أرواحاً بالفؤاد باقية

 

فِي قلوب الأحفاد ، الأجداد لا يموتون ولو دُفنوا !

جميعنا لدينا المشاعر المتدفقة بداخلنا، والتي تجعلنا أُناسٍ متقلبون نفسياً، إما تكون مشاعر مفرحة أو مشاعر مفحمة بالحزن والشوق المؤبد الذي يجعلنا مقيدون أحياناً، يُبكينا كثيراً، يجعلنا نحلم بشيء لم يعد موجود على الاطلاق، و هكذا الموت حين يأتي و يسرق مننا أعز الناس على قلوبنا، إما نبقى متمسكين بأيامهم قبل أن يسرقوا مننا، أو نبقى نحلم وكأنهم ما زالوا على قيد الحياة.

في هذه اللحظات أردت أن اعبر، أصرخ، أتكلم، و أكتب، لأنقذ نفسي قليلاً من هذا الكم الهائل من الضغط الذي يرافقني منذ شهر تشرين الحزين في ال2020 ليومنا هذا..

الفكرة بشكل عام عن إنسانة كانت و مازالت و ستبقى روحها موجودة بين عائلتها، في قلوبنا، عقولنا، أفكارنا، بيتنا، وكافة تفاصيل حياتنا!

الانسانة التي منذ أن وعيتُ على هذه الدنيا وهي معي، الرقيقة، الطيبة، الحنونة، والقوية، الانسانة التي لا أريد أن أنساها أبداً لدرجة أنني استذكر صوتها في عقلي كل يوم خوفاً من أن افقده فأشتاق، أُحرق، وأُهلك من الشوق الكثير جداً!

هي جدتي الدافئة جداً جداً

بيديها القوية المليئة بالتفاصيل المٌبهرة ، و قلبها النقي والنظيف، و حكاياتها الأجمل!

هي الملاك التي خسرتها في يومٍ مريرٍ وقاسي جداً، المؤلمُ بكافة تفاصيله المبكية!

والتي تركت تفاصيلها الباقية التي أصبحت ليست سوى ذكريات ممزوجة بالحب و الأمان، فالأشخاص الذين يفارقون الحياة يتركون ورائهم الكثير من الذكريات صحيح بأنها تجعلنا نحترق كلما نظرنا إليها و لكن تجعلنا نطمئن حين نلمسها و نشمها كلما إشتقنا؛ لنشعر بأنهم ما زالوا معنا.

والاماكن التي كانت تنتمي اليها جدتي بكثرة، بين جدران البيت، الزوايا التي اعتدنا ان نراها فيها، النباتات التي لطالما كانت تنبهنا أن نعتني بها، “بيت الدرج” الذي لطالما كنا نتسابق فيه انا واخوتي و نتسابق من سيستقبل جدتي حين تدق الباب و من سيفتح لها أولا و يقبل يديها، و القعدة مع أحفادها الصغار أثناء مشاهدة التلفاز؛وكأن الارواح التي تفارق الحياة تبقى موجودة دائما بالفؤاد لا تٌنسى، و سيبقى إسمهم وخطواتهم محفوظة بكل الأماكن، سيبقون طيفاً جميلاً كلما نظرنا أمامنا نراه و نبتسم بألم و شوق مؤبد.

لحظات قاسية و صعبة

حروف بسيطة جدا من خلال بعض الكلمات الخارجة من أعماق قلبي المنكسر والمليءُ بالحزن على فقدان جدتي و الشوق الذي يدفعني كل يوم للكتابة لها، حيث يكون بداخلي طاقة وأفكاراً مشوشة نوعاً ما؛ لتجعل كلماتي تنبعث من الأعماق للورق الممزوج بالحبر، ومن ثم أبدأ بقراءتها مرة أخرى وفي بعض الأحيان كانت تتحول تلك الكلمات للحنٍ بسيط لتصبح أغنية مُعبرة عما أشعر به، حيث أنني قد فقدتُ جدتي في يوم الاثنين بتاريخ 19/تشرين الثاني لعام2020 الساعة الثانية والنصف ظهراً، جاء خبر وفاتها كالصاعقة التي تهب بشكل مفاجئ، كالسهم حين يدخل الجسد فينزف ألماً، كانت لحظات مقلقة، محزنة، مليئة بالإنتظار، نعم إنتظار جثتها للوداع الأخير، لإلقاء النظرة الأخيرة، و تقبيلها لآخر مرة!

يا لها من لحظات قاسية و صعبة، أصبحت أيامنا دونها مليئة بالنقص، لقد تركت ورائها فراغاً كبيراً، حيث من الصعب جداً من أحد أن يُعوض مكانها، كانت عظيمة جدا كونها الفرد الأكبر من أُسرتنا، كانت هي من تجمع العائلة و تحاول دائما أن تزرع الحب بيننا، كانت تحاول وتحاول و تحاول أن تقودنا للتمسك ببعضنا البعض ولكنها الآن قد رحلت، حيث لا محاولات بعد الآن ولا أمل، ستستمر الحياة دونها ولكن سيكون هناك كسر عميق جدا لهذه العائلة من الصعب جداً تصليحه، فكما يقولون: “حين تُكسر القلوب، من الصعب أن تُجبر من جديد”، و هذه هي عائلتنا المكسورة التي لا جُبر لها بعد اليوم.

#لمى_قنداح

كُتبت بالأول من شهر شباط لعام٢٠٢١..

النهاية.

جمل الفيديو

 

 

أضف تعليقك هنا