الحبوب المخدرة ولعبة ال PUBG…..وجهان لعملية إدمان واحدة!!

بينما تحاول العديد من دول العالم التخلص من استشراء ظاهرة ادمان المخدرات التي تتسرب بين المتعاطين بشكل خفي وسري وتحاول السيطرة عليها عبر وسائل شتى، تُفاجئ اليوم بمادة مُخدِرة ظهرت بحلةٍ جديدة مرتدية قناع (لعبة الكترونية) لتكون اكثر استشراءً واسرع انتشاراً، بشكلٍ مباح وعلى مرأى ومسمع الحكومات لأنها ظهرت بطريقة مبطنة وغير مباشرة بشكلٍ افتراضي الكتروني، وإذا بها تسيطر على عقول الشباب وحتى الأطفال وتصبح الشغل الشاغل لهم وحديث زمانهم!.

ما مدى تأثير لعبة البوبجي على عقول الشباب والأطفال؟

إنها(لعبة البوبجي)… هذه اللعبة تشبهُ في مفعولها تأثير مفعول المخدرات على المتعاطين لها من حيث الادمان والهروب من الواقع، حيث أنها تأخذ بالأشخاص إلى واقع افتراضي منعزل تماماً عن الواقع الذي يعيشون فيه، لقد سيطرت هذه اللعبة على العديد من الشباب والاطفال فأخذت تسرق اوقاتهم الى اجلٍ غير مسمى، فحرفتهم عن مسار التعليم والتثقيف والاطلاع، وهنا تكمن (الخطورة) لانها في طريقها لأعداد جيل “أميّ” فارغ المحتوى يسيطر عليه الجهل وبِلا ثقافة أو علمٍ يُـنتفع منهُ فلا يستطيع أن يبني أو يُـعَمِر بلداً.

وهذا ما يريدهُ صناع هذهِ اللعبة الخطرة لتحقيق اهداف تعود بالنفع إليهم فيما بعد ،،فالأدمان عليها خطر يهدد مستقبل هذا الجيل ويرمي بهِ نحو التهلكة لما تسببه من اضرار على الصحة النفسية والجسدية، فالأرق، والتوتر المستمر، والعصبية، وضعف النظر، الكسل، والانعزال، والامتناع عن تناول الطعام، كلها تؤدي إلى الحاق الضرر، كما وانها تقود الى تنمية روح الاقتتال والحروب بين مستخدميها من خلال سياسة اللعب المبنية على استخدام الأسلحة والمتفجرات وكل اداوات القتل.

دور الأجهزة الالكترونية المستخدمة في التعليم الالكتروني بانتشار لعبة البوبجي

ونشاهدها اليوم وبالتزامن مع التعليم الالكتروني،،، هذا التعليم الذي اصبح الطريقة الوحيدة للتعلم عن بعد في ضل جائحة كورونا، وإجبار التلاميذ والطلاب على امتلاك الاجهزة الالكترونية بغية استمرار سير العملية التعليمية إلا انهم سرعان ما يقومون بتحميل هذه اللعبة على اجهزتهم!! فنجدهم يواصلون الليل والنهار في ممارسة هذه اللعبة!،متناسين الهدف الأساسي من استخدام هذه الاجهزة وهو الدراسة والتعلم!!، لينتهي بهم المطاف الى أضاعة حياتهم مع كل يوم يمر دون انجاز اي عمل مهم !!.

ان هذا الجيل مشرف على خطر حقيقي، و مستقبلهُ على شفا حفرةٍ من الضياع! وبما أن خطر هذه اللعبة ومثيلاتها لا يختلف عن خطر الإدمان على المخدرات، أفَليسَ من الضروري ان تتكاتف الجهود بغية التعامل معها بأكثر جدية ومعالجتها بأسر وقت لئلا نخسر جيلاً كاملاً؟؟!!

بقلم: زهراء الساعدي

أضف تعليقك هنا