مشاهير ولكن

في عصر السوشل ميديا باتت القدوة عبارة عن شخصيات مجهولة كل ما تقدمه عبارة عن تفاهاتِ وجدت طريقها إلى الأفراد فطارت بها الركبان ضحكاً وتعليقاً فقفزت تلك الشخصيات من خانة الصفر إلى خانة الشهرة فحققت المكاسب المادية على حساب القيم والمكتسبات السلوكية، القدوة في الماضي ليست كالقدوة في زمن السوشل ميديا فنحنُ أمام مرحلة تربوية مليئة بالمخاطر. (التربية بالقدوة). (اقرا المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قضايا مجتمعية).

التربية بالقدوة

القدوة أو التربية بالقدوة أسلوب تربوي قديم عرفه العرب وغير العرب فقد كان أثره ظاهراً في الحياة الإجتماعية التي لم تتأثر بالمؤثرات الخارجية، هناك عدة عوامل جعلت من القدوة أسلوب تربوي قديم فوسائل التواصل الاجتماعي والثورة المعلوماتية والتقارب بين الأمم بسبب التقدم الصناعي والتكنولوجي جعل من القدوة أسلوب تربوي قديم لكنها عالمية بمعنى أن قدوة الأمس ليست كقدوة اليوم.

لماذا نحن أمام مرحلة تربوية خطرة؟

فمن يمسك بهاتفه ويتابع المشاهير يجد في بعضهم قدوة له وقد يكون ذلك الشخص المشهور تكنولوجياً من مجتمع بعيد لا تجمعنا به قواسم مشتركة، نحنُ كمجتمعات عربية أمام مرحلة تربوية خطرة فالقدوة لم تعد قدوة بمفهومها القديم فقد أصبحت تقاس بالمال والشهرة وليس بالأخلاق والقيم العربية والإسلامية.

كيف كانت القدوة قديماً وكيف أصبحت الآن؟

في السابق كانت المناهج الدراسية تقدم نماذج من حياة الصحابة رضوان الله عليهم لأنهم بالفعل قدوة وتقدم للنشء شخصيات بلغت من العلم والبطولة الشيء الكثير لكن ما حدث من إعادة صياغة للمناهج وتقديمها كما يقال بطريقةِ عصرية تسبب في اختفاء تلك الأسماء بالكُلية ويعلل المختصين بأن القدوة الأولى للنشء هما الأب والأم وما سواهما نماذج يمكن الاقتداء بهم مستقبلاً إن أمكن ذلك ..

لست مع الذوبان في شخصية الآخرين لكنني مع القدوة الحسنة وتقليدها في صفاتها الحميدة، نتحدث كثيراً ونردد قدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فهل نحنُ كمسلمين نقتدي به في تعاملاتنا اليومية؟بإمكان أي شخص الإجابة على هذا السؤال سراً وإعادة تقييم مواقفه اليومية ليصل إلى النتيجة ويبدأ بعد ذلك في تغيير سلوكه ليصبح فيما بعد سلوكاً نبوياً فقدوته النبي الذي زكاه الله في كتابه حيث قال ( وإنك لعلى خلق عظيم).

التربية وعصر الانفتاح

لقد أصبحت التربية في عصر الانفتاح عملية معقدة فما تزرعه من قيم قد يتعرض للانهيار في أي لحظة وعليه أعتقد أن أي زراعة لا يمكنها أن تصمد طالما هي بعيدة عن الطريقة النبوية في التربية والرعاية تلك الطريقة التي اخرجت جيل نقل العرب نقلة حضارية لا مثيل لها في العصر الحديث فهل نعيد ترتيب أولوياتنا التربوية ونبدأ بترميمها لتصمد القيم بوجه طوفان الشهرة والسلوكيات الخارجة عن المألوف! .

فيديو مقال مشاهير ولكن

أضف تعليقك هنا