لحظة لقاء – #قصة

بعد شهور حبٍ طويلة عاشاها معاً على الانترنت على اللقاء في مكان يفيض بالشاعرية والعمق في نية لأخذ أولى الصور التذكارية لقصة حب جنونية أراداها معاً ، لطالما كان هذا اليوم حلماً جميلاً يدغدغ قلبيهما ولطالما كان وسيبقى للقاء الأحباب في نفوسنا رونقاً خاصاً ، لذا لم يجد الحبيبان كالبحر موطناً لحبها الجارف الذي هز مشاعرهما ، إتفقا على موعد محدد وخرجاً معاً من منزلهما بقلب واحد لـ “لحظة اللقاء” . (لحظة لقاء). (اقرأ المزبد من القالات على موقع مقال من قسم قصة).

الذكريات السعيدة وثمن السعادة

إقترب العاشقان اللذان يمشيان على الشاطئ باتجاه بعضهما وكل منهم يمعن النظر بالآخر ، قاطع جنونها نظرات حين شدت يده تطلب منه الدخول إلى البحر للوصول إلى جزيرة مقابلة على الطرف الآخر لالتقاط صورة أكثر جمالاً وتخليداً ، حاول الشاب المتيم اخبارها بأنه لا يجيد السباحة إضافة لخوفه الشديد من البحر لكن جمال الفتاة وازدياد إصرارها حالا دون ذلك في وقت شعر الشاب الولهان بالبشاعة في حال إحراج حبيبته الجميلة برفضه.

تنازل عن خوفه وولج البحر يبث في نفسه الطمأنينة من الخوف ارتعد بقلبه ، أمضيا في عبور البحر وقتاً لم يكن طويلاً إلا أنه كان سعيداً بالنسبة لهما معاً ، شعر الشاب بأن هذا الهدوء ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة وتبدلت ملامحه التي لاحظتها مغرمته المجنونة به ، سألته عن سبب القلق في عينيه فأجابها بأنه قلق مشروع من البحر ، كان الشاب على حق كما كانت الحياة ! التي لابد لها من جعلنا نسدد ثمن أوقاتنا السعيدة غالياً ، إذاً !! فماذا كان ثمن هذه السعادة التي امتلكتها ؟

كوارث الحب حين يغيب العقل ! 

موجة ضخمة أقبلت بصوتها الأجش كعاصفة ثائرة على السعادة ومن يعيشونها ، شعر الشاب بالذعر الشديد ولم يعد يدرك ما عليه فعله ، واستعادت في أجزاء من الثواني شريط خوفه وحواره مع حبيبته قبل دخول البحر ووعدها إياه بعدم التخلي عنه فأغمض عينيه للموت بعد أن أصبحت الموجة بقربه وأمسك يد حبيبته طمعاً في موتٍ مشتهى كموت جاك أمام روز في فيلم التايتنك.

إلا أن قوة الموج تركته يغرق وحيداً بعد أن أفلتت يده من يد الفتاة ،  تلفت حوله فلم يجدها بحث وهو يشعر بالإختناق لعله يلمحها أو يراها قبل موته إلا أن لم يجد لها أثراً فأين إختفت وهل غرقت !؟ صادف الشاب الغريق غرقه قطعة خشبية بقربه تشبث بها من تعلقاً بالحياة حاول أنقاذ الفتاة حتى أنهك ولكن للإسف لم يجدها لها أثراً

لكل شيء ثمن كما للثقة ثمن 

عاد العاشق المفجوع إلى البحر والدمع يحرق عينيه مثلما يحرق قلبه الذي لم تتركه الأقدار ليهنئ بحبيبته فيما علا نحيبه الذي كان يسبقه إلى الشاطئ ، لمح الكثير من الناس على الشاطئ متجمهرين بجانب الشرطة فتيقن أن فتاته الفاتنة قد ماتت مما دفعه للنحيب عليها بشكل أشد قسوة لكنه فور وصوله إلى الشاطئ همت الشـرطة مسرعة بالقبض عليه بعد أن قيدت يديه بوحشية جعلته صرخ ماذا يجري !! أجابه الشـرطي ( أتحاول خداع الشرطة أيها الأحمق .. تهتمك الشروع بالقتل

حين يصبح الحب جريمة 

تم إعتقال العاشق الساذج إلى مركز الشـرطة كما بدأ التحقيق معه وتوجيه التهم عليه وهو ينكر ويقسم بالله والعبرة تكاد تخنقه في حين بدأت لكمات الشـرطي تنهال عليه ، لم تؤثر كل تلك اللكمات على الشاب العاشق الذي طلب من المحقق والدماء تقطر من أنفه وعينيه إجابة واحدة يطمئن بها عن حال حبيبته وهل تم إيجادها أم لا ؟؟

أجاب المحقق ساخراً (أنظر خلف هذا الزجاج أيها الاحمق) فرأى الشاب المكلوم حبيبته خلف الزجاج ترمقه بنظرات تشتاط غضبا وهيّ تحدق به بحقد وكراهية ، أقسم لها ببراءته ناداها بكل ما يملكه من صوت ولكن لا نتيجة فقد كان اللوم واللؤم في عينيها جلياً ، كرر المحقق سؤاله عليه (أهممت بقتلها أيها الوغد لأنها رفضت الزواج بك) فأجاب بصوت محترق وهو يطبق يديه فوق وجهه باكياً :” نعم يا سيدي .. أنا أغرقتها .. أنا أغرقتها “

فيديو مقال لحظة لقاء #قصة

أضف تعليقك هنا