العلاقة التكاملية بين الذكر والأنثى

لقد أراد الله بخلقِ هذه الأزواج البيولوجية في الطبيعة أن يوصل لنا رسالة هامّة غاب فهمها عن عقول الكثير منّا فأسأنا فهم الحكمة وراءَ التناظر والتكامل، فالله لم يجعل هذا المنهج للإستمرار والتكاثر عشوائيًا ولم يكوّنه عبثًا.

العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة تكاملية 

على نور قوله تعالى في سورة الرّوم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.

نرى أنّ في خلق النفس وزوجها آيةٌ وحكمة كما أنها نعمةٌ يجب أن نتأمل فيها ونتبصّر ونحمده عليها حمدًا كثيرًا.

الأمر لم يشمل فقط البشر، فَمرورًا بالحيوانات ووصولا إلى النباتات بعد دراسة وتحليل آليات التكاثر نجد أن العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة تكاملية مطلقة بحيث لا يمكن استمرارُ اء النوع في انعدام أحد الطرفين (الذكر والأنثى)، فغيابُ أحدهما يُعدم فرص نجاة نوع كامل من أشكال الحياة (نبات،حيوان،..إلخ).

العلاقة التكاملية بين الذكر والأنثى هي علاقة الحفاظ على استمرار الحياة، على تنوّع أشكالها وهي أيضًا عهدٌ عتيقٌ على أن يكتملا ببعضهما فكانت بذرة التكامل تطرح ثمارها المتجلية في ذلك الإستمرار والبقاء والتجدد الدائم.

تبقى العلاقة بين الرجل و المرأة كما ذكرتُ مسبقًا علاقة { تكاملية } لا ( تنافسية ) ، ليست حربًا بين خصمين يجب على أحدهما أن يثبت بأنه الأحق بالقيادة مثلاً أو أنه الأجدر بتولّي زمام الأمور و أنه الأحقّ بإصدار الاوامر و النّواهي … و إلخ.

مكانة المرأة في الإسلام

إنّ هذا الدّينَ لم يظلم المرأة في شيء بل أتى و أكرمها و رفع من قدرها بعد أن كانت تحرقُ و تعذّب و تباع و تشترى و تدفن حية في أمم خلتْ. إن أخطاء الرجال في المعاملة و سوء فهمهم لواجباتهم إتجاه النساءِ و حقوق النساء عليهم لا يجبُ أن يُلام عليه الدين أو أن يطعن به في عدل التشريع الإلهيّ.

إن الرجل الحقيقي هو الذي يستطيع أن يشعر المرأة بكمالها عبر معاملته لها بالحسنى و طيب كلامه و جميلِ أفعاله، فالرجل لا يعامل المرأة على أنها مخلوق ناقص أو أقل قدرًا منه أو أقل كفاءة في إدارة زمام الامور التي كُلفت بها لأنه يدرك جيدًا بأن ذلك هو ما يحمل النساء على التمرد و العصيانِ.

ونحن نقول ذلك لإدراكنا بأن تسلط بعض الرجال و ظلمهم هو ما نتج عنه الفعل المضاد أو رد الفعل الممارس من طرف المرأة المتمثل في التمرد و إنكار المهمة التي خلقت من أجلها و سعيها لإثبات نفسها في ميادين لم توجدْ إلا للرجال.

هنا يجب أن يدرك كلا الطرفين بأن فهمهما لمعنى التكامل و معرفتهما لطرق تحقيق هذا الأخير هو المخرج الوحيد من دوامة النزاع الذي يدور بين المرأة و الرجل حول “من منهما أحقّ بالقيادة؟”…

إن المرأة هي ظلّ الرجل، تماما كما هو الرجل سند لها… فلا الظل يجب أن ينفصل عن كيانه ولا السند يجب أن ينهار أو يميلَ عن مكانه.

بقلم: جهينة سليماني

أضف تعليقك هنا