“التعليم” النهوض من أجل المستقبل

لا يمكن لأي أمة أن تنهض وتعليمها سيء أو جيد لكنه لا يُنافس أحد، التعليم حجر الزاوية وأساس أي نهضة وبغيره لا يمكن أن تتحقق الأحلام وتستقر الشعوب وتنمو المجتمعات، لم تتقدم الدول بسبب عصى سحرية أو بضربة حظ أو بسبب تنبوأت كاهن بل بسبب التعليم الذي حول الطالب من عقل جامد متلقي إلى عقلِ مُتسأل.

بعض الدول التي تطورت وارتقت بفضل التعليم

لو تأملنا في كيفية تحول ماليزيا من دولةِ فقيرة إلى دولة يُشار إليها بالبنان لوجدنا أن من أهم الأسباب كان وما يزال التعليم بمختلف مستوياته، في الثمانينات الميلادية كانت ماليزيا على الخارطة الجغرافية كدولة فقيرة تعاني من الأمراض الاقتصادية المختلفة وفي الألفية تغيرت ماليزيا فأصبحت تحمل اسم نمور آسيا ويبقى التعليم هو السحر الذي جعل من ماليزيا نمراً آسيوياً يصول ويجول على خارطة العالم الاقتصادية .

ليست ماليزيا فحسب من نهضت بسبب التعليم بل هناك سنغافورة البلد الذي كان في يومِ من الأيام جزء لا يتجزأ من ماليزيا لكنها تحولت لبلد مستقبل بفقره وتنوعه الثقافي والعرقي والديني لتصبح بعد سنوات بسيطة بلد صغير لكنه كبير في إنجازاته وتحولاته والفضل للتعليم الذي حول الطاقات والعقول لوقود يحترق من أجل المستقبل والأجيال القادمة.

هناك أمثلة كثيرة عن دور التعليم في النهوض بالبلدان و المجتمعات، ما يهمنا ليس الأمثلة بل النموذج الذي يمكن أن نحذو حذوه فوطننا العربي بحاجة لنهضة ومشروع تعليمي ينهض به وينقله لخانة يستحقها ، مشروع تعليمي يزرع القيم ويسقيها بماءِ عذب كيف لا وهي أمة القرآن و اللغة والأدب في ماضِ الأزمان.

كيف لنا التعلم من تجارب هذه الدول التي أصبحت من أوائل الدول تطورا؟

هناك الكثير من النماذج كل ما علينا القيام به هو التمعن في تلك النماذج ومحاولة محاكاة الأقرب إلينا لعلنا نصل إلى الطريقة الصحيحة في التطبيق ومحاولة النهوض، لا أعلم هل هناك مجلس عربي يعنى بشؤون التعليم يجتمع على طاولته وزراء التعليم في الوطن العربي بشكل دوري؟ ام لا؟ لا أعلم قد يكون هناك مجلس وقد لا يكون وهذا هو الأقرب إلى الصواب.

نحتاج لجهود موحده فالتعليم بالوطن العربي مر بتجارب ومحاولات تصحيح للمسار لكن كل ذلك لم يحقق الأحلام ولم يُعيد العقل إلى مكانته الصحيحة والسليمة والمتمثلة في التفكير والقراءة وتلك فريضتان اسلاميتان كما قال العقاد وغيره من شيوخ الفكر والأدب، تعليمنا بحاجة لمن يعيد ترتيبه ليصحو العقل العربي وأول خطوة في اعتقادي المتواضع يتمثل في هذا البيت الذي لم يمت منذ أن نطق به أحمد شوقي :

” قم للمعلم وفه التبجيلا….. كاد المعلم أن يكون رسولا.. “
فمن هنا البداية والنهاية أيضاً ولنا في الأخرين حكاياتُ وأمثلةُ تُروى.

فيديو مقال “التعليم” النهوض من أجل المستقبل

 

أضف تعليقك هنا