ليتها

وصل به الطريق إلى مرحلة بين كل المراحل التي مر بها بائسا ليس له قوة ولا نفس لإكمال الطريق الذي مازال لم يكمله، طريق طويل جدا وذلك للبحث عن شق يدخل منه نور الأمل بل بالأحرى شعاع باهت منه، وقف ذاك الغريب لا هو ولا هم، كل شيء توقف بجانبه، كأن لا حياة على هذا الكون، فقط تلك النجوم والمجرات البعيدة التي تؤنسه بنورها وسط الظلام الدامس والقاتل في معركة الحياة .

معركة الحياة المنهكة للإنسان

وسط ذاك الظلام ما هو مسموع إلا أصوات المعارك الضارية، معركة الافكار، معركة الماضي والحاضر، معركة شخصيه العجوز والشقي، يلتفتت إلى كل النواحي والجوانب فلا يجد إلا المعارك.

يلتقط  نفسا ممزوجا برائحة الدم والحزن والكآبة وكل المشاعر المنحطة، فٌبدأ في مسيرته الجديدة، ليست إلا غفوة، غفوة في الواقع  التي هي راحة بالنسبة له، ذاك الوالق الذي أقل ما يقال عنه أنه كلمة بدون تائها، ومعنى بدون ألفه.

في هذا الواقع وجد بين رفات الأٌيام جوهرة جوهرها ألف قد أقام  شعاره على قمته الشامخة، جوهرة وسط ذك الصخر الصلب الذي كان يطلب أن يشق شقا في وسطه لكي يدخل منه شعاع الامل، وكان يقول ليت القدر ليت وليته ولتها، لتها هذه من جعلت للكلام طريق يمرفيه ويهرول فرحا، عاد للغريب أمل من جديد، عادت الراحة ترخي بشائرها على روحه، وعلى صدره المهموم والحزين.

كلنا يقول أثناء معركة الحياة “ليتها”

كان يقول في غيابات نفسه: ” جلهم، معظمهم، كلهم، أيهم هنا بداع الشفقة”، كان يقولها ويرجع صدى
صوته بجواب يقول”: لتمت برفق ولا تصدر ضجة البحث عن الصادق بينهم “، فرد وهو منحط الرأس:
“أٌيهم، كلهم ، معظمهم، جلهم .”
كما قلت سابقا كانت تلك “ليتها” الشق الذي طلبه من القدر، تجلى في لمعة عينيها، عينيها
اللتان تاه بداخلها حتى أعاده حاجز الفارق، الفارق أم الغارق؟، كلاهما في هذا المحل صحيح، أحدهما
كان الطرف الآخر، والآخر كان هو !!
ما هو مفهوم فهو مفهوم ، وما هو هو فليس هو، كل ما قلت لم أقله، وكل ما لم أرد قوله قيل، فهل بقي
شسء من المفهوم وشيء منه هو وشيء مما قلت وشيء مما قيل، لم يحتويها بشعورها وشعور
شعورها، عادت المياه إلى مجاريهاوالروح إلى غياباته، فهل كانت ليتها تلك شيء من الشعاع أم خيال
صاغته غفوة الواقع في ثناياها؟

فيديو مقال ليتها

أضف تعليقك هنا