تهنئة من الطبيعة بحلول السنة الجديدة

بقلم: أمين الكماخ

من الأحق بأن يُهنَّأ بقدوم السنة الجديدة؟

جلست على طاولتي واضعا ورقتي البيضاء أمام، شبكت أصابعي فوقها ثم أمسكت القلم، محاولا كالبقية توديع السنة القديمة، حاولت جاهدا أن أجمع أفكاري، فهي لم تكن سنة عادية حتى يكون وداعها عاديا، وبينما أنا منغمس كي أكتب أفكاري أحسنها، عصفت بذهني فكرة سرعان ما ارتمت فوق ورقتي على شاكلة أسئلة: من هو الأحق بأن يشاد به ويُهنَّأ؟ السنة التي مرت وما حملته من أحداث؟ أم السنة القادمة وما تحمله من أحلام؟ أم ذلك الكائن المدعو الإنسان؟ مقال يتحدث عن قدرة الإنسان ومنجزاته ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول خواطر من هنا.

قدرة الإنسان ومنجزاته على مر العصور

لقد شهدت الكائنات الحية جلها صراعا من أجل البقاء، منهم من لم يفلح وغادر هذا الكوكب مبكرا، ومنهم من نجا وأفلح في البقاء، واليوم ونحن على بعد أربعة مليار سنة عن بدء الحياة على وجه الأرض، %1 فقط من الكائنات الحية استطاعت النجاة والبقاء، ليحتفلوا هم كذلك بالسنة الشمسية الجديدة. ومن بين هذه الكائنات، الإنسان، الوافد الجديد على الأرض وأصغر من يوجد عليها عمراً، فخلال 400000 ألف سنة على أكثر تقدير، استطاع أن يكتب قصة نجاح هي الأجمل والأروع في تاريخ الطبيعة. فمن كائن متجول يحاول النجاة  في أدغال أفريقيا، يبحث عن قوت يومه إلى إنسان يمشي على سطح القمر. فقد استطاع أن يخترع الزراعة، ويشيد المدن والحضارات ويطور الصناعات وينشئ العلوم ليكون اليوم واقفاً على رأس الهرم، بعدما استطاع أن ينجو من الكائنات المفترسة والأعاصير والحروب والمجاعات وكذلك الأمراض التي صادفته طوال مسيرته.

هل استطاع فيروس كورونا إضعاف قدرة الإنسان وقوته؟ 

إلا أنه وفي هذه السنة حاول واحد من أقدم الكائنات وأكثرها تعميراً أن يعترض قصة النجاح هاته، حيث وجد الإنسان نفسه في معركة أقحمته فيها الطبيعة مع أصغر وأحدث ما أنجبته إحدى أعرق العائلات الفيروسية (كورونا). في معركة اشتعلت أحداثها مع مرور الأيام، فاحتدمت المعركة بين طرفين، أحدهما محاولاً الانتقام لأسلافه وأقاربه الذين طالما راودهم حلم القضاء على هذا الجنس، والآخر ليثبت مرة أخرى للطبيعة أنه الأفضل والأصلح.

الإنسان يختتم السنة بتغلبه على أخطر التحديات   

وكعادته عند كل الأزمات، اجتمع جنس البشر وتوحدوا واضعين على جنب كل اختلافاته، مقررين بحزم، الانتصار لنوعهم، فخرجوا بابتكارات وأفكار ساعدته على أن يحولوا نتيجة المعركة لصالحهم، بعدما ابتدؤوها خائفين مهزومين، إلا أن جينات أجدادهم التي لطالما حمته، عبرت عن نفسها في الأخير، لتقلب موازين القوى مجددا لصالح الإنسان، ليبرهن على أنه الأقوى والأصلح، فها هو يفعلها مرة أخرى،  فبعدما كان التطور وآلياته في موقف محايد في هذه المعركة، ها هو الآن بدأ في الميل لكفة الإنسان معلنا بهذا عن قصة نجاح ونجاة أخرى لهذا النوع، فهنيئا لهذا الكائن بسنة أخرى تضاف إلى خبراته وإنجازاته على هذا الكوكب. وكل عام وهو الأصلح والأقوى (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: أمين الكماخ

 

أضف تعليقك هنا