النفعية والنفعيون

جلب النفع ودفع الضر طبيعة بشرية ، فكل إنسان يبحث عما فيه منفعة وفائدة له ، ويحفظ نفسه وينأى بها عن كل ما قد يؤذيه أو يسبب له ضررا ، وهذا أمر محمود لا غبار عليه ما دام الانسان يستخدم الوسيلة المناسبة والصحيحة لتحقيق هذا الهدف ، وذلك لأن الاسلام كما يتعبدنا بالغايات فهو يتعبدنا بالوسائل ، فمن كانت غايته شريفة فلابد أن تكون وسيلته شريف أيضا ، فليس من الدين أن يسعى المرء للمنفعة بالكذب والنفاق والمدح الكاذب والتخلي عن الثوابت ، ونبذ الأخلاق.

من هم النفعيون؟

النفعيون يزعمون” أن أفضل سلوك يمكن أن يقوم به الإنسان هو ذلك الذي يحقق له أقصى منفعة ممكنة”

يقول جون ستيوارت في كتابه ” النفعية” في معرض توضيحه لمفهوم النفعية بأن “الأفعال تكون خيرة بقدر ما تتوق لتحقيق السعادة، وتكون سيئة بقدر ما تتوق لإيجاد نقيض السعادة، ويقصد بالسعادة اللذة وغياب الألم، ويقصد بالشقاء الألم والحرمان من السعادة(

والنفعيون لا تعنيهم الوسيلة المستخدمة، كما لا يعنيهم إن كان هذا السلوك سوف يسبب ضررا للآخرين أم لا. والعجيب أنهم يعتبرون ” النفعية ” مذهبا أخلاقيا وهو أبعد ما يكون عن الأخلاق والقيم والمبادئ.

ورغم أن المذهب النفعي ظهر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين على أيدي الفلاسفة البريطانيين جرمي بنثام ، وجيمس ميل ، وجون ستيوارت ميل إلا أن النفعية  كانت موجودة من قديم الأزل ، والنفعيون كانوا موجودين في كل العصور وعلى كل الموائد.

عقلية اليهود النفعية على مر التاريخ

وقد تميز اليهود على مر التاريخ بهذه العقلية التي تعلي من شأن النفعية وتجعلها دينا  ومنهج حياة وليس مجرد مذهب فكري.

عندما خرج اليهود من مصر سرقوا أموال المصريين وحليهم (كانت نساؤهم قد استعارته ليتزينّ به في العيد )  ولما قال لهم هارون بأن هذا الأمر خيانة للأمانة وسرقة و أمرهم عليه السلام بالتخلص منها رفضوا ذلك ، وتنكروا لنعمة الله عليهم الذي نجاهم من الغرق وصنعوا من هذا الذهب عجلا ليعبدوه.

واليهود يقدمون المنفعة والمصلحة على كل شيء، فهم يفضلون الذلة مع الشبع والراحة على العزة مع الجوع والتعب حتى ولو كان ذلك في سبيل الدين.

جاء في سفر الخروج: (ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ، الَّتِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْرَ، إِذْ كُنَّا جَالِسِينَ عِنْدَ قُدُورِ اللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ. فَإِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هذَا الْقَفْرِ لِكَيْ تُمِيتَا كُلَّ هذَا الْجُمْهُورِ بِالْجُوعِ).

جاء في “البداية والنهاية” والقصة رواها البخاري:

لما جاء النبي ﷺ جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيَّ ما ليس فيَّ.

فأرسل نبي الله ﷺ إلى اليهود فدخلوا عليه.

فقال لهم: «يا معشر اليهود ويلكم، اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا».

قالوا: ما نعلمه.

قالوا ذلك للنبي ﷺ قالها ثلاث مرار.

قال: «فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟»

قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا.

قال: «أفرأيتم إن أسلم؟»

قالوا: حاش لله ما كان ليسلم.

قال: «يا ابن سلام اخرج عليهم» فخرج فقال: يا معشر يهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق.

فقالوا: كذبت.

فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية: فلما خرج عليهم شهد شهادة الحق.

قالوا: شَرُّنَا وابن شَرِّنَا، وتنقصوه فقال: يا رسول الله هذا الذي كنت أخاف.

إن تاريخ اليهود حافل بالمادية الطاغية والنفعية المقيتة والربا وأكل الموال بالباطل والكذب والبهتان دون النظر إلى الوسائل المستخدمة في ذلك.

كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه على ملتهم فمدحوه وأثنوا عليه ثناء حسنا، ولما علموا أنه أسلم وشهد شهادة الحق بهتوه ووقعوا فيه دون حياء أو خجل رغم معرفتهم التامة بفضل الرجل ومكانته وذلك لأن المصلحة-من وجهة نظرهم- تقتضي ذلك. إن عبد الله بن سلام لم يعد ذا نفع لليهود بعد إسلامه بل ربما يشكل خطرا عليهم لأنه سوف يفضحهم ويكشف زيف عقيدتهم وسوء أخلاقهم فأصبح تشويه تاريخ الرجل والحط من مكانته منفعة لهم.

قصة المتنبي وكافور “شاعر نفعي وحاكم نبيه”

كان المتنبي شاعرا نفعيا يمدح ويهجو وفق ما تقضيه منفعته ومصلحته، فإن كان يرجو منفعة مدح ورفع، وإذا يئس هجا وأفحش.

رحل المتنبي الشاعر المشهور إلى مصر وكانت مصر والشام في ذلك الوقت تحت حكم الدولة الإخشيدية. كان كافور الاخشيدي أسود اللون مشقوق الشفة والقدمين لأنه كان من الحبشة وقد عانى كثيرًا من الرق واشتهر كافور بحبه للأدب فكان يقرب الشعراء وأيضًا رجال الدين إليه ويجزل لهم العطايا .

ولما علم المتنبي أن كافور يرعى الأدباء والشعراء، قرر أن يذهب إليه طمعًا في عطاياه وكان يطمع أيضًا أن يحصل عنده على منصب هام في الدولة الإخشيدية ، وبالفعل ذهب المتنبي لمصر وتقرب إلى كافور وما إن دخل المتنبي البلاط حتى أنشد قصيدته التي مطلعها :

كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا  : وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا

وقال فيها:

قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ : وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا

فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ : وَخَلَّت بَياضاً خَلفَها وَمَآقِيا

لقد شبه كافور بالبحر الزاخر في حين ترك السواقي لغيره من ملوك تلك العهود كما وصفه (بعين الزمان) .

ومما قال في مدح كافور

أغالب فيك الشوق والشوق أغلب

وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب

وأخلاق كافور إن شئت مدحه

وإن أشا تملى علي وأكتب

إذا ترك الإنسان أهلاً وراءه

ويمم كافوراً فما يتغرب

ولكن كافور كان ذكيا نابها ويدرك أطماع المتنبي وهدفه ، فلم يستجب له ، ولكنه كان يغدق عليه بالعطايا والهدايا ، وطال انتظار المتنبي الذي كان يأمل أن يوليه كافور إحدى ولايات الدولة الاخشيدية ، فكتب قصيدته الرائعة يصرح بما في نفسه من مطامح ومطامع:

أعز مكانٍ في الدنى سرج سابحٍ

و خير جليس في الزمان كتاب

وفي النفس حاجات وفيك فطانة

سكوتي بيان عندها وخطاب

حينها لم يكن ثمة مناص من المصارحة بين المتنبي وممدوحه ويذكر عدد من المؤرخين أن كافور صرح للمتنبي وكاشفه قائلاً لجلسائه: ياقوم من ادعى النبوة بعد محمد ألا يدعي الولاية بعد كافور، عندها انتهى كل شيء بالنسبة للمتنبي الذي تملكه الغضب واحتال للخروج السريع من مصر وراح يكيل الهجاء لكافور بقصيدته الشهيرة  التي مطلعها:

عيد بأي حال عدت يا عيد ….بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وفيها:

نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها :::فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ

صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا :::فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ

لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ :::إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ

مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً :::أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ

أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً :::أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ

أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ :::في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

عنترة بن شداد ونفعية بني عبس

وُلد عنترة في قبيلة عبس لأب عربيّ وأمّ حبشيّة اسمها زبيبة ، فجاء مختلفاً عن بقية أقرانه في ضخامة خلقته وعبوس وجهه وتلفلف شعره وكبر شدقيه وصلابة عظامه وشدة منكبيه، وطول قامته، وشبه خلقته لأبيه شداد.

ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فقد كان أبوه هو سيده، يعاقبه أشد العقاب على مايقترفه من هنات . وكان الناس ينادونه بابن زبيبة تحقيرا له واستخفافا به ، فهو عبد مملوك لا قيمة له في نظرهم ولافائدة ترجى منه إلا ما اعتاد العبيد فعله.

وفي يوم من الأيام أغارت قبيلة طيء على قبيلة عبس وانكسر العبسيون أمام فرسان طيء  ، فاستنجد به شداد وقال له  “كُرّ ياعنترة!”، فأجاب عنترة على النداء: “لا يحسن العبد الكر الا الحلاب والصر”. وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه مفراً من أن يمنحه اعتباره فصاح به: “كُرّ وأنت حر” فكرَّ عنترة وكان النصر لبني عبس.

‏قال عنترة بن شداد :

يُنادونَني في السلم يا ابن زبيبةٍ

وعند صدام الخيل يا ابن الأَطايِبِ

ولولا الهوى ما ذَلَّ مِثلي لمثلهم

وَلا خضعت أُسدُ الفَلا للثعالبِ

فَيا ليت أن الدهر يُدني أَحِبتي

إِلي كما يُدني إِلي مَصائِبي

اختلف أسلوب خطاب بني عبس لعنترة حسب المصلحة والمنفعة. في وقت السلم هو مجرد عبد أسود لا ينظر إليه ولا يؤبه له  ويناديه الناس باسم أمه إمعانا في الإهانة والتحقير ، ولما احتاجوا إليه عندما أغارت عليهم خيل طيء قالوا له ( يا ابن الأطايب ) ، وهكذا يفعل النفعيون في كل زمان ومكان يدورون مع المصلحة والمنفعة ، فإن شرقت شرقوا ، وإن غربت غربوا.

طلحة بن عبد الرحمن جواد كريم بين ثلة من النفعيين:

طلحة بن عبد الرحمن بن عوف- هو أحد أجواد العرب، وقد لاحظت زوجته اختلاف أصحابه عليه، فقالت له:

ما رأيت ألأم من إخوانك وأصحابك!

سألها: ولـمَ ذلك؟

أجابت: إذا اغتنيت لزموك، وإن افتقرت تركوك.

قال: “هذا والله من كرمهم، فهم يأتوننا في حال القوة بنا عليهم، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم”. (والمعنى يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويبتعدون عنا في حال عجزنا عن القيام بحقهم).

علق الماوردي على هذه القصة، فقال:

“انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل، حتى جعل قبيح فعلهم حسنًا، وظاهر غدرهم وفاء، وهذا محض الكرم ولُباب الفضل، وبمثل هذا يلزم ذوي الفضل أن يتأولوا الهفوات من إخوانهم”.

(الماوردي: أدب الدنيا والدين، ص 221)

النفعي شخصية متناقضة

قال الأمير الشهابي لخادمه يوماً : تميل نفسي إلى أكلة باذنجان .

فقال الخادم : الباذنجان ! بارك الله في الباذنجان ! هو سيد المأكولات ، شحم بلا لحم ، سمك بلا   حسك ، يؤكل مقلياً ويؤكل مشويّاً ، يؤكل كذا ويؤكل كذا .
فقال الأمير : ولكن أكلت منه قبل أيام فنالني كَرْب .
فقال الخادم : الباذنجان ! لعنة الله على الباذنجان ! فإنه ثقيل غليط نفّاح .
فقال الأمير : ويحك ! تمدح الشيء وتذمُّه في وقت واحد ؟!
فقال الخادم : أنا خادم للأمير يا مولاي لا خادم للباذنجان .
إذا قال الأمير نعم قلت نعم ، وإذا قال لا قلت  لا .
إن هذا الخادم مثال  صارخ للشخصية النفعية التي تدور حيث دارت المصلحة ، ولا يتورع عن كذب أو نفاق أو غش او تدليس ، يبدل جلده بين غمضة عين وانتباهتها ، لا يثبت على رأي وليس له مبدأ يسير عليه ، ولا يردعه دين ولا عقل ، فهو عبد للمصلحة والمنفعة ، وكل الوسائل عنده مشروعه ما دامت تحقق غايته. وهذا وأمثاله هم من يزينون القبيح ويقبحون الجميل من تصرفات المسؤولين طلبا لرضاهم ورغبة فيما يخصونهم به من منافع ومزايا ولا يهمهم إن جاع الناس جميعا ما دامت بطونهم  ملأى.

حديث القرآن عن النفعيين

قال تعالى :(وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) (58) سورة التوبة

تشير الآية إلى أصحاب مذهب المنفعة وطبيعتهم وسوء أدبهم حتى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل مصلحتهم.

اعترض ذو الخويصرة على تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم للغنائم، فعن أَبَي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ . فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ ، – وَهُوَ قِدْحُهُ – ، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ.            رواه البخاري في كتاب المناقب .

هكذا النفعيون يرضون عند العطاء ويسخطون عند المنع ،  يمدحون رجلا وليس فيه ما يمدح ، ويسبون آخر وهو من أصحاب الفضل.

يأكلون  اليوم على مائدة وغدا يتفلون عليها..

يشربون اليوم من  بئر وغدا يبولون فيها

يميلون مع الريح حيث مالت.

لا غاية لهم إلا ما يملأ جيوبهم وبطونهم.

جاء في العقد الفريد :قال بعض الظرفاء:

أظهروا للنّاس زهداً وعلى المنقوش داروا

وله صلوا وصاموا وله حجوا وزاروا

وله قاموا وقالوا وله حلوا وساروا

لو غدا فوق الثريا ولهم ريش لطاروا

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 بقلم: جهلان إسماعيل

 

أضف تعليقك هنا