوين” وإذا بها نعيشها ونعايشها في مجتمعات محافظة كنّا نضرب بها المثل في المحافظة… كنّا نسمع فقط أنّ في المجتمعات الغربية هناك أمهات تتخلى عن فلذة أكبادها لتعيش بمعية خليلها ويبقى الأب غريب الديار في داره أو هكذا هي الصورة المرسومة لنا عبر شريط الأخبار المتناقل عبر المسافرين وإذا بالأمر يصبح “عين”بعدما كان “أثر”…من هذا وغيره رأيت أن يستعمرني حفيدي وأرضى باستعماره لعل وعسى يبقى له شيء من حب العائلة ويحن إلى ذكرياتها ويورثها لأبنائه وحفدته.

ما فوائد صلة الرحم ؟ 

فمن مكارم الأخلاق صلة الرحم؛ لأنها بفضل الله: مغفرة للذنوب، وزيادة في المال، وبركة في الوقت، وهي من أفضل الطاعات.. إلخ. إذا كانت هذه هي صلة الرحم، فما بال الناس غافلون عنها؟ نعمة بالمجان، هبة من الله، والقليل فطن لها، والكثير غافل عنها!

 دور العائلة في إضفاء السعادة والبهجة 

صرخة فيكم.. لكم: من نادى أباه باسمه فقد عقّه وخير المناداة “أبي”، ويا من هجرت أمّك إنّها دائما بانتظارك وقد قيل: “قلب الأم هوَّة عميقة ستجد المغفرة دائما في قاعها”، ونختم بهذه الروائع في حق العائلة: العائلة إحدى روائع الطبيعة، فوجوه العائلة عبارة عن مناظر طبيعية؛ فبالنظر لها ستجدها الشتاء وغيثه الذي يسقي الحرث والنسل, والربيع الذي تتزين به الطبيعة وتتبدل الأرض غير الأرض, والصيف الذي تجني منه ثماره الرطبة الجنية, والخريف الذي يزيح فضلات التعب والعبودية وكثير من التعاسة.

“قلب الأم هوَّة عميقة ستجد المغفرة دائما في قاعها”

العائلة هي من أجمل نعم الله 

فمهما كان الرجل فقيراً فهو غنيّ بعائلته؛ لذلك العائلة هي الملاذ الوحيد حين تضيع بوصلة المحيط وتفقد كل من حولك فهي عالم مكفول محفوف بأنعم لا تشترى ولا تباع في تسوق ثمنها صلة رحم وثمرتها دائم أكلها. يا رب إن عائلتي هي من أجمل هداياك، ومن أغلى ما رزقتني فاحفظهم لي وأسعدهم وكذا باقي الإنسانية الفطنة والغافلة.

عن: ولنوار قويدر، حرر بتخمرات 05ـ 01 ـ 2021

فيديو مقال استعمرني..

 

أضف تعليقك هنا